رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تُعيد الحياة إلى غزة.. ومؤشرات إيجابية لتمديد الهدنة

مساعدات مصر إلى غزة
مساعدات مصر إلى غزة

- استمرار عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بإشراف مصرى فى الجانبين

- القاهرة نجحت فى إزالة عقبات أمام عملية التبادل فى اليوم الثانى للاتفاق

تقود مصر جهودًا مكثفة من أجل تمديد الهدنة فى قطاع غزة التى تم التوصل إليها بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية، لمدة ٤٨ ساعة أخرى، بعد أن نجحت فى استكمال مدتها المتفق عليها، وهى ٤ أيام تنتهى اليوم الإثنين.

وتستهدف مصر من وراء اتصالاتها المكثفة لتمديد الهدنة، الإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين، وكذلك المحتجزين لدى «حماس» داخل غزة، بجانب استمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقال مصدر مصرى مسئول إن «مصر وقطر والولايات المتحدة تجرى اتصالات مكثفة لتمديد الهدنة الإنسانية فى قطاع غزة». وأوضحت مصادر مطلعة أنه على مدار اليومين الماضيين، تجرى مصر اتصالات لتمديد الهدنة يومًا أو يومين إضافيين، للإفراج عن المزيد من المحتجزين، والأسرى الفلسطينيين، مؤكدة أن «مصر تلقت مؤشرات إيجابية من كل الأطراف» بشأن التمديد.

وواصلت الأجهزة المعنية المصرية قيادة تنفيذ بنود الهدنة المتفق عليها، لليوم الثالث على التوالى، سواء ما يتعلق بإدخال المزيد من شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الفلسطينيين فى كل مناطق قطاع غزة، أو استقبال الجرحى والمصابين لتلقى العلاج، وعودة العالقين الفلسطينيين بناءً على رغبتهم، وصولًا إلى الإشراف على تنفيذ عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى. ونجحت المساعى المصرية، ثالث أيام الهدنة، فى ضمان تحرك شاحنات المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال قطاع غزة بشكل مباشر، دون الانتظار فى الجنوب.

ودخلت ٦ شاحنات وقود إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح البرى، شملت حمولتها ١٢٩ ألف لتر سولار، و٨٠ ألف لتر غاز طهى، بالإضافة إلى استمرار عملية إدخال شاحنات المساعدات، بواقع ٢٠٠ شاحنة يوميًا.

وصرح الكاتب الصحفى ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بأن الهدنة الفلسطينية- الإسرائيلية سارت دون عوائق لليوم الثالث، وهو ما يعود إلى الجهود المكثفة التى تبذلها مصر بالتعاون مع الأشقاء فى قطر، الذين يبذلون جهودًا مقدرة وتستحق التحية والشكر، موضحًا أن هذه الجهود المشتركة أسفرت عن بدء سريان الهدنة فى موعدها المحدد، والنجاح فى تجاوز العقبات التى قابلتها أمس، والعودة لتطبيق كل بنودها المتفق عليها من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.

وتطبيقًا لهذه البنود، فقد تسلمت السلطات المصرية، قائمة المحتجزين بقطاع غزة وتضم ١٣ إسرائيليًا، كما تسلمت قائمة الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية وتضم ٣٩ فلسطينيًا، وجرى تبادلهم بين الجانبين.

وكشف عن أن حجم المساعدات الطبية التى تم إدخالها إلى قطاع غزة حتى مساء السبت ٢٥ نوفمبر، بلغ ٢٦٧٥ طنًا، وبلغ حجم المساعدات من المواد الغذائية ٩٦٢١ طنًا، وحجم المياه ٧٠٤٧ طنًا، فضلًا عن ٨٢ قطعة من الخيام والمشمعات، بالإضافة إلى ١٩٩٢ طنًا من المواد الإغاثية الأخرى، لافتًا إلى أنه تم إدخال ٧٨٨ طنًا من الوقود حتى مساء أمس، فيما بلغ إجمالى عدد الشاحنات التى عبرت من معبر رفح إلى قطاع غزة ٢٠٥٦ شاحنة خلال هذه الفترة.

ونوه إلى أن مصر قد استقبلت فى هذه الفترة ٣٥٣ مصابًا من أبناء غزة يرافقهم ٢٩٢ شخصًا، إضافة إلى عبور ٨٥١٤ شخصًا من الرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية و١٢٥٦ مصريًا، من معبر رفح.

وأنهى ضياء رشوان تصريحاته بإعادة التأكيد على استمرار الجهود المصرية فى العمل على الإسراع بعمليات نقل المساعدات الإنسانية للمُساهمة فى الحد من تفاقم الأزمة الإنسانية لأشقائنا الفلسطينيين فى قطاع غزة. وأكدت الأمم المتحدة أنه منذ بدء الهدنة، وصلت نحو ٦١ شاحنة مساعدات إنسانية وإغاثية إلى مناطق شمال غزة. فيما أفادت تقارير بأن جزءًا من المساعدات نُقل بالفعل إلى المستشفى الأهلى المعمدانى فى شمال القطاع.

وساهمت المساعدات الإنسانية والإغاثية المنقولة عبر معبر رفح فى عودة التيار الكهربائى إلى قطاع غزة، ما نتجت عنه عودة عدد من الخدمات المتوقفة جراء التصعيد الإسرائيلى. كما بدأت عدة مستشفيات داخل غزة فى تقديم خدماتها بشكل جزئى، بعد تلقيها المساعدات والأدوات الطبية اللازمة لخدمة المرضى.

وتشمل المساعدات المصرية للأشقاء الفلسطينيين فى غزة: «أغذية ودقيق ومياه معدنية، بالإضافة إلى خيام إيواء وملابس وأغطية شتوية». وتأتى هذه الجهود المصرية بعد نجاحها فى تذليل العقبات التى واجهت تنفيذ جزء من اتفاقات الهدنة، فى ثانى أيامها، السبت.

وقررت حركة «حماس» تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من المحتجزين لديها، أمس، حتى يلتزم الجانب الإسرائيلى ببنود الاتفاق المتعلقة بإدخال الشاحنات الإغاثية لشمال قطاع غزة، وكذلك بمعايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها، ومن بينها الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الموجودين فى السجون الإسرائيلية وفق الأقدمية.

وبذلت مصر جهودًا من أجل تخطى تلك العقبات، وهو ما نجحت فى تحقيقه خلال ساعات، وتكلل بتنفيذ المرحلة الثانية من تبادل المحتجزين فى قطاع غزة، والأسرى الفلسطينيين، بعد تعثرها لـ«أسباب فنية».

وأعلنت حركة «حماس» عن استجابتها للجهود المصرية والقطرية المقدرة، التى تحركت على مدار اليوم لضمان استمرار اتفاق الهدنة المؤقتة، بعد نقلهما التزام الاحتلال بكل الشروط التى نص عليها الاتفاق. وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن شكرها لمصر، على جهودها فى الوساطة وتنفيذ بنود الاتفاق، بعد ما واجهه من مشكلات فنية فى يومه الثانى.

وقال ماجد محمد الأنصارى، المتحدث الرسمى باسم الخارجية القطرية: «بعد التأخر فى تنفيذ الإفراج عن الأسرى من الجانبين، تم تذليل العقبات عبر الاتصالات القطرية المصرية مع الجانبين، وسيتم الإفراج عن ٣٩ من المدنيين الفلسطينيين، فى مقابل خروج ١٣ من المحتجزين الإسرائيليين من غزة، بالإضافة إلى ٧ من الأجانب (خارج إطار الاتفاق)».

وأضاف «الأنصارى»: «نجدد تقديرنا لجهود شركائنا فى الوساطة، مصر والولايات المتحدة الأمريكية، على الجهود التعاونية التى أزالت العقبات أمام تنفيذ بنود الاتفاق». وقال مصدر مصرى رفيع المستوى، أمس، إنه «تم بذل مجهود كبير مع الأشقاء القطريين، للحفاظ على الهدنة وتبادل المحتجزين». وواصل وفد أمنى مصرى متابعة تسليم الأسرى الفلسطينيين فى منطقة سجن «عوفر» الإسرائيلى، بالتزامن مع وجود وفد أمنى مصرى آخر يشرف على عملية تسلم المحتجزين من غزة، وتسليمهم إلى الجانب الإسرائيلى.

وتسلمت مصر ٢٠ محتجزًا فى غزة، بواقع ١٣ إسرائيليًا، و٧ رعايا دول أجنبية، بينهم ٤ تايلانديين، وتم نقلهم جميعًا إلى الجانب الإسرائيلى، عبر معبر رفح، إلى جانب متابعة إطلاق سراح ٣٩ أسيرًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، بينهم عدد كبير من الأطفال.