رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مكافحة البلطجة أمن قومى «٣-٣»


أستكمل فى جزء ثالث وأخير ما بدأته حول انتشار ظاهرة البلطجة فى شوارعنا وظهور أنماط وسلوكيات عنيفة يرفضها المجتمع وتروع المواطنين، ورغم التحسن الملحوظ فى الحالة الأمنية وجهود رجال الشرطة الحثيثة، إلا أننى عندما تطرقت إليها جاءنى الكثير من ردود الأفعال والمعلومات، أما ردود الأفعال فهى كثيرة وسأتناول بعضاً منها لأنها تعبر عن نبض المجتمع وتعكس حالة من القلق العام بل الذعر من أنماط البلطجة التى ظهرت بعد ١١ يناير ٢٠١٥، أما المعلومات فبعضها يروى حوادث تعرض لها أو تعرضت لها أو تعرض لها أحد المعارف المقربين.

وفى كل هذا فإننى وجدت من أهم وجهات النظر التى قيلت لى من أحد الشباب المكافح أثناء حديثى عن البلطجة وضرورة مكافحتها إنه من الضرورى تنفيذ القوانين على الجميع ودون استثناء، واتفق معه فى الرأى حيث إن تنفيذ القوانين يمكن أن يحول بلدنا إلى دولة حديثة متحضرة خلال سنة لديها احترام للقانون حتى فى أبسط الممارسات فى الشارع المصرع مثل احترام إشارة المرور واحترام أماكن عبور المشاة مثلاً، إننا إذا لم نطبق القوانين على الجميع دون استثناءات فستفشل كل طموحاتنا فى تأسيس دولة القانون الحديثة المتحضرة التى نأمل أن نقيمها على أرض الواقع، وبالتالى ستضيع كل فرصنا فى التقدم والتنمية والنظام والاستقرار والأمان، فمثلاً تقول تعليقاً على مقالى السابق نازك الألفى: لابد من عودة الأمان والاحترام للشارع المصرى، وتقول الشاعرة ماجدة سعيد عضو مجلس إدارة الكاتبات المصريات إننا بالفعل نلاحظ فى أطراف القاهرة والأحياء الجديدة غياب شرطة المرافق والدوريات مما سبب استفحال ظاهرة البلطجة، وتقول منى مرشد من سيدات العمل الخيرى البارزات، لابد أن تجد الدولة حلولاً لظاهرة البلطجة فى المدن الجديدة مثل الرحاب والشروق و٦ اكتوبر خاصة على الطرق ليلاً نظراً لحوادث السرقةبالإكراه، وتقول ماهى قطب من سيدات العمل الخيرى أيضا، إنه موضوع مهم فعلاً، حيث نتعرض لشتى أنواع قلة الأدب والعنف فى السلوكيات فى الشارع، وتقول الفنانة فادية عبد الغنى: لابد من التنويه الدائم عن احتياجات المجتمع وأولها احتياجها للأمن، وتقول هالة عبد الحليم، «أين عزيمة الحل ولماذا لا تأخذ الدولة بوجهات النظر الوطنية ؟»، وذلك تأكيداً على عدم اكتراث المسئولين بما طالبت به فى مقالى السابق من تكثيف الدوريات الأمنية ليلاً، أما الصحفية سوزان المرشدى فتطالب بالإعدام لمن يسرقون طفلاً، وتقول عالية حسونة من سيدات العمل الاجتماعى والخيرى، أتفق معك فى مطالبك ونقول إن القضاء على البلطجية موضوع أمن قومى.

إن مكافحة البلطجية هى من أولويات توفير الأمان فى الشارع المصرى، وأنا أعتقد أننا جميعاً نلاحظ جهود الشرطة ورجال الأمن فى القبض على المجرمين ومكافحة الإرهاب من خلال عمليات مداهمة الأمن لأماكن اختباء المجرمين والخلايا الإرهابية وإحباط كثير من مخططاتهم قبل وقوعها، وهو جهد متميز بل لابد أن نثنى على بطولة رجال الأمن الشرفاء والأبطال الذين يسقط منهم شهداء كل يوم، وإن كان البعض منهم قد قام بممارسات عنيفة أو منحرفة، فإن هذا لا يعنى أن نغفل جهد ودور بطولى يقوم به غالبية رجال الشرطة الذين يتعرضون للخطر كل يوم من أجل حماية الشعب، لن نهدر جهد غالبية رجال الشرطة الذين يتفانون فى مهمة حماية المواطنين وحفظ الأمن، لكن من ناحية أخرى فإننا نطالب بتكثيف دوريات الأمن فى مواقع كثيرة ليلاً وهناك مناطق عديدة بالقاهرة يتجمع فيها البلطجية وهناك أوكار للهاربين من أحكام قضائية وتجار مخدرات وسلاح، وهناك مناطق تمثل خطورة بالغة فى بعض القرى والنجوع التى يوجد بها من يكونون عصابات للسرقة بالإكراه ويقومون بترويع المواطنين، وهناك مناطق لاتزال فى حاجة إلى تمشيط ومداهمة فى أحياء بعينها حيث تختبئ فيها خلايا تريد أن تثير الفوضى والجرائم ويتم تمويلها لإضعاف هيبة الدولة وإضعاف الثقة فى الحكومة وفى قدرتها على بسط الأمان فى ربوع البلاد، ونأمل أن يتم تكثيف الجهود الأمنية وتشجيع الشباب على الالتحاق بالشرطة وتزويدهم بالحماية المطلوبة لهم أثناء أداء مهامهم الكبيرة فى حماية المواطنين وهذا ممكن لو تم وضع مكافحة البلطجة والجريمة كموضوع أمن قومى مثله مثل رغيف الخبز وفرص العمل للشباب والصحة والتعليم، كلها ضرورات لابد أن تضعها الدولة فى الاعتبار بعد إتمام أركان الدولة وبعد استكمال تشكيل البرلمان.