رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ألطف الكائنات..

عن شادية.. فتاة الغلاف المثالية

شادية
شادية

الآن نحن فى سنة ١٩٤٧.. إعلان عن فيلم جديد لنجم الأربعينيات محمد فوزى منشور فى مجلة المصور، يبشر بفيلم جديد قريبًا جدًا بسينما رويال بالقاهرة بنص ما نشر فى الإعلان.. الفيلم اسمه «العقل فى إجازة»، وتحتل الأفيش فى البطولة النسائية ليلى فوزى، ثم كتبت أسماء باقى الممثلين بالترتيب: علوية جميل وبشارة واكيم وعبدالسلام النابلسى ومحمد كامل.. ثم فى سطر وحيد، وبشكل مميز جاءت البشارة بنجمة ستسيطر على قلوب الناس باقى حقبة الأربعينيات وما بعدها، لتصبح واحدة من أهم فنانى مصر فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات.

الوجه الجديد شادية.. تلك هى البشارة، وهذا هو الاسم لبنت موهوبة اسمها الحقيقى «فاطمة أحمد كمال شاكر»، لم تكمل السادسة عشرة من عمرها، اكتشفها أحمد بدرخان، ورأى فيها كوكتيلًا عجيبًا من المواهب، وقبولًا ربانيًا استثنائيًا، فرشحها لصديقه حلمى رفلة الذى كان يستعد لإنتاج أول فيلم له، وهو «العقل فى إجازة»، بطولة فتى المرحلة الأول محمد فوزى.

لم تمر سنة ٤٧ دون أن تحتل تلك الفتاة الجميلة التى خطفت القلوب فى فيلم «فوزى» أول غلاف مجلة فى حياتها، وهو غلاف مجلة «دنيا الفن» مع عنوان قصير يقول «البلبلة الصغيرة شادية» بعد أن اختطفت بطولة ثانى فيلم فى حياتها مع كمال الشناوى، وهو فيلم «حمامة السلام».. ومن تلك اللحظة انطلقت الفتاة الموهوبة التى خلبت العقول تطوى السنين إبداعًا وتألقًا، وتصبح بالنسبة للصحافة الورقية منجمًا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.. فالمتتبع لأغلفة المجلات الفنية، وعلى رأسها المجلة الأهم «الكواكب» سيجد نصيب شادية ضخمًا من الأغلفة، بحيث تستطيع بكل سهولة أن تقتفى أثرها، وتطور شخوصها الفنية عبر تلك الأغلفة.

وجه شادية الصبوح الملائكى جاذب للكاميرا الصحفية، كما هو جاذب لكاميرات السينما تمامًا.. الكل يتسابق لتحتل شادية غلاف مجلته، يتنافس الجميع فى اختيار الصورة المناسبة أو صنعها لو تطلب الأمر.. لأن صانع الصحف الماهر هو من يعرف القاعدة الأولى لفرشة الجرايد والمجلات «الجواب يبان من عنوانه»، وعنوان المجلة هو غلافها، والغلاف فقط فاز بالتوزيع الوفير.. وهو المراد من رب العباد.

استمرت شادية فى سطوتها على أغلفة المجلات حتى بعد أن أعلنت عن اعتزالها التام أواخر الثمانينيات، فكانت صورتها بالحجاب على الرغم من رفضها المتاجرة بها، إلا أنها كانت كنزًا ثمينًا وغلافًا معتبرًا لفنانة شغلت الدنيا بفنها على مدار عقود، وتربعت فى مكان خاص فى القلوب لم يقترب منه أحد، حتى بعد وفاتها فى مثل تلك الأيام منذ ستة أعوام، تحديدًا يوم ٢٨ نوفمبر ٢٠١٧، فاستحقت شادية أن تكون فتاة الغلاف الأول بلا منازع.