رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جسد فى المشرحة

جسد فى المشرحة
جسد فى المشرحة

ذهبت إلى المشرحة

أو بالأحرى، جثتى ذهبت.

آخر ما أتذكره هو القهوة

كانت لذيذة وساخنة كالعادة،

هل كانت قهوة مسمومة؟

ربما،

السطح تحتى صلب جدًا

وكذلك جسدى.

غرفة معتمة

مصباح وحيد

وآلات حادة تتلألأ كالنجوم،

وبينما ينبشون أعضائى

كان هناك من يدخن بالقرب منى

تبدو رائحة الدخان شهية

تبعث على النشوة،

تمنيت لو أنى جربته قبل موتى

ولكنى كنت أتجنب كل ما يمكن أن يؤدى إلى الموت!

ما زالوا يعبثون بى.

لا أتألم، ولكنى سئمت

أين العالم الآخر؟!

لماذا لم ينصهر جسدى

ويختلط بتراب الأرض

مثل كل من دفنتهم؟

لماذا لا يزال محتفظًا بشكله!

يسمح لهؤلاء الغرباء بأن يقطعوه

حابسًا بقايا روحى داخله،

لو صعدت روحى للسماء مباشرة

لكنت الآن ألعب مع طفلى الذى لم يأت

وأقبل أمى

أو أركض بين الكواكب

بدلًا من مراقبة هذا السقف البشع،

لكن يبدو أنه المكان بالأعلى

وعلى الانتظار حتى يجدوا لى مكانًا مناسبًا

أو ربما حتى ينتهى الملكان من رصد الحسنات وغيرها

فأعرف أين سيكون مكانى

بين الجنان أم أسفل النيران،

أتمنى أن ينسيا الرجل الذى سببته صباحًا

والفتاة التى كسرت قلبها بالأمس

أو ربما حتى تتوصل الشرطة لمن قتلنى

حتى ندفن معًا مرة واحد

أو لأى سبب،

أوافق على أى سبب

فقط أريد أن تكون هذه مجرد فترة انتظار

وألا أكون قد خدعت أثناء حياتى

وهذا هو العالم الآخر والأخير فعلًا!