رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جوائز العرب «2»


ومن جائزة قطر إلى جوائز القذافى العالمية للآداب، التى نالها الدكتور جابر عصفور، فى أبريل عام 2010. وقيمتها 150 ألف يورو «نحو مليون جنيه مصرى»، وذلك خلال الحفل الذى أقيم فى فندق «ريكسوس النصرفى طرابلس.  بدأت الجائزة باقتراح تقدّم به الروائى الليبى إبراهيم الكونى، عام 2009 وقال الكونى فى وصفه للجائزة: هى جائزة أدبيّة عالميّة، يقدّمها الأخ القائد المناضل، لإظهار وجه ليبيا المشرق للعالم، بتعبير الكوني. وقد تم اختيار الأخير الناقد المصرى صلاح فضل مقرراً لها، ورئيساً للجنة التحكيم. وكان بين أعضاء اللجنة الناقد الأمريكى المعروف إليوت كولا.

والمعروف أن ابراهيم الكونى كان معارضاً لسياسات القذافى فى السبعينيات، ثم أصبح فيما بعد موالياً لنظامه. وقد عقد الاجتماع الأول فى طرابلس، فى البداية كان اسم الجائزة «جائزة أفريقيا العالمية للآداب». وقد لاحظ اليوت كولا، وصلاح فضل، أثناء الاجتماع التحضيرى، أن هناك كاميرات تصوير فى القاعة، تنقل ما يقال إلى جهات غير معروفة.

فطلب الدكتور صلاح فضل، على الفور، أن تحمل الجائزة اسم الزعيم معمر القذافى. وهو الاقتراح الذى رفضه أعضاء لجنة التحكيم، بمن فيهم إبراهيم الكونى. لكنّ فضل راح يشرح أسبابه بأن: حمل الجائزة لاسم القذافى سيغرى باقى الحكام العرب على أن يحذوا حذوه، وينشئوا جوائز أدبية بأسمائهم تثرى الآداب العالمية». هذا ما أعلنه وقتها. لكن الكونى رفض .ثم انسحب من اللجنة.. وقد اختار الدكتور صلاح فضل الإسبانى الشهير خوان جويتسولو، لنيل الجائزة فى دورتها الأولى، لكن الكاتب الإسبانى الذى انطلق من حسّ إنسانى رفيع، عندما علم بذلك أعلن رفضه لها، فى مقال جاء فيه: «انسجاماً مع اقتناعاتى ومواقفى المناصِرة لقضايا العدل، قررت رفض «جائزة القذافى العالمية للآداب»... بل أرى رفضها خطوة فى اتجاه البحث الدائم عن التماهى مع مواقفى المناهِضة دوماً للأنظمة الاستبدادية». ووجّه خوان جويتسولو تحيّة إلى المعارضين فى ليبيا..

وإنقاذاً للموقف، اختير الكاتب الجنوب إفريقى، برايتن بريتنباخ، للجائزة. لمجرد أنه من أفريقيا، لكنّه رفضها من دون إعلان السبب. وكان الحل الأخير لإنقاذ الجائزة جابر عصفور الذى لم يتردّد فى قبولها، بل خرج فى وسائل الإعلام ليبرّر قبوله قائلاً بأنّه يأتى انسجاماً مع موقفه الداعى إلى الاشتراكية والحرية. وكان أن ذهبت الجائزة إلى الدكتور جابر عصفور.. وبعد أن بدأت ثورات الربيع العربى، فى تونس ومصر وليبيا واليمن، وقيام ثورة شعبية فى ليبيا. أعلن الدكتور جابر عصفور انسحابه منها بعد فوات الأوان، ولكنه أعلن أنه لا يعرف كيف يعيد قيمتها، لعدم معرفته بالجهة التى صرفتها له، اى أنه تنازل إعلامياً فقط.

كاتب