رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قتل الرهائن.. هل استخدمت إسرائيل بروتوكول "هنيبعل" فى هجوم 7 أكتوبر؟

كيبوتس بئيري
كيبوتس بئيري

نشرت صحيفة هآرتس تقريرًا يحتوي على تفاصيل قد تكون صادمة، إذ تساءل التقرير ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد فعّل بروتوكول "هنيبعل" أثناء محاولات تحرير الرهائن في كيبوتس "بئيري"، ضد الإسرائيليين الذين وقعوا تحت سيطرة "حماس" في البيوت في هجوم 7 أكتوبر الماضي؟.

 "بروتوكول هنيبعل" يخص في الأساس حالات خطف الجنود، فيسمح بالمخاطرة بحياة الجندي لمنع خطفه. وعلى الرغم من أن الأوامر لا تسمح بقتل الجندي المخطوف، فإن كثيرًا من الضباط والجنود في الميدان يفسرونها بأنها تسمح بذلك.

كيبوتس بئيري

حيث ذكرت القناة 12 العبرية أنه بعد ساعات من تبادل إطلاق النار بين قوات الجيش وعناصر حماس في كيبوتس بئيري تخللها إطلاق صواريخ "لاو"، خرج أحد عناصر حماس ومعه الرهينة "ياسمين فورات"، وبعدها قام بإخلاء سبيلها. وبحسب شهادتها، فإن قوات وحدة "اليمام" [وحدة مكافحة الإرهاب] حققت معها، وقالت لهم إنه يوجد في المنزل 40 عنصرًا من حماس و14 رهينة.

وبعد ذلك، انضم إلى القوات الجنرال براك حيرام، الذي أدار القتال في المنطقة. وعندما انتقده أحد المقاتلين بسبب شكل القتال قائلًا: "براك، هذه مهزلة"، رد قائلًا: "أنا أعلم"، ثم أطلقت الدبابة التي كانت تتمركز أمام المنزل قذيفتين؛ واحدة على الأرض والأُخرى في اتجاه السقف، فلم ينجُ أحد من الرهائن الذين تواجدوا في المنزل، وبينهم طفلان، فيما عدا سيدة واحدة، وهي هداس دغان.

بروتوكول هنيبعل

أكدت تلك الشهادة كل من هداس دغان، وياسمين وهما الناجيتان الوحيدتان من تلك الحادثة ضمن الأحداث في بئيري، فيما تساءلت صحيفة هآرتس: "كيف يمكن ألا تؤدي هذه الشهادات التي نُشرت، والتي تشير إلى أن قواتنا أطلقت النار بغزارة - وباستخدام القذائف أيضًا - على منزل فيه رهائن إسرائيليون، إلى زلزال تحت أقدامنا؟".

واستطردت هآرتس أن هناك 3 تفسيرات لما حدث؛ الأول هو أنه بسبب الغضب الكبير والحزن منذ 7 أكتوبر، فإن الدافع لمحاسبة من وصلوا لإنقاذ ضحايا "المذبحة" منخفض جدًا، حتى إن دغان نفسها، والتي قُتل زوجها خلال الأحداث، امتنعت من انتقاد من أنقذوها، وقالت بدلًا من ذلك: "هؤلاء الأشخاص ضحّوا بحياتهم من أجل إنقاذنا، وأنا شاكرة لكل من كان هناك وقاتل من أجلي".

أمّا الثاني، فهو أن التخوف من أن الانشغال الإعلامي والجماهيري بهذه الحادثة يمكن أن يستخدمه من ينكرون "المذبحة"، الذين لم يترددوا في استغلال الأخبار الموضعية بشأن إطلاق نار على مواطنين بالخطأ من أجل ادعاء أن إسرائيل هي المسئولة عن مقتل أغلبية المواطنين وليس "حماس".

وأمّا الثالث، فهو يتعلق بروح القائد في الجيش والمجتمع الإسرائيلي خلال الأعوام الماضية، ويمكن أن يؤثر في اتخاذ القرارات الميدانية، وفي مزاج المجتمع أيضًا، فيما دعت الصحيفة إلى البحث فيما حدث، وهل فعلًا قامت القوات الإسرائيلية باغتيال عناصر حماس بغض النظر عن إمكان قتل الرهائن؟ وهل فعلًا تم تفعيل "بروتوكول هنيبعل" على المدنيين؟