رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعليقا على زيارة السيسى لروسيا

خبراء: إستراتيجية واضحة لتنوع السياسة الخارجية والملف الأمني والعسكري في المقدمة

جريدة الدستور

تحركات مستمرة من قبل الرئيس عبد التفاح السيسي لإعادة مصر إلى وضعها الطبيعي وتنويع علاقاتها الدولية، فبعد ساعات من زيارته السعودية، توجه الرئيس إلى روسيا في زيارة أولى عقب توليه الرئاسة، وسبق للرئيس زيارة روسيا في فبراير الماضي كوزير للدفاع، وكانت بمثابة نقطةَ تحول فارقة في مسيرة العلاقات المصرية الروسية.
قال السفير جمال بيومي، تعد هذه الزيارة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي بعد توليه المنصب، فالزيارة الأولى كانت بصفته وزيرا للدفاع وليس الرئيس، وتعكس الزيارة إصرار مصر على استعادة علاقاتها الحيوية مع روسيا باعتبارها كانت أكبر الشركاء التجاريين ومصدر السلاح الرئيسي لمصر.
وأضاف: هناك خطأ تاريخي بأن الرئيس الراحل أنور السادات هو من أساء العلاقات مع الاتحاد السوفييتي، والحقيقة بعد توقيع مصر على اتفاقية السلام روسيا من تركت مصر، مؤكدا أن أمريكا وروسيا لن تقف ضد إسرائيل ولن تمكن مصر من التسليح الجيد ضد العدو المحتمل، فروسيا لن تستغني عن الاقتصاد العالمي وفي مقدمته الاقتصاد الأمريكي.
وأشار إلى أن مصر تسعى إلى تحقيق نوع من التنوع في العلاقات الدولية في حال تردد أمريكا عن تقديم التعاون لمصر في أي من المجالات تتجه مصر إلى القطب الروسي مما يخلق تنافسا قويا بين قطبي السلاح في العالم روسيا وأمريكا.
وعلى المستوى التجاري، قال بيومي: إن الاتحاد السوفييتي يشكل 60% من التجارة على مستوى العالم وقد تراجعت العلاقات التجارية بين مصر وروسيا نتيجة بعض الظروف، لكنها الآن بصدد العودة مرة أخرى وفتح سوق جديدة للمنتجات المصرية في السوق الروسية، بجانب التعاون الفني والعلمي، فيمكن الاستفادة منها في تطوير الطاقة النووية إذا أرادت مصر البدء في مشروع الضبعة.. وأكد أن مصر ليست بديلا لأمريكا ومصر بحاجة إلى أن تكون علاقاتها طيبة بكل دول العالم.
وقال السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الزيارة الأولى للسيسي كانت كوزير للدفاع لن يناقش أي قضايا سوى التعاون العسكري وإمداد مصر بالسلاح، لكن الزيارة الثانية كرئيس له الحق في التطرق إلى كافة الموضوعات ومناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين والعلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية والقضايا التي تهم البلدين.
وأشار إلى أن قضايا الأمن والمخاطر التي تتعرض لها مصر من الإرهاب والمؤمرات الخارجية، بجانب العلاقات الثنائية، أهم الملفات التي تواجه القيادة المصرية حاليا، وكذلك الحاجة للسلاح بعد أن أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية المعونة العسكرية المقررة لمصر، بالتالي مصر تحتاج إلى سلاح وطائرات تحل محل طائرات الأباتشي.
وقال: إن هذه الملفات التي يبحثها الرئيس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في غاية الأهمية لأنها تتعلق بالأمن القومي لمصر وأمن المنطقة كلها، لافتا إلى أن روسيا قوة موجودة لا يمكن إنكارها ومصر تنوع علاقاتها مع كافة القوى، وليس غريبا أو ردا على ما تقوم به أمريكا ضد مصر، فمصر تسعى إلى إعادة علاقات الصداقة والتعاون مع روسيا.
وأوضح العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، أن الزيادرة تعد بداية لعودة العلاقات بشكل جيد بين مصر وروسيا وإصرار الإدارة المصرية الجديدة الفترة القادمة على الانفتاح على معظم القوى الخارجية.
ولفت إلى أن مظاهر التعاون المصري الروسي ظهرت الفترة الماضية بتفعيل جيد سوف يترجم الفترة القادمة إلى مشروعات حقيقية، فمصر مهتمة بإيجاد شكل من أشكال التواصل مع الكتلة الأهم في العالم وهي روسيا والصين والهند وكل هذا على جدول أعمال الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال إن نسبة كبيرة من السلاح المصري سلاح روسي ومازال يعمل حتى الآن، لذا فنحن في حاجة إلى مزيد من التعاون العسكري لضمان العمل بكفاءة ومزيد من تزويد مصر بأسلحة تساعدها في التفاعل مع التهديدات المحتملة.
وأضاف: سبل التعاون مع الجانب الروسي منفتحة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتجارية، لأن هناك انفتاحا على المجموعة التي أصبحت تشكل الاقتصاد الأقوى في العالم لجلب مزيد من الاستثمارات، بما يضع مصر على خريطة الخروج من عنق الزجاجة الاقتصادية.
واستكمل: أن السيسي بتنوع تحركاته يعكس الإصرار على أن مصر صاحبة قرار وإرادة حرة في التعامل مع الأطراف الدولية، وأنها تمتلك مساحة حرة في اختيار تحركاتها.
فيما قال جمال أسعد، المفكر السياسي، إن الرئيس السيسي يتحرك بشكل مهم ومؤثر وفق إستراتيجية محددة، فزياراته الحقيقية بدأت منذ زيارته للسعودية، مما يعني محاولة استعادة مصر لدورها العربي، وإحياء التوافق العربي في مواجهة التحديات والمؤامرات المحيطة بالمنطقة.
ولفت إلى أن زيارة السيسي اليوم لروسيا تعني إدراكه للمتغيرات الدولية التي ظهرت على الساحة باعتبار روسيا تحاول استعادة وضعها كقوى عالمية ذات تأثير في الأحداث، مع العلم بأن العلاقة بين مصر ورسيا تاريخية تتسم بالوضوح والمنفعة والمصالح المشتركة.
وقال: إن الظروف التي يمر بها الوطن وما يحيطه من تحديات تجد توافقا حقيقيا مع روسيا نظرا لظروف تاريخية للعلاقة المتبادلة أو التقارب في الظروف، مشيرا إلى أن توجه الرئيس لروسيا من الزيارات الهامة التي تقع في إطار سياسة خارجية تعمل لصالح الوطن.
ولفت إلى أن الزيارة السابقة للسيسي كوزير للدفاع لروسيا أكدت معاني سياسية معينة، وتعد الزيارة الحالية استمرارا للدور الروسي في مساعدة مصر في كل مناحي الحياة خاصة بعد الموقف الأوروبي الأمريكي في مواجهة روسيا نتيجة للمشاكل الأوكرانية وفرض عقوبات على روسيا مما يجعل مصر متنفسا آخر لها، فهناك ظروف دولية تجعل الزيارة ذات مغزى حقيقي وأهمية بالغة.