رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خيبتنا فى نخبتنا


النخب فى كل الدول.. وعبر ما يطرحونه من أفكار.. تتحدد مكانتهم وأوزانهم.. من خلال توصيفهم للداء ورصدهم للدواء.. والمفترض أن تكون هذه النخبة.. حيادية عند طرحها للقضايا والمواقف.. يحدث ذلك فى كل بلاد الدنيا.. المتقدم منها والمتأخر.. النامى منها والنايم.. حتى بلاد الواق واق.. إلا عندنا فى مصر فقد أصابت الخيبة نخبتنا وما يسمونهم بالصفوة.. ظهر ذلك جلياً عقب ثورة 25 يناير مروراً بثورة 30 يونيو وحتى الآن.. فقد تغيرت الجلود والألسنة والمواقف حتى المشاعر هى الأخرى تبلدت.

ورأينا من كانوا يصدعوننا أن الإخوان عصابة إجرامية وأنهم بتاريخهم الملطخ بالدماء.. والمملوء بالحقد والضغينة.. رأيناهم فجأه ودون سابق إنذار.. وقد تبدلت أحوالهم.. خذ عندك مثلاً كم من الناصريين تغيرت مواقفهم وتبدلت مشاعرهم.. الأسماء لا تعد ولا تحصى.. رأيناهم وهم يدافعون عن جرائم الإخوان وعما يقومون به من خراب ودمار.. حتى الليبراليين شاركوهم نفس الموقف.. نموذج الأول وائل قنديل ــ مدير تحرير جريدة «العربى» سابقاً ــ والمدافع دوماً عن مواقف عبدالناصر والمستنكر إلى الأبد جرائم الإخوان بعد ثورة يوليو 52 وما فعلوه فى المنشية بالإسكندرية عندما أعدوا العدة لقتل الرجل دون جرم ارتكبه.

اليوم يطل علينا نفس الوائل عبر قناة «الحقيرة» ليتحفنا بتخرصاته.. ولينقلب رأساً على عقب على مواقف سابقة لطالما عرفناها منه.. وعلى نفس الوتيرة السفير أمين يسرى المدافع دوماً عن التجربة الناصرية.. نراه اليوم يغير جلده ومشاعره ولطالما سمعته أنا شخصياً وهو يعدد جرائم الإخوان فإذا بنا نراه وهو يبارك ما يقومون به ليس فى مصر وحدها بل فى كل البلاد العربية.. أما عمرو حمزاوى المعروف بليبراليته والذى نجح فى مجلس الشعب الإخوانى بأصوات أشك أنا شخصياً أن يكون قد حصل على ربعها.. فالدائرة التى نجح فيها لا تعرفة وكيف تعرفه.. وهو لا يعرف آمالها ولا آلامها..

السيد حمزاوى أصبح بقدرة قادر أحد الوعاظ ومن يتندرون على أيام المعزول ويصف ما حدث له بأنه مؤامرة.. وكأنه كان يعيش تحت الأرض فلم ير بأم عينيه الملايين التى خرجت وتألمت من سياسات الإقصاء والتحقير والتكفير.. وعلى هذا المنوال حدث ولا حرج كم من النخب ذهبت ريحهم وخرجوا من دائرة التقدير والاحترام.. إلى ؟؟؟ فقد تبين لنا إن هؤلاء أخف من وزن الريشة وأن ما كانوا يقولونه فى دورياتهم ونشراتهم لا يعدوا أن يكون طق حنك.. وأنهم يا قلبى عليهم لا يعرفون إلا مصالحهم يدورون معها أينما ذهبت.

رأيناهم وهم يوزعون الأدوار يتقدمون ويتأخرون ظناً منهم أننا كقطع شطرنج يحركوننا كيفما شاءوا.. هذه النخبة هى من كانت سبباً فى حالة الاضطراب والخلل التى حدثت وما زالت حتى اليوم.. ودعونا نعود بالذاكرة إلى الماضى الأليم ألم يخرج هؤلاء عبر الفضائيات ووسائل الإعلام المتعددة ليروجوا لانتخاب محمد مرسى ألم يتباروا أن الفريق شفيق يداه ملطختان بالدماء.. وأن مرسى يداه تقطر عطراً ومسكاً.. ثم نفاجاً بعد ذلك بالكثيرين منهم وقد انقلبوا على أعقابهم.. ولو كان الأمر بيدى لحاسبت هؤلاء واحداً تلو الآخر.. لأنهم مع سبق الإصرار والترصد من تلاعبوا بمشاعر البسطاء وأفتوا بغير علم.

وقد تعلمنا أن من قال لا أدرى فقد أفتى.. أثبتت التجربة أن من يسمونهم بالنخب لا يعرفون فى السياسة إلا بقدر ما يعرف الفلاح البسيط والعامل الذى يكدح طول يومه.. نعم خيبتنا فى نخبتنا فلم يعد لهؤلاء المكانة والصدارة والريادة.. ولم يعد بمقدورهم الإمساك بالبوصلة التى تحدد آمال الناس واهاتهم.. والبرهان أنهم كانوا سبباً فى حالة اللخبطة والاضطراب والخلل بداية من 25 يناير وحتى الآن وإلى هؤلاء أقول: «ادخلوا مساكنكم وكفانا ما أصابنا من شرور.. نرجوكم ارحلوا واتركونا فى حالنا.. فهل أنتم فاعلون.

وكيل وزارة الأوقاف ـ كفر الشيخ