ما حكم صيد العقارب وتربيتها وقتلها والاستفادة من سمها شرعا؟  

عندما يأتي في ذهنك لفظ "عقرب" ينتابك الخوف والذعر، ولكن هل تعلم أن هناك من يصطادها ويأخذ سمها ويبيعه؟ 

هذا ما عرضه مسلسل صيد العقارب التابع للشركة للمتحدة للخدمات الإعلامية، والذي تقدم بطولته الفنانة غادة عبدالرازق، وتظهر بكل جراءة وهي تتعامل مع العقارب بكونها طبيبة مختصة في التعامل معهم.

ولكن هل تساءلت ذات مرة، هل صيد العقارب حرام ام حلال وما حكم تربيتها؟ وما حكم الاستفادة من سمها؟ كذلك ما حكم قتلها؟ ستوضح لكم الدستور هذه الأمور في السطور التالية.

حكم صيد العقارب وتربيتها والاستفادة منها

أوضح فضيلة الشيخ عطية صقر – رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا- رحمه الله تعالى في فتوة له من قبل، أن الحيوانات الضارَّة منها ما يكون الضرر من طبيعته ولذلك يعيش غالبًا بعيدًا عن الإنسان في الغابات والجِبال كالسِّباع والذِّئاب، أو يعيش مع الإنسان مع أخْذ الحذَر منه كالعقارب والحيَّات، ومنْها ما لا يكون الضَّرر من طبيعته ولذلك يعيش غالبًا مع الإنسان أو قريبًا منه، ولكن قَدْ يَجيء منه الضَّرر لعارِض يَعْرض له، كالكلاب والقِطَط. والحُكم المبدئي العام، إن النَّوْع الأول وهو ما يكون الضَّرر من طبيعته يَجوز قتلُه، إما للدَّفاع عن النفس، وإما للانتفاع بجلْده أو عظْمه مثلًا،  ودليل الابتعاد عن العقرب قوله تعالى ( يا أيُّها الذِين آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُم ) ( النساء: 71 )، وقال تعالى: ( ولَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة ) ( البقرة: 195) 
 

وقول النبي صلى الله عليه وسلم:  "خمسٌ فَوَاسِق يُقتلْن في الحِلِّ والحَرَم، الحيَّة والغُراب الأبْقع والفَأْرة والكلْب العَقُور والحُدَيَّا ” أي الحِدَأَة، وفي رواية لأبي داود ذَكَرَ العَقْرَبَ بَدَلَ الغُراب.

ولكن يدل هذا الكلام على جواز الاستفادة من العقارب وسمها مع الحذر بألا يمس الشخص ضرر منها.

حكم التعامل مع الحشرات

الحشرات منها ما يَدُب على الأرض كالحيات والعقارب، ومنها ما يطير في الجو كالنحل والزنابير، ونص الحديث على قتل الحيات والعقارب والفأرة، وقد تحدث الدميري في كتابه ”حياة الحيوان الكبرى” عن كل أنواعها، كما تحدث عن كل ما يعرفه من المخلوقات الحية، وبين حكم كل منها، وبخاصة في إبادتها وفي حثِّ الدين على مكافحتها حماية للإنسان من شرها، ففي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم ” مَن قتل وَزَغَةً من أول ضربة فله مائة حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة دون الأولى ومن قتلها في الثالثة فله كذا وكذا حسنة دون الثانية".

هذه الأحكام توضح جواز قتل العقرب نظرا للضرر الذي قد يسببه لبني الإنسان، لذلك لا بأس من قتله بنية الحفاظ على النفس.