رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كل هذا الغل والحقد ... لماذا ؟!


قبل ثورة 25 ينايركنا نشكو كصحفيين من كسر كاميرات التصويرأو الاستيلاء على النيجاتيف أو كارت الذاكرة من الكاميرات الديجيتال من قبل بعض رجال الأمن ،ولم نكن نصمت ونحتج بدرجة أو بأخرى لفضح النظام بكافة صور

الاحتجاج ،وعندما تطورالأمر إلى الايذاء الجسدى صرخنا.. رغم أنه كان لايزيد عن السحل أو الضرب أو حتى الخطف لفترة محدودة ، أو إقامة الدعاوى الكيدية أمام القضاء حتى يتدخل مبارك فى نهاية المطاف للتنازل عنها ليظهر بصورة المدافع عن الحرية.

كنا نعرف عدونا ، الذى نتعامل معه فيسهل علينا فضحه ، بل وتوجيه الاتهام له بقسوة لاتقل عن قسوته معنا ،مثلا إذا حدث احتكاك أثناء فض مظاهرة أمام نقابة الصحفيين ، فالأمر بسيط فى الوصول إلى كل المشتركين من قوات الأمن فى محيط النقابة ، وحتى عندما كانوا يستعينون بالبلطجية كان سهل الوصول إليهم عن طريق من استأجرهم ، وإذا فشلنا مؤقتا يكون التجريس والفضح سلاحنا ضد الداخلية ، فنأخذ بحقنا ولو بالتجريس !!

باختصار كنا نعرف عدونا كما يعرفنا ، وتنبادل الكروالفر و الاتهامات فى إطار نظام ديكتاتورى يحاول أن يستحى ولو ظاهريا !!

لكن بصراحة لم يصل الأمر إلى الضرب بالرصاص أو محاولات التصفية الجسدية ، لأن هناك قواعد تحسم اللعبة أو المواجهة.

لكن الخطير ماحدث خلال الأيام الماضية ، أن نجد أنفسنا فى مواجهة ميليشيات غير معروفة ، ووجوه غريبة عن وجوهنا المصرية ، وقلوب متحجرة متعطشة للدم !!

من أين جاءوا ؟...

لا أحد يعرف

هل هم مصريون حقا ؟

أشك

كان المصرى إذا تشاجر مع أخر يقف على مسافة ويرفع صوته قائلا : لو جدع تعال هنا وأنا سأربيك ،ويرد المتشاجر معه : لو أنت رجل تعال عندى .

يعنى لا أحد يذهب للآخر ،لكن كل منهما يصنع مسافة للتراجع حتى يتدخل أولاد الحلال ويصلحوا بينهم ويجلس المتشاجران يتصافيان ويتعاتبان فى دقائق لتنطلق بعدها ضحكات من القلب وكأن شيئا لم يحدث ، ويصف هذه الحالة المصرية المثل الشعبى ما محبة إلا بعد عداوة !!

الآن من الذى جاء بكل هذا العنف والبغض والكراهية التى تجعل شخص يقترب بمسافة تصل إلى مترين ليوجه رصاصة فى جبهة زميلنا الحسينى أبو ضيف لتستقر فى مخه بعد أن حطمت الجمجمة لمجرد أنه يحمل كاميرا !!

بأى ذنب حاولوا قتله ؟

لمجرد أنه يحمل كاميرا ،طب ماهو رد الفعل لو كان يحمل زميلنا رشاشا أو فرد خرطوش أو زجاجة مولوتوف!!

طبعا أنا أدرك أن الكاميرا هى الأخطر ،لأنها تفضح الوجوه والملامح وتكشف المستوروما يحاولون إخفاءه أو طمسه أو التشويش عليه .

وماحدث مع زميلى الحسينى حدث مع زميلى فى الجمهورية الشاب محمد عزوز لتستقررصاصات الخرطوش فى رقبته ، وكان الأمر مقصودا وهو إرهاب كل كاميرات الفضائيات حتى تتم الغزوة فى ظلام

يعنى الهدف هو طمس أو منع أى محاولة لكشف المستور أو فضح المتورطين ،حتى ولو كان الثمن ليس تكسير كاميرا وإنما قتل صحفى أو فقأ عين أرادت أن تسجل المشهد !!

كنا قبل الثورة نقف ونحتج لمجرد ضرب زميل أو تكسير كاميرا ليأتى لنا وزير الداخلية ليقدم قرابين الاعتذار ،لكن الآن من هو زعيم العصابة أو قائد الميلشيات أو البلطجى الذى سنطالب بمحاكمته؟ ، وهل الأمر يقبل الاعتذار مع الدم المراق والأرواح التى زهقت !!؟

والأخطر من ذلك من الذى استورد لنا هذا الكم الهائل من الحقد والغل الأسود الذى لايتورع عن قتل الشباب بالخرطوش أو بالرصاص الحى ، بالفرد أو بالبندقية ، بالتصويب العادى أو باستخدام الليزر ، سواء كان من المؤيدين أو المعارضين لقرارات الرئيس محمد مرسى ...

نعم للحرية ثمن ..

ودم الحسينى أبو ضيف و زميلنا محمد عزوز ودم الشهداء الذين سقطوا بيحرر بلد

أنا أتفهم ذلك

بشرط أن يتم ذلك فى مواجهة عدو أجنبى ،لكن أن يتم ذلك بين أبناء وطنى ، فهذا ما لا أستطيع استيعابه ، خاصة وأن الأسباب لاتستدعى ذلك ، لأن الخلاف السياسى يمكن حله ، والتنازل عنه أو التراجع فيه وكل ذلك لايعنى هزيمة .

لكن فقدان إنسان لحياته أو إصابته بعجز كلى أو حتى مجرد خدش لمتظاهر سلمى أمر لايمكن التصالح حوله ...

لذلك لا اندهش من تراجع مسؤول عن قرارما ، لكن دهشتى تكون ممن استموت فى الدفاع عن قرار إنسانى ، وحاول الاستشهاد بروحه الغالية من منطلق الجهاد من أجل مكسب دنيوى زائل رخيص ، أو قتله أخر وزهق روحه من أجل هذا المكسب الرخيص ..

والسؤال إذا كان البعض استشهد من أجل قرار تم التراجع عنه ، من يعيد لهم الحياة مرة أخرى ، أو يعيد لمصاب صحته كاملة أو لمجروح جرحه أو لمتألم ألمه ووجعه ؟

والأخطرمن ذلك ألا يشعرمن حرض كل من الجانبين هؤلاء الأبرياء ،بتعذيب ضمير بأنه تسبب فى مقتل روح أو إصابة جسد أو نزيف دم على الأسفلت بعد التراجع عن القرار،ألم يشعرهؤلاء بتأنيب ضمير بأن دم المصرى على المصرى حرام حرام حرام !!

وبعد تراجع الرئيس عن إعلانه غير الدستورى ، فمن يعيد لنا الشهداء والمصابين من المؤيدين أو المعارضين، لأننى بصراحة فزعت وأنا أسمع مصطلحات من عينة :- من الجانبين ، قتلانا وقتلاهم ، و شهدائنا وقتلاهم ، مصابونا ومصابوهم ، وأسرى منهم وأسرى منا ..

ألفاظ تدل كأن معركة دارت بين عدو إسرائيلى ومصريين ، وليس بين مؤيدين ومعارضين من أبناء المحروسة

الأخطر من ذلك أن كثير من الأخلاق الإنسانية والإسلامية قبل أن تكون مصرية قد انتهكت ، مثل سحل البنات وتعذيبهن ، وكلبشة الأطفال وإجبارالجميع على الاعتراف بأنهم مصريون !!!

هل نحتاج جميعا أيها الناس إلى طبيب نفسى يعالجنا من الأدران التى لحقت بنا، ومن سرطان الغل والحقد الأسود الذى ضرب فى قلوبنا !!؟

نعم نحتاج

مستشاروا الرئيس

والله وهذا قسم عظيم ونصيحة أقدمها لرئيس انتخبته :-

لو كنت بدلامن الرئيس مرسى لقمت بالاستغناء فورا عن الذين قدموا لى النصائح والاستشارات التى أثبتت الأيام أنها غيرمخلصة وتنم عن سوء نية ليس للرئيس فحسب ولكن لمصر كلها ،

هذا لو افترضنا سوء النية

أما حسن النية فهذا يعنى أنهم ليسوا على المستوى المطلوب ووجب تغييرهم

لذلك أقول : سيادة الرئيس غيرعتبتك ، أقصد مستشاروك ، سواء كنا نعرفهم أو لانعرفهم !!

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.