شبح "الخطف" يسيطر على محافظات مصر

الخطف مقابل الفدية أصبح الآن شعار البلطجية ومسجلي الخطر، بحثا عن الثراء الفاحش الذي يأتي بسهولة تامة انطلاقا من قاعدة "الضنا غالي"، حيث يضعف الأهل دائما أمامها، ولا يبخلون على ذويهم بأي مال مقابل استعادتهم من أيدي الخاطفين المجرمين.

وهنا رصدت الدستور عددا من جرائم الخطف التي انتشرت مؤخرا، وعلى إثرها أحدث جريمة خطف للأطفال انتهت بتمزيق جسد الطفلة، وكانت في قرية "شبرا باص"، في محافظة المنوفية، عندما عثر الأهالي على جثة طفلة مفصولة الرأس ومدفونة تحت كمية من الرمال بعقار مكون من 5 طوابق تحت الإنشاء، وتوصلت التحريات أن الهدف من الجريمة هو الأموال والفدية.

فانتقلت الأجهزة الأمنية، وبالفحص تبين أن الطفلة تدعى جنا. خ، 3 أعوام، متغيبة منذ 5 أيام كاملة، وبسؤال والدها، أفاد خلال التحقيقات أنه تلقى منذ يومين اتصالا تليفونيا يطلب منه فدية 400 ألف جنيه وعودتها إليه سالمة، ولكنه فشل في تدبير المبلغ المطلوب فنفذ الخاطفين تهديدهم وقتلوا الطفلة، وجارِ تكثيف الجهود الأمنية لكشف ملابسات الحادث.

كما تلقى مركز شرطة بركة السبع بلاغًا من الأهالي يفيد اختطاف طالبتين في الصف الثالث الثانوي وطلبوا فدية من أهاليهن.

وأكد الأهالي أن أسرة الطالبتين قد تلقت اتصالا هاتفيا من مجهولين لطلب فدية 300 ألف جنيه عن كل فتاة مقابل إعادتهما، ولكن تم ضبط الجناة عقب إعداد كمين من رجال المباحث للتفاوض بين الجناة وأسرة الطالبتين.

كما شهدت الفترة الأخيرة جريمة خطف الطفل أنطونيوس هاني زكى، 9 أعوام، في مركز نجع حمادي بمحافظة قنا علي يد مجموعة من المتهمين تحت تهديد السلاح أثناء خروجه لأداء الامتحان برفقة والدته بعد التعدي عليها بالضرب وإصابتها.

وبتكثيف الجهود الأمنية تبين أن وراء الواقعة ارتكاب الواقعة مسجلين خطر، راقبوا تحركات الطفل وأسرته وتحركاتهم على خلفية عملهم بسوبر ماركت وتعاملهم مع والده تاجر الجملة، وأثناء خروجه لأداء الامتحان برفقة والدته خطفوه منها في النهار تحت تهديد السلاح بعد الاعتداء على والدته وإصابتها بالرأس.

وأجروا فيلا بقرية "بركة"، وأودعوا فيها الطفل بعد اختطافه، وهاتفوا والده وتفاوضوا معه على دفع مبلغ 2 مليون جنيه.

وبالاتفاق مع الجهات الأمنية قام الوالد بالتفاوض مع المتهمين لاستدراجهم وتمت مداهمة الفيلا التي تم وضع فيها الطفل المجني عليه، وتم ضبط كل من: علاء. ع، محمد. ا. م، مسجلان خطر وبحوزتهما 2 بندقية آلية بعد محاصرتهما.

كما سادت حالة من الغضب الشديد بين أهالي قرية "طوخ القراموص" التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، بعد العثور على جثة طفل عمره 3 أعوام، بعد ساعات من خطفه، مقتولًا وملقى بمياه بحر مويس.

وتبين من التحقيقات أن الجثة لطفل يدعى أحمد م. ع.، 3 أعوام، ومقيم طوخ القراموص، حررت أسرته محضرا باختطافه قبل 4 أيام من العثور على جثته.

كما تبين أن مجهولين خطفوا الطفل على دراجة بخارية أثناء لهوه أمام منزله، وأجروا اتصالا هاتفيا بوالد الطفل لطلب فدية مليون جنيه مقابل عودته وعندما عجز عن تدبير المبلغ، عثروا على الطفل مخنوقا بقطعة قماش.

ولم تنج محافظة القاهرة من حوادث الخطف وشبحها الذي انتقل إلى منطقة السيدة زينب؛ حيث تم خطف الطفل محمد الرواي، 12 عاما، أثناء لعبه في الشارع أمام مسكنه، وطالب الجناة 20 ألف جنيه من والده نظير إطلاق سراحه.

ولكن هنا تدخلت الأجهزة الأمنية ونجحت في تحرير الطفل وضبط المتهم عقب مسايرته.