رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كمال مغيث: «رجال عاشوا ألف عام» يكشف كيف انشغل العلماء بهموم الناس

معرض القاهرة للكتاب
معرض القاهرة للكتاب 2024

قال الدكتور كمال مغيث، الكاتب والخبير بالمركز القومى للبحوث التربوى، إن «رجال عاشوا ألف عام»، للكاتب جلال الشايب، تجربة مهمة، وحرص مؤلفه على اتباع معايير رائعة فى اختيار الشخصيات التى تناولها، خاصة أن الفكر الخاص بالشخصيات التى تناولها الكتاب، قادر على أن يجعلهم أحياء لأكثر من ألف عام، بسبب أعمالهم وما قدموه للعلم فى ظروف عصرهم.

واستضافت قاعة «فكر وإبداع»، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، ندوة لمناقشة كتاب «رجال عاشوا ألف عام» لجلال الشايب، بمشاركة المؤلف، والدكتور كمال مغيث، وإدارة الكاتب إيهاب الملاح.

وأضاف «مغيث» أن فكرة التكامل بين الشخصيات التى يتناولها الكتاب تؤكد فكرة أن العلم واحد، مهما اختلفت الشخصيات العلمية ومهما اختلفت تخصصاتهم، فقد اختار فى هذا الكتاب ٩ شخصيات عظيمة، قدمت للبشرية علومًا مهمة، ولكنه تناولهم بالكثير من الشمول والعمق.

وأشار إلى أن شخصيات الكتاب كلها ولدت فيما يقرب من النصف الأول من القرن التاسع عشر، وأبرزهم جون ستيوارت ميل وأينشتاين، والملاحظ أن ثلث عدد الشخصيات التى تم تناولها فى الكتاب هم من اليهود غير المتدنيين، كما أن الأصول الاجتماعية للشخصيات التسع مختلفة، فمنهم من جاء من أسر نبيلة وحاكمة ومنهم من جاء من أسر علمية، ومنهم من جاء من أسر متواضعة، والملاحظ أيضًا أن هؤلاء العلماء كانوا موسوعيين، وكانوا مشغولين بهموم الناس وتحقيق صالح البشرية، وإن كان من الأفضل أن يضم لهم بيتهوفن فى الموسيقى، وبيكاسو فى الفنون والنحت والتصوير.

ولفت إلى أن هناك ظاهرة يرصدها الكتاب من خلال الشخصيات التسع التى تناولها، والمتمثلة فى أن العلماء قبل أن يصبحوا علماء تعلموا جيدًا وحصلوا على درجات علمية مرتفعة، فى الوقت الذى لم يهتم الأدباء بالحصول على نفس القدر من التعليم، على الرغم من ثقافتهم الواسعة.

وأوضح أن الكتاب يطرح إشكاليات مهمة، على رأسها مصدر الأخلاق فى المجتمع، وهل يمكن أن تكون الأخلاق المجتمعية أكبر قسمة وأكبر أثرًا، من الأخلاق التى تأتى بها الأديان؟

ولفت إلى أن الكاتب تناول شخصيات علماء أثارت الجدل بشكل كبير، من خلال تناوله شخصيات جون ستيوارت ميل، وداروين، وأينشتاين، وهو فى ذلك حاول تناول هذه الشخصيات العلمية فى قالب أدبى ممتع، لا يخلو من الاهتمام بالجوانب العلمية.

من جانبه، قال الكاتب إيهاب الملاح: «نحن فى حاجة إلى التعاطى مع تاريخ العلم، والنهضة الحضارية، فقد تورطنا فى آخر ٢٠٠ عام إلى الاتجاه نحو النزعة العربية، والابتعاد عن النزعة الإنسانية، ما أدى إلى دخولنا كعرب فى منطقة مظلمة كانت أوروبا قد تعرضت لها فى وقت سابق، ولكن أوروبا تمكنت من تجاوز هذا الأمر والانطلاق نحو النهضة والتنوير والعلم، من خلال تبنى النزعة الإنسانية والانفتاح».

وتابع: «ما زلنا فى حاجة إلى قراءة أفكار الفلاسفة، والنهل من العلوم المختلفة دون أن تكون لدينا حساسية من الأشخاص أيًا كانت خلفياتهم، فكتاب (رجال عاشوا ألف عام) يؤكد أن هؤلاء العلماء نجحوا فى التفكير والنقد، والخروج على قوالب الرفض لكل ما هو مختلف».

واختتم بقوله: «فى منطقتنا العربية نحتاج إلى أن نتأمل كيف يفكر الآخر، وكيف يمكن طرح أسئلة باستمرار، والبُعد عن الأطر المحفوظة وفرض الرأى والديكتاتورية، هنا فقط نستطيع تجاوز الفجوة بين النخب والمتعاطين مع الفكر».