رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صراع بين نتنياهو وجانتس.. ماذا تحمل ميزانية حرب إسرائيل 2023 المثيرة للجدل؟

نتنياهو
نتنياهو

كشفت ميزانية الحرب لعام 2023 في إسرائيل التي وافق عليها مجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو عن الخلافات الكبرى وهشاشة الحكومة الإسرائيلية وتعارضها مع مبادئ القانون الدولي ما يعني أن إسرائيل قد تفقد المزيد من الدعم العالمي بسبب هذه الميزانية، حيث اشتعل الخلاف بين نتنياهو وأعضاء حكومته بسبب بنود الميزانية.

كواليس الخلاف بين نتنياهو وبيني جانتس بسبب ميزانية الحرب 

وبحسب موقع "آي 24" العبري، فقد أثار إدراج الأموال المخصصة لاتفاقيات الائتلاف في الميزانية غضب وزير حكومة الحرب بيني جانتس، الذي انسحب حزب الوحدة الوطنية التابع له من التصويت.

وأضاف الموقع أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على مقترح الميزانية الذي قدمه نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، على الرغم من معارضة الميزانية في شكلها الحالي من قبل وزير حكومة الحرب بيني جانتس وحزبه.

وأشار إلى أن  إدراج أموال الاتفاقات الائتلافية في الموازنة أثار غضب جانتس، الذي قال إن ذلك يتعارض مع التفاهمات التي تم التوصل إليها مع حزبه، بشأن الالتزام بالمسائل العسكرية في الغالب في الميزانية النهائية.

وأوضح الموقع أن الخلاف الكبير الذي تطور بشكل غريب في الاجتماع بين نتنياهو وجانتس كان بمثابة هزة كبرى لحكومة الوحدة الطارئة، حيث غادر ثلاثة مشرعين مركزيين برئاسة جانتس الجلسة وأعلنوا معارضتهم للتصويت، كما امتنع وزير العلوم والابتكار أوفير أكونيس، من حزب الليكود، عن التصويت.

وتبلغ الميزانية المعتمدة لفترة الحرب نحو 8 مليارات دولار، ومن المفترض أن تلبي الاحتياجات الأمنية والمدنية للحرب.

وقال سموتريش وزير المالية عضو الكنيست عن البيت اليهودي: "في هذه الميزانية، سنواصل تغطية الناجين، والمهاجرين، والاقتصاد بأكمله، والشركات، والعاملين لحسابهم الخاص، وجميع مواطني إسرائيل. معا، نعيد بناء الشعور بأن هناك دولة يمكن الاعتماد عليها في أوقات الحاجة".

وتحدث آخرون ضدها، بمن فيهم الوزير جدعون ساعر من معسكر الدولة، قائلين: "نحن بحاجة إلى أن تكون لدينا القدرة على الاستجابة لنفقات الحرب، سواء الأمنية أو النفقات المدنية المرتبطة بها. ومن ناحية أخرى يجب علينا تجميد كل ما هو غير مرغوب فيه وضروري، وللأسف لم يؤخذ ذلك في الاعتبار هنا".

وشن يائير لابيد زعيم المعارضة الإسرائيلية هجوما شرسا على الحكومة الإسرائيلية، قائلًا عبر منصة "X": "بينما كنتم نائمين - أقرت الحكومة الميزانية بأموال التحالف، وقامت بأصغر وأبشع السياسات بدلًا من نقل كل الأموال إلى المقاتلين والأشخاص الذين تم إجلاؤهم والشركات المنهارة  بدون خجل".

رفض عالمي لميزانية إسرائيل 2023 بسبب دعم الاستيطان 

وعلى جانب آخر، قال منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنه شعر بالفزع عندما علم أن حكومة إسرائيل في زمن الحرب صوتت على  خطة ميزانية 2023 تتضمن أموالا لبناء المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، حيث تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة، وسط العدوان الإسرائيلي على غزة.

وكتب جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، عبر منصة "X": "في خضم الحرب، تستعد الحكومة الإسرائيلية لتخصيص أموال جديدة لبناء المزيد من المستوطنات غير القانونية، هذا ليس دفاعًا عن النفس ولن يجعل إسرائيل أكثر أمانًا، إن المستوطنات تشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي وهي أكبر مسؤولية أمنية على عاتق إسرائيل".

وبحسب موقع "تروث أوت" الأمريكية، كان بوريل يشير إلى تمويل المستوطنات المدرج في مقترح ميزانية نهاية العام الذي وافق عليه مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي اليوم، وبموجب الميزانية المقترحة، سيتم تخصيص التمويل لبناء المستوطنات في الضفة الغربية وكذلك لتسليح فرق الحرس المدني.

وتابع أن الميزانية أثارت ردود فعل عنيفة من داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وغضب عالمي، حيث طالب عضو الكنيست وزعيم المعارضة السابق بيني جانتس بإلغاء جميع المدفوعات السياسية، بما في ذلك تمويل المستوطنات.

وتأتي معركة الميزانية وسط قلق متزايد بشأن عنف المستوطنين القاتل في الضفة الغربية، ومنذ الشهر الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون أكثر من 130 فلسطينيا في الضفة الغربية.