رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حمدى غيث.. قلب الأسد

حمدى غيث
حمدى غيث

صوته أجش، وملامحه حادة، وحركته سريعة، وإذا اعتلى المسرح تحول إلى ما يشبه الكائن الخرافى، من روعة أدائه وتفرد تمثيله، يحمل فى داخله ثقافة عريضة ووعيًا كبيرًا بوظيفة الفن ودوره فى المجتمع.

هو الفنان حمدى غيث، الذى تحل غدا، ٧ يناير، ذكرى مرور قرن على ميلاده، والذى يُعد واحدًا من أبرز نجوم العصر الذهبى للمسرح المصرى، خاصة فى حقبة الستينيات.

ساقه القدر إلى المسرح لأول مرة عام ١٩٣٧ بصحبة والدته، ليشاهدا عرضًا مسرحيًا بعنوان «مصرع كليوباترا» داخل دار الأوبرا، ليرى أمام عينيه نجومًا من العيار الثقيل، أمثال زكى رستم وحسين رياض وسراج منير، ليحلم بعدها بالوقوف على خشبة المسرح وتقديم شخصية «أنطونيو» فى نفس المسرحية. وساعدته دراسته المسرح فى فرنسا لمدة ٤ أعوام على اكتساب مهارات وأدوات تمثيلية، أسهمت فى خلق حالة خاصة لديه على خشبة المسرح، وكان لديه مبدأ أنه لا يتم إلغاء أى عرض مسرحى حتى لو مات جميع أبطاله. وبدأ مشواره فى المسرح من خلال مسرحية «كسبنا البريمو»، ثم مسرحية «تحت الرماد»، وبعدها مسرحية «سقوط فرعون»، وتوالت أعماله المسرحية، وقدّم عددًا من مسرحيات الأدب العالمى، منها «عطيل» و«ماكبث» وغيرهما. وتميز حمدى غيث بلغته المنضبطة، والتحكم فى انفعالاته وإيماءات وجهه، إضافة إلى قوة شخصيته وثباته، وقدرته على تناول أبعاد الشخصيات التى يقدمها من النواحى الإنسانية والنفسية.

كما برع فى مجال السينما، وقدم أعمالًا رائعة، لعل أشهرها فيلم «الناصر صلاح الدين»، الذى جسّد خلاله دور «ريتشارد»، قلب الأسد، ملك الإنجليز، وقدم خلاله أداء متفردًا، إلى جانب فيلم «الرسالة»، الذى قدم فيه دور «أبوسفيان» بشكل مبهر، وفى الدراما لا ينسى المشاهدون دوره الرائع فى مسلسل «ذئاب الجبل»، فى شخصية «الشيخ بدار»، وغير ذلك من الأعمال المهمة.