رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سوريا" و"ليبيا".. أهم ملفين على مائدة مناقشات السيسي وبوتين

السيسي وبوتين
السيسي وبوتين

يحل الرئيس السيسي ضيفا على روسيا في ظل متغيرات كثيرة تشهدها الساحة الإقليمية والدولية، الأمر الذى يتطلب المزيد من التعاون المشترك بين بلدين بحجم مصر وروسيا، فالخريطة العالمية تتغير من ناحية التحالفات تارة والاستراتيجيات تارة أخرى.

وما بين التحالفات والاستراتيجيات تأتي أهمية تلك الزيارة التى يقوم بها الرئيس السيسي لموسكو، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن روسيا لديها العديد من مفاتيح الحل فى أغلب القضايا والأزمات العربية والإقليمية والدولية.

ولا يستطيع أحد أن ينكر دور مصر الريادي الحالي وانفتاحها على العدو قبل الصديق من أجل مصلحة الإنسانية التى دائما ما يذكرها الرئيس السيسي، فالأزمات المتلاحقة فى المنطقة، تشير بشكل أو بآخر إلى أن سبل التعاون بين القاهرة وموسكو يجب أن تكون فى استشراق دائما وتسير فى كوكب العلاقات الاستراتيجية ومصالح المشتركة.

وتأتي قضية محاربة الإرهاب والعمل على إيجاد الحلول للأزمات وتقريب وجهات النظر وتوثيق العلاقات وزيادة الاستثمارات، كمحاور رئيسة فى زيارة للرئيس السيسي لروسيا.

وفى هذا الصدد، تأتي الأزمة السورية على مشارف هذه العلاقات والسعي لإنهاء أزمة إنسانية ربما يذكرها التاريخ بأنها الأكثر دموية فى العالم، وربما أيضا سيحاسب التاريخ من اعتلى مناصب أصحاب القرار فى العالم على عدم الإسراع فى إنهاء هذه الأزمة.

وهذا ما أكده الدكتور صلاح هاشم الخبير التنموي ورئيس الشبكة المصرية للحماية الاجتماعية، الذي رأى أن زيارة الرئيس السيسي لروسيا ربما جاءت من أجل وضع النقاط على الحروف لإنهاء الأزمة السورية وخصوصا فى ظل القدرة الروسية على تحريك الملف نحو الاتجاه الصحيح وإنهاء الوضع المتأزم.

وذلك فى ظل تقارب مصر مع دول الخليج وقدرة القاهرة أيضا على إقناع دول الخليج بضرورة العمل من أجل الشعب السوري والدولة السورية بعيدا عن الأشخاص وخصوصا بشار الأسد، ولذلك لن يتم حل الأزمة إلا إذا كان هو جزء من مسار الحل ولو شكلا دون المضمون هو ما يسعى إليه الأسد.

كما رأى الدكتور صلاح، أن التقارب الروسي السعودي مؤخرا كان لمصر دور كبير فيه من أجل العمل على إذابة الجليد بين الرياض وموسكو هو ما حدث بالفعل.. لتأتي بعدها التصريحات الإيرانية مهرولة نحو تحقيق التصالح والتقارب الإيراني السعودي لتكون الأزمة السورية هى بوابة العمل على إنهاء الصراع الطائفي الذى دائما ما يؤكد عليه الرئيس السيسي.

ولم تكن تعليقات وتحليلات الدكتور صلاح هاشم بعيدة عن تحليل نيكولاي سوحوف الباحث في معهد الاستشراق الروسي والذى أكد أن زيارة الرئيس السيسي إلى موسكو، جاءت من أجل وضع استراتيجية لإنهاء الأزمة السورية ويتوقع الإعلان عنها تدريجيا وخصوصا فى ظل وجود أطراف عربية فى موسكو، وأكد سوحوف أن مصر لديها من الخبرات والقدرات ما يمكن استخدامه فى إنهاء هذه الأزمة.

نيكولاي سوحوف الباحث في معهد الاستشراق الروسي رأى كذلك أن الأزمة السورية ستكون من أولويات الرئيس السيسي خلال زيارته لروسيا واجتماعه مع الرئيس بوتين، لكن سوحوف لم يتناول فى تحليلاته الأزمة السورية فقط بل أشار أيضا إلى أن المشاكل الإقليمية والدولية محور اهتمام لدي القيادة الروسية والمصرية، وخصوصا الملف الليبي وكيف يمكن استغلال التواجد الروسي فى مجلس الأمن للتصويت لتسليح الجيش الليبي لمحاربة الإرهاب، والذى ربما تعاني منه مصر حاليا بسبب الأوضاع فى ليبيا.

وأضاف سوحوف أن محاربة الإرهاب قاسم مشترك بين موسكو والقاهرة.. فموسكو تساعد سوريا فى مكافحة الإرهاب وكذلك تساعد مصر.. وتعلم جيدا أن الولايات المتحدة الأمريكية هى من تساعد على نشر الفوضي فى منطقة الشرق الأوسط عبر ما أطلق عليه الربيع العربي؛ حيث استغلت ضعف الحكومات وعدم قيامها بتلبية احتياجات الشعوب وقامت بتغذية ثقافة العنف وباعت السلاح إلى الأطراف كافة، وعملت، حسب سوحوف، على تأجيج الصراعات كما يحدث فى سوريا وغيرها من البلدان العربية.. تغذية أطراف الصراع ونشر الفوضي تحت ذريعة الحرية والديمقراطية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

في نفس السياق، أكدت الكاتبة والمحللة السياسية الدكتورة أماني إبراهيم، فى اتصال هاتفي مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، اتفاقها فى الرأي مع نيكولاي سوحوف الباحث في معهد الاستشراق الروسي حول الدور الأمريكي فى منطقة الشرق الأوسط وكيف كانت واشنطن عاملا أساسيا في التطورات السلبية التى تشهدها عدة دول بمنطقة الشرق الأوسط.

كما ترى الكاتبة والمحللة السياسية، أن العلاقات المصرية الروسية تعد مفتاح الحل للازمات المتلاحقة فى المنطقة، وربما أيضا التعاون العسكري الروسي المصري هو صمام الأمان فى المنطقة، وتؤكد أن القيادة الروسية والمصرية يعملان حاليا وخلال هذه الزيارة وربما قبلها، وكذلك بعدها على استقرار المنطقة وجذب المزيد من الاستثمارات والتى تعد العمود الفقري لمحاربة إرهاب عبر العمل على القضاء على البطالة وكذلك رفع المستوى المعيشي للأفراد فى المجتمعات الفقيرة والمتوسطة، إلا أنها شددت على ضرورة محاربة الإرهاب عبر التعاون بين البلدان التى لديها خبرة عسكرية فى ذلك.