رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يأكلون أوراق الشجر.. الجوع يسيطر على سكان غزة بعد تعطيل إسرائيل للمساعدات

سكان غزة
سكان غزة

"اللي عنده طحين اللي عنده خبز اللي عنده ورق شجر يكلمني بدي اشتري منو بحقو وزيادة، من امبارح ما دخل بطني خبز ولا أشي على اقل إذا متت ما أموت وأنا جعان".

 تلك الكلمات التي نشرها أحد الفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي وأدمت قلوب الكثيرين حزنًا وتعاطفًا، وذلك بعد أن أصبح أوراق الشجر مطلب الفلسطينيين ربما الأخير ليظلوا على قيد الحياه أو لكي لا يموتوا جوعًا.

فقد أعادت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، القطاع إلى عصر العصور الوسطى في كل شيء حيث لا وقود لا ماء نظيف لا غذاء، وذلك على الرغم من العديد من الدول كميات كبيرة من المساعدات وعلى رأسها مصر.

مصر ترسل 75% من المساعدات إلى غزة

ويبلغ حجم المساعدات التي ترسلها مصر وحدها إلى قطاع غزة، 75% من إجمالي حجم المساعدات التي ترسلها باقي دول العالم، وهو ما يعكس حجم التضامن والدعم الذي تقدمه مصر للشعب الفلسطيني. 

 وفي تصريحات صحفية له كان قد قال مدير المركز الصحفي في الهيئة العامة للاستعلامات أيمن ولاش، أن المساعدات المصرية تشمل كمية كبيرة من المستلزمات الطبية والأدوية، وتصل إلى 3176 طنا".

 وأضاف كما تشمل المساعدات 13.348 طنا من المواد الغذائية، و10359 طنا من المياه، و3.203 طن من مواد الإغاثة الأخرى، و137 طنا من الخيام".

تعطيل إسرائيلي للمساعدات بحجة التفتيش

وحسب أحمد المنظري، المدير الإقليمي للمنظمة بمنطقة شرق المتوسط أنه بحجة تنفيذ إسرائيل لاشتراطات وإجراءات السلامة فإن ذلك الأمر يعيق دخول كميات كافية من المساعدات بالرغم من تكدس كميات كبيرة من المستلزمات الطبية على الجانب المصري من معبر رفح وانتظارها أيام طوال.

وكان قد أظهر فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي أطلق عليه الكثيرون معركة المياه والغذاء، الفلسطينيين وهم يهرعون على سيارات المساعدة لتسلم الكراتين الغذائية، واختطافها مما يعكس أجواء المجاعة التي يعيشها سكان غزة حاليًا وما يمثله من إنذار بكارثة إنسانية على كل المقاييس.

تحذيرات أممية من المجاعة

 ففي ظل التحذيرات الأممية المتوالية بشأن الوضع الصحي والإنساني في غزة وشح المساعدات التي تصل إلى القطاع، أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن مخاوفه من خطر حدوث مجاعة في غزة، وأكد البرنامج أن الإمدادات غير كافية على الإطلاق للتعامل مع مستوى الجوع الذي رصده موظفو البرنامج في ملاجئ الأمم المتحدة والمجتمعات المستضيفة.

يأكلون 6 أيام فقط

كما حذر البرنامج الأممي، من أنه وفقًا لفريق البحث والتقييم والرصد التابع له فإنه بعد عدة أسابيع من عدم كفاية استهلاك الغذاء والمياه من المحتمل أن يكون سكان غزة، وخاصة النساء والأطفال، معرضين بشدة لخطر المجاعة وذلك إذا لم يتمكن البرنامج من ضمان الوصول المستمر للغذاء.

في الوقت نفسه أكدت منظمة الصحة العالمية أن شحنات المساعدات التي دخلت القطاع وسط الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس تمثل قطرة في محيط.

كذلك قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، كورين فلايشر إلى أن "خطر المجاعة والتضوّر جوعًا يتكشف أمام أعيننا، ولمنع حدوث ذلك يتعيّن أن يتمكن البرنامج من جلب الغذاء على نطاق واسع وتوزيعه بأمان"، وأكدت أن "6 أيام ليست كافية لتقديم كل المساعدة المطلوبة"، كما أضافت أنه "يجب أن يأكل سكان غزة كل يوم، وليس لمدة ستة أيام فقط".

أشخاص لم يتلقون إغاثة لمدة أسابيع

في الوقت نفسه أوضح ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القُطري في فلسطين سامر عبد الجابر، أن فرق البرنامج قد كشفت عن ما رأته من "جوع ويأس ودمار" بين الأشخاص الذين لم يتلقوا أيًا من أشكال الإغاثة منذ أسابيع.

وكان قد صرح البيت الأبيض، إن إسرائيل أوقفت دخول المساعدات إلى غزة ويتم التواصل معها بشكل عاجل بشأن عودتها، مرجحة أن "ينخفض عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة إلى حد كبير".