رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الفرق الموسيقية» امتدادًا لـ«المسحراتي» في المناطق الشعبية.. «عم محمد» كون فرقة شعبية تجوب الشوارع بـ«الأغاني الرمضانية».. وأحد أفرادها يؤكد: «المهنة رزقها قليل لكن بتفرح العيال»

جريدة الدستور

يعتبر شهر رمضان المبارك، موسم رزق للكثير من المواطنين، الذين يستغلون أيامه الثلاثين لابتكار مهن عديدة، تكون بمثابة أبواب رزق جديدة لهم، والتي لا تظهر سوى خلال هذا الشهر فقط، وتتميز دومًا بمظاهرها " الفلكلورية والكلاسيكية" .

وخلال شهر رمضان، وتحديدًا في المناطق الشعبية، رصدت «الدستور» إحدي هذه المهن، والتي قد تكون امتدادًا لمهنة «المسحراتي»، حيث تجوب فرق شعبية مكونة من أربعة رجال شوارع المحروسة، يحملون الآلات الموسيقية البسيطة و المتمثلة في «الطبلة والرق».

ومثلما يقوم «المسحراتي» بإيقاظ المواطنين للسحور بطريقة تسعدهم ، تدخل هذه الفرق الشعبية السرور على قلوبهم، من خلال الأغاني الرمضانية التي يتغنون بها، حيث يسيرون في الشوارع ويقومون بالعزف والغناء، ويسير من خلفهم الأطفال مستمتعين بأغانيهم، وفي النهاية يعطوهم بعض الأموال الرمزية.

التقت «الدستور» بأحد أفراد هذه الفرقة الشعبية ويدعى «محمد حسن»، الذي أكد أنهم يعملون في هذه المهنة منذ زمن طويل، حيث ينتظرون كل عام حلول شهر رمضان، من أجل ممارسة مهنتهم المفضلة بالتجول في المناطق الشعبية كل يوم عقب الإفطار.

وأوضح أن هدفهم ليس الحصول على المال فقط، ولكن أيضًا رؤية الفرحة في أعين الأطفال، حيث تقف بعض السيدات في النوافذ لمشاهدتهن ويطلبن من الفرقة ان ينادون علي صغارهم من الأطفال باسمائهم .

وأكد «مدحت سيد» أحد أفراد الفرقة، أن هذه المهنة هي مصدر الرزق الوحيد لهم في شهر رمضان، مشيرًا إلى أنهم يتنقلون كل يوم في منطقة شعبية مختلفة عن التي قبلها، ويقومون بتقسيم الأموال عليهم في نهاية اليوم، ويظل الحال هكذا طوال الشهر.

وقال «عم محمد»، أكبر أفراد الفرقة سنًا، أن تجوله في الشوارع مع الموسيقى هي مهنته منذ الصغر، حيث كان يمشي مع والده في الشوارع ويفرح مثل باقي الأطفال، حتي كبر ووجد نفسه يسير على درب أبيه، ثم عمل معه أصدقائه وتكونت فرقتهم الصغيرة.

وأوضح أنهم يلجأون إلى ممارسة هذه المهنة في بعض شهور السنة، ولكن في المناسبات والأعياد والأفراح، حيث يتفق مع أصحاب هذه المناسبات، كي يحيوا أفراحهم ومناسباتهم، ولكن المال الذين يحصلون عليه ليس وفير قائلًا: «إحنا شغلتنا علي باب الله، ولكن كل الشهور ليست مثل رمضان، الذي يأتي بالخير والرزق والوفير.

فيما عبر الأطفال عن فرحتهم الشديدة برؤيتهم لهذه الفرق الموسيقية، مؤكدين أنهم ينتظرون ظهورهم كل يوم، حيث قال احدهم : «إحنا بنمشي وراهم في الشارع كله لحد مايمشوا خالص».