رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدور المصرى ومحاولات تهميشه

شئنا أم أبينا، ما زالت القضية الفلسطينية منذ بدايتها في عام 1948 هي المحور السياسي الرئيسي لكل الأحداث ولا زالت كل مشاكلها تؤثر على مصر اقتصاديًا وسياسيًا.
قدمت مصر من التضحيات ما يفوق كل تضحيات العالم العربي قاطبةً بمن فيهم الفلسطينيون أنفسهم، واستشهد من أبنائها في 4 حروب: 1948 و1956 و1967 و1973، مئات الألوف من خيرة الشباب المصري.
وبعد انتهاء الحروب وإقامة معاهدة السلام مع إسرائيل، وانسحاب الطرف الفلسطيني (غير المسئول) من الحضور في مباحثات فندق مينا هاوس بالقاهرة، برز بوضوح الدور المصري الرائع لرأب الصدع والتنسيق بين جميع أطراف القضية، سواء بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة أو بين إسرائيل وبين حركة حماس ومناوشاتها غير المدروسة التي تسبب دائمًا كوارث غير عادية للشعب الفلسطيني ككل ولمدينة غزة بصفة خاصة.
مصر هي أول من اقترح رؤية متكاملة لحل الأزمة الفلسطينية وكانت هي أساس المفاوضات التي تمت في باريس والدوحة وتل أبيب والقاهرة، ولا يمكن لمصر أن تغير حرفًا واحدًا دون التشاور مع جميع الأطراف.
مصر كانت وما زالت هي الطرف الذي تحمل العبء الأكبر في كل مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار تمهيدًا لحل الدولتين. وكالعادة، عند فشل المفاوضات بسبب تعنت أحد الأطراف، يتم الزج بصورة غير لائقة بأسماء شخصيات مصرية تفانت في المفاوضات ويتم تحميلها مسئولية الفشل.
مصر تلعب دور الشريك الكامل وليس فقط دور الوسيط المحايد، وهؤلاء الصغار الذين يهمشون دورها سيندمون أشد الندم لو تخلت مصر عن دورها القيادي، عندها سينكشف دور المأجورين والمنتفعين من استمرار الاحتلال لبلادهم.