رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التقاط أنفاس.. كيف أدار الرئيس المفاوضات الصعبة للتوصل إلى اتفاق الهدنة فى غزة؟

غزة
غزة

نجحت الجهود المصرية، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، فى التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس، يبدأ سريانها فى العاشرة صباح الخميس، وتستمر لمدة ٤ أيام قابلة للتجديد.

ولاقى اتفاق الهدنة ترحيبًا عالميًا وعربيًا واسعًا، وأشاد عدد كبير من قادة دول العالم بالدور المصرى والجهود التى بذلتها القاهرة على مدار نحو ٤٧ يومًا من العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، من أجل إيقاف التصعيد، وصولًا إلى الهدنة الإنسانية. 

إطلاق سراح 50 محتجزًا لدى حماس والإفراج عن 150 أسيرًا فى إسرائيل

أعلن مصدر مصرى مطلع عن نجاح جهود الوساطة المشتركة فى التوصل إلى هدنة إنسانية بقطاع غزة، مؤكدًا استمرارها فى متابعة تنفيذ اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، الفلسطينى والإسرائيلى.

ووافقت إسرائيل وحركة «حماس» على تنفيذ اتفاق الهدنة، الذى يشمل إطلاق سراح ٥٠ محتجزًا من النساء والأطفال الموجودين لدى «حماس» فى غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن ١٥٠ أسيرًا فلسطينيًا من سجونها، من النساء والأطفال أيضًا.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أنه من الممكن تمديد الهدنة لأيام أخرى، حال تمكن «حماس» من العثور على مزيد من المحتجزين فى أماكن أخرى داخل القطاع، والعمل على تسليمهم مقابل الإفراج عن عدد آخر من الأسرى الفلسطينيين.

وحسب تلك التقارير، سيتم نقل المحتجزين الإسرائيليين، الذين سيتم الإفراج عنهم، إلى مصر عبر معبر رفح البرى، ومنه إلى إسرائيل.

من جانبها، قالت حركة «حماس» إن اتفاق الهدنة ينص على إطلاق سراح ٥٠ من المحتجزين لديها من النساء والأطفال دون سن ١٩ عامًا، مقابل الإفراج عن ١٥٠ من النساء والأطفال دون سن ١٩ عامًا أيضًا، من الأسرى الفلسطينيين لدى السجون الإسرائيلية، وذلك حسب الأقدمية.

وتابعت، فى بيان لها،: «تم إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة بلا استثناء، شمالًا وجنوبًا».

ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع التصعيد الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين، بدأت مصر على الفور تحركاتها مع إجراء اتصالات مكثفة على كل المستويات، من أجل استعادة الهدوء داخل القطاع، وحقن دماء الشعب الفلسطينى.

واضطلعت مصر بدور الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، ينهى تصاعد حدة العمليات العسكرية، ويسمح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الفلسطينيين.

وتضمنت الجهود المصرية مشاورات إقليمية ودولية مكثفة، سواء عبر قيادتها السياسية، ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع العمل على حشد الدعم الدولى لاستعادة الهدوء داخل القطاع. وفى ذلك الإطار، تلقى الرئيس السيسى سلسلة اتصالات مكثفة بلغت أكثر من ٦٠ اتصالًا، أبرزها من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، وملك الأردن عبدالله الثانى، وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، وأمير قطر تميم بن حمد، وسلطان عمان هيثم بن طارق، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والرئيس القبرصى نيكوس كويستودليدس.

كما تضمنت اتصالات مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والمستشار الألمانى أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك، والمستشار النمساوى كارل نيهامر، ورئيس وزراء هولندا مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل.

وتركزت المشاورات مع كل الأطراف على تنسيق الجهود الدولية مع مصر، كونها الطرف الذى يتمتع بتأثير قوى وفاعل مع كل الأطراف على الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية، من أجل خفض التصعيد فى غزة.

وأكد الرئيس السيسى، خلال المشاورات والاتصالات، أن وقف إطلاق النار هو الأولوية فى الوقت الحالى، لتجنيب الشعب الفلسطينى معاناة إنسانية قاسية، وكذلك حقن دماء المدنيين من الجانبين.

وعلى مستوى وزارة الخارجية، أجرى وزير الخارجية، سامح شكرى، اتصالات ولقاءات مكثفة منذ بدء التصعيد، مع تكثيف التحركات المصرية للتوصل لوقف إطلاق النار فى أسرع وقت ممكن، مع إدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وتركزت مباحثات «شكرى» واتصالاته على مدى خطورة التصعيد الحالى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما ينطوى عليه استمرار الوضع من التسبب فى تردى الأوضاع الإنسانية والأمنية لأبناء الشعب الفلسطينى داخل القطاع المحاصر، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار ضرورة قصوى لحقن دماء الشعب الفلسطينى والمدنيين من الجانبين أيضًا.

فلسطينيون: نعول على مصر لوقف حرب الإبادة

أشاد عدد من السياسيين والخبراء الفلسطينيين بنجاح الجهود المصرية والقطرية والأمريكية فى فرض هدنة إنسانية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى، مدتها ٤ أيام.

وقال الخبراء، لـ«الدستور»، إنهم يتمنون أن تثمر الجهود المصرية عن مد فترة الهدنة، مؤكدين أن العالم كله يثمن دور مصر فى تحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط، وخاصة فى فلسطين.

أكد السفير محمد عريقات، رئيس المجلس الأعلى للشباب الفلسطينى، أنه منذ بداية الحرب على قطاع غزة، وكان الدور المهم الذى نعول عليه كفلسطينيين لوقف حرب الإبادة التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى هو الدور المصرى.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطينى على يقين بأن الجهود المصرية القطرية سوف تستمر حتى يجرى تثبيت الهدنة، وعقب ذلك سيبدأ التفكير فى إعادة إعمار غزة.

وثمّن «عريقات» الجهود المستمرة التى تبذلها مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والجهود القطرية التى تكللت بالتوصل لاتفاق الهدنة.

من جهته، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه بجهد متواصل من الجانب المصرى، صاحب الخبرة الكبيرة فى المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلى، وبعد أكثر من عشرين يومًا من التفاوض والوساطات الأمريكية القطرية المصرية- خرج اتفاق التهدئة للنور.

وأكد: «أعتبر أن الصفقة فرصة لتبريد الحرب والسماح للشعب الفلسطينى بالتقاط الأنفاس»، مشيرًا إلى أنه من المهم فى الصفقة بجانب تبادل الأسرى هو إدخال المواد البترولية والمواد الغذائية والطبية لقطاع غزة. 

فيما قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى، إنه بعد ٤٦ يومًا من المماطلة الإسرائيلية وتهرب مجلس الحرب، فإنهم قد أجبروا على اتفاق الهدنة.

وأضاف: «من المؤكد أن اتفاق الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى يأتى فى سياق جهود كبيرة بذلتها القاهرة والدوحة منذ بدء العدوان الإسرائيلى».

وتابع: «هذا الاتفاق يؤكد أهمية دور مصر، التى تدافع عن فلسطين وتحاول وقف العدوان الإسرائيلى»، مؤكدًا: «مصر كانت حاضرة دائمًا فى كل اتفاقيات الهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل».

كما قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح، إن التوصل للهدنة يمثل انفراجة من الممكن البناء عليها، خاصة أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وراءها كارثة إنسانية ضخمة.

وأضاف أن الاحتلال حاول تنفيذ مخططاته إما بالتهجير القسرى أو الإبادة، الأمر الذى دفع لتكثيف الجهود، وخاصة المصرية للتوصل إلى إيجاد هدنة إنسانية، رغم فشل كل المحاولات الدولية للوصول إلى هدنة إنسانية ومنها قرار مجلس الأمن.

وأكد أنه أمام الإرادة والضغط المصرى والقطرى تحقق هذا الأمر، لكى تتمكن مصر من إدخال قوافل المساعدات الإغاثية والغذائية وتضميد جراح الشعب الفلسطينى. ولذلك وجدنا حجم الإشادة من دول وقادة العالم بالدور المصرى الكبير فى هذا السياق. فيما قال الدكتور ماهر صافى، الباحث والمحلل السياسى الفلسطينى، إن اتفاق الهدنة يعكس الدور المحورى المصرى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأكد «صافى» أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية أم القضايا فى منطقة الشرق الأوسط، ومنذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، ومصر تسعى بكل قوة لإيقافه، وكان لها دور كبير فى إيصال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، كما تعمل على استقبال أكبر قدر ممكن من المصابين للعلاج فى المستشفيات المصرية.

وأشار «صافى» إلى أن الهدنة ستتبعها هدن أخرى بناءً على الجهود المصرية، والتنسيق بين مصر وقطر؛ للخروج بأكبر قدر ممكن من الضمانات لحقن دماء الشعب الفلسطينى ووقف العدوان الغاشم.

إشادات حزبية وبرلمانية: تأكيد لدور «القاهرة» الريادى إقليميًا ودوليًا

أشاد العديد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ وقادة ورموز الأحزاب السياسية المختلفة، بنجاح الوساطة المصرية فى التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية. 

وأكد النواب والسياسيون أن الوساطة المصرية الناجحة تأتى ضمن العديد من الخطوات التى اتخذتها مصر دعمًا للقضية الفلسطينية، وتمثل أبلغ رد على من يحاولون انتقاد المواقف المصرية، كما أنها تؤكد دور مصر القيادى والريادى والمحورى إقليميًا ودوليًا.

ورحبت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، برئاسة النائب أحمد فؤاد أباظة، باتفاق الهدنة، وأكد «أباظة» أهمية الاتفاق فى تهدئة الأوضاع، فضلًا عما تضمنه من السماح بدخول كل أشكال المساعدات الإنسانية والإغاثية والعلاجية والوقود إلى قطاع غزة.

وأشار إلى استمرار الجهود المصرية لتخفيف معاناة الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضى، والتى كانت نتيجتها التوصل إلى هذا الاتفاق.

ولفت إلى أن الجهود المصرية- القطرية نالت إشادات دولية ومحلية واسعة، من بينها إشادة الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى وجه الشكر للقيادة المصرية على دورها فى تحقيق التهدئة.

من جهته، قال النائب محمد عبدالله زين الدين، عضو مجلس النواب، أمين حزب «مستقبل وطن» بمحافظة البحيرة، إن الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار جاء نتيجة الجهود العظيمة التى قامت بها مصر منذ السابع من أكتوبر الماضى، من أجل تهدئة الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتابع: «موقف مصر كان واضحًا منذ البداية، وعمل على التوصل لوقف إطلاق النار، مع معارضة نزوح أو تهجير الفلسطينيين، وهو أمر ضرورى من أجل استقرار الأوضاع فى المنطقة».

فى السياق ذاته، أشاد حزب «حماة الوطن»، برئاسة الفريق جلال الهريدى، بنجاح الجهود المصرية فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأكد «حماة الوطن» تمسكه بضرورة الحل العادل للقضية الفلسطينية، ومنع التهجير القسرى لأهالى قطاع غزة، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

كما قال النائب عبدالمنعم إمام، عضو مجلس النواب، رئيس حزب «العدل»، إن نجاح الوساطة المصرية تتويج للجهود المصرية المبذولة من أجل دعم القضية الفلسطينية.

وأضاف: «نجاح مصر فى التوصل لاتفاق هدنة فى غزة هو أبلغ رد على كل من يتجرأ على التشكيك فى دور مصر، التى تعمل منذ بداية الأزمة بكل جد وإخلاص، من أجل التوصل لهدنة إنسانية، وتوضيح حقيقة القضية الفلسطينية، والمجازر التى تقوم بها إسرائيل ضد المدنيين العزل داخل قطاع غزة، لا سيما ضد الأطفال والنساء».

وتوقع أن تكون الهدنة بداية للإعلان عن وقف كامل لإطلاق النار، مع البدء فى مفاوضات لإقرار السلام العادل وتنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ١٩٦٧.

من جانبها، أكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب «مصر أكتوبر»، أن نجاح الجهود المصرية فى بدء هدنة بين إسرائيل وحماس، يثبت أن دور الدولة حيوى فى المنطقة، ويعكس سياسة مصر الخارجية التى تعلى دائمًا تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

وأوضحت «مديح» أن التوصل للهدنة جاء نتيجة الجهود الدبلوماسية الحثيثة التى بذلتها الدولة على مدار الأيام الماضية. وتابعت: «مصر ستظل الداعم والمساند الأول للقضية الفلسطينية، فالقيادة السياسية تضع هذه القضية على رأس أولوياتها، وتسعى لحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة والمتمثلة فى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف». 

أيضًا أشادت النائبة حياة خطاب، عضو مجلس الشيوخ، بالإعلان عن نجاح الوساطة المصرية- القطرية- الأمريكية فى الوصول إلى اتفاق لتنفيذ هدنة إنسانية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة وغيرها تأتى تأكيدًا لدور مصر المحورى والريادة المصرية. 

وقالت إن الدولة بقيادتها ونوابها وشعبها يرفضون تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مؤكدة أن التهجير يعنى تصفية القضية، وهو ما نرفضه تمامًا.

فى السياق ذاته، أكدت الدكتورة رغدة نجاتى، عضو مجلس النواب، أهمية الجهود المصرية التى نجحت فى التوصل إلى هدنة بوقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن القيادة السياسية المصرية حريصة منذ ٧ أكتوبر الماضى، على متابعة تطورات الأوضاع فى فلسطين لحظة بلحظة من أجل وقف إطلاق النار.

وأوضحت أن موقف مصر يدعو دائمًا لضرورة إحلال السلام مع الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، ومنع التهجير القسرى لأهالى قطاع غزة، وكذلك رفض النزوح داخليًا. كما قال النائب وحيد قرقر، وكيل لجنة النقل بمجلس النواب، إن نجاح الوساطة المصرية- القطرية- الأمريكية يؤكد حرص مصر على مواصلة دورها تجاه دعم ومساندة الشعب الفلسطينى.

وأضاف أن الهدنة فرصة جديدة أمام المجتمع الدولى ليعيد تقييم موقفه تجاه العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، والتوصل إلى حل حاسم للقضية، وتبنى رؤية مصر فى حل الدولتين.

صحف عالمية: الاتفاق تتويج للجهود المضنية لإنهاء العدوان

وصفت صحف غربية اتفاق الهدنة الذى توصلت إليه إسرائيل وحركة حماس، بأنه تتويج لأسابيع من الجهود والمفاوضات المضنية، التى توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف القتال وإطلاق سراح المحتجزين.

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن عددًا من المسئولين الأمريكيين رحبوا بالاتفاق باعتباره تقدمًا كبيرًا بعد مفاوضات مكثفة. 

ووفقًا للصحيفة، يعتقد المسئولون الأمريكيون، أيضًا، أن وقف القتال يمكن أن يخفف بعض الأعمال العدائية بالقرب من لبنان، حيث يتبادل الجيش الإسرائيلى وحزب الله اللبنانى الهجمات.

ونقلت الصحيفة عن خبراء القول، إنه بمجرد سريان وقف القتال، فإن الضغط على إسرائيل لمواصلة المحادثات، وربما جعل وقف القتال دائمًا قد يتزايد.

فيما قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، البريطانية، إن الهدنة المؤقتة خطوة أولية من بين خطوات كثيرة يتعين تنفيذها خلال الفترة المقبلة، من أجل تهدئة الأوضاع فى المنطقة وإعادة الاستقرار إلى قطاع غزة المُحاصر من قبل الجيش الإسرائيلى.

وذكرت الصحيفة أن هذه الهدنة تمثل أهم انفراجة دبلوماسية للصراع الجارى، مشيرة إلى أنه تم الانتهاء من الاتفاق بعد أسابيع من المفاوضات بوساطة مصرية- قطرية- أمريكية.

وتساءلت «فاينانشيال تايمز»: كيف ينظر الإسرائيليون إلى الصفقة؟! مشيرة إلى أن استطلاعات الرأى أظهرت أن الإسرائيليين أيدوا بأغلبية ساحقة الهدنة الأخيرة، خاصة بعدما انضمت عائلات الأسرى فى الأسابيع الأخيرة، إلى مسيرات أكبر من أى وقت مضى فى تل أبيب والقدس تطالب الحكومة «بدفع أى ثمن» مقابل العودة الآمنة للأسرى.

مع ذلك، صوت الوزراء اليمينيون المتطرفون فى ائتلاف نتنياهو ضد الصفقة، قائلين إنها صفقة «سيئة» ولا تضمن عودة جميع الرهائن، وقرروا رفضها.

وأشارت إلى أن الخلافات بين إسرائيل وحماس حول التفاصيل والخدمات اللوجستية أدت إلى تعطيل الصفقة لأسابيع، حيث سعت حماس فى البداية إلى وقف القصف الإسرائيلى لمدة عشرة أيام ثم خمسة، قبل أن تستقر على توقف لمدة أربعة أيام مع إمكانية التمديد.

فى السياق ذاته، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية، أن الاتفاق جاء بعد أن دمرت إسرائيل قطاع غزة.

وأشارت إلى أن إسرائيل بعد هجوم ٧ أكتوبر الماضى أصابت أهدافًا فى أنحاء غزة، لكن وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت أشار فى نهاية هذا الأسبوع إلى أن تركيز عمليتهم قد يتحول بعيدًا عن مدينة غزة الخالية فى الشمال باتجاه خان يونس فى الجنوب، والذى تدعى السلطات الإسرائيلية أن هيكل القيادة الرئيسى لحماس قد يكون موجودًا هناك.

ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى لو توقف القتال، فقد تحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض، ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، الذى استشهد ببيانات من السلطات المحلية فى غزة التى تسيطر عليها حماس، فإن نحو ٤٥٪ من جميع الوحدات السكنية فى غزة إما دمرت بالفعل، أو تعرضت لأضرار بالغة.