رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قادة فلسطينيون يتحدثون لـ«الدستور»: «قمة القاهرة للسلام» أعادت القضية إلى الطاولة مجددًا

قمة القاهرة للسلام
قمة القاهرة للسلام

أكد عدد من المسئولين الفلسطينيين أهمية قمة القاهرة للسلام، التى انعقدت يوم السبت الماضى، ودورها فى إعادة القضية الفلسطينية إلى الطاولة مجددًا، بعد سنوات من إهمالها على المستوى الدولى، معربين عن شكرهم مصر وقيادتها السياسية على جهودها من أجل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ورفض مخططات التهجير التى تستهدف إنهاء الوجود الفلسطينى وتصفية القضية.

وقال السفير الفلسطينى بالقاهرة، دياب اللوح، إن القمة لم تأتِ فقط لتنظيم قوافل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، بل لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة بشكل كامل، وفتح الأفق السياسى أمام حل عادل للقضية الفلسطينية.

وأشار «اللوح» إلى أنه لم يتم إصدار بيان رسمى ختامى عن القمة بسبب التباين فى الموقفين العربى والغربى، لافتًا إلى أن الرئاسة المصرية أصدرت بيانًا لخّص نتائج القمة، ووضع المحددات للموقفين المصرى والعربى، التى تضمنت ضرورة وقف العدوان على غزة، ووقف ما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون من مجازر وجرائم بشعة أدت إلى استشهاد وإصابة وجرح أكثر من عشرين ألف مواطن فلسطينى خلال أسبوعين، وكذلك فتح أفق سياسى لحل القضية الفلسطينية، بناءً على القرارات الدولية ذات الصلة، ورؤية حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام. 

وأوضح السفير الفلسطينى بالقاهرة أن ذلك يتطلب بالطبع انطلاق مفاوضات سياسية جادة، ذات سقف زمنى، تحت رعاية دولية، تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى بشكل كامل، وتمكين الشعب الفلسطينى من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.

وواصل: «نحن نقدّر ونثمّن عاليًا موقف مصر وموقف الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونقدّر أيضًا موقف المملكة الأردنية الهاشمية وموقف الملك عبدالله الثانى، وكذلك موقف الأشقاء العرب، والأصدقاء الذين حضروا والذين دعموا هذا الموقف العربى».

وتابع: «نحن نتطلع إلى إيجاد حل للقضية الفلسطينية، ولكن نواجه كالعادة رفضًا وتعنتًا من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، حتى إن طلب وقف العدوان على غزة تم رفضه من الجانب الأمريكى، رغم مواقف الدول العربية المجتمعة فى اجتماع وزراء الخارجية العرب، وتعبيرها عن رفضها المساس بالمدنيين من الجانبين».

وشدد على أن من يتعرض للقتل هم المدنيون الفلسطينيون، بمن فى ذلك النساء والأطفال وكبار السن فى قطاع غزة، لكن العالم يتعامل مع الأمور بمكيالين، فعندما يتعلق الأمر بإسرائيل يدينون ويشجبون، ولكن عندما يتعلق الأمر بفلسطين يبقى المجتمع الدولى صامتًا ومتفرجًا.

وحول إمكانية وقف العدوان على قطاع غزة، قال السفير الفلسطينى بالقاهرة إن مصر تبذل جهودًا كبيرة لذلك، وتلك الجهود مدعومة من قبل الأمم المتحدة، وهو ما تمثل فى وجود الأمين العام، أنطونيو جوتيريش، فى مصر، وتوجهه إلى معبر رفح، فى رسالة مفادها أن الأمم المتحدة مهتمة بإعادة تشغيل وتسيير المعبر.

وأضاف: «من وجهة نظر مصر، يعتبر معبر رفح أحد المعابر الرئيسية لإغاثة القطاع، ونحن نؤكد أنه لا يوجد أى قرار مصرى بإغلاق المعبر، ولكن ما حدث هو تعطل العمل فى المعبر بسبب قصفه من قبل إسرائيل، وبسبب تعطيل الجانب الإسرائيلى مساعدات الإغاثة الإنسانية والطبية والبترولية إلى غزة».

وحول فكرة الترحيل والتهجير التى يكررها الاحتلال بين الحين والآخر والضغط على الفلسطينيين للخروج من غزة، قال «اللوح»: «نحن ضد خطط التهجير، وضد فكرة إخلاء قطاع غزة من سكانه ومن أهله، ومن شعبه، وكما قال الرئيس السيسى فإن التهجير هدفه محو القضية الفلسطينية وإخراجها من جدول أعمال المجتمع الدولى، كما أن الرئيس أبومازن قال ذلك مرارًا وتكرارًا».

وأوضح أن «أبومازن» قال خلال قمة القاهرة: «لن نغادر أرضنا ولن نغادر وطننا، ولن نسمح بتكرار أخطاء الماضى، ولن نسمح بحدوث نكبة جديدة للشعب الفلسطينى، ولا توجد قوة فى العالم تستطيع إخراج الشعب الفلسطينى من أرضه وطرده من وطنه».

وشدد السفير الفلسطينى على رفض الفلسطينيين فكرة التهجير قائلًا: «لن نرحل، ولذا يجب وضع حد لكل هذه المخططات التى تستهدف وجود الشعب الفلسطينى على أرضه».

من جهته، قال طاهر النونو، المستشار الإعلامى لرئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إن الاحتلال الإسرائيلى لم يعد يدّعى أنه يسعى لتدمير الأنفاق، بل إنه يقصف لأجل القتل والضغط على الجهة الضعيفة المتمثلة فى المدنيين، هو يدرك أنه يقتل المدنيين ويهدم البيوت على رءوس ساكنيها كنوع من العقاب الجماعى، ويقصف المستشفيات والكنائس وهو يعلم أنه لا يوجد فيها لا مقاومون ولا أنفاق، ويدمر المساجد والجامعات رغبة فى الانتقام والقتل فقط.

وشدد «النونو» على أن كل هذا يأتى بضوء أخضر أمريكى وصمت غربى على هذه الجرائم تحت حجة الدفاع عن النفس، مضيفًا: «للأسف، إن شعبنا تحت الاحتلال لا أحد يعطيه حق الدفاع عن نفسه، بينما الحق فى الدفاع عن النفس هو للجيش المحتل، وهذا عكس كل القوانين والأعراف الدولية، لذلك يستمر الاحتلال فى هذا السلوك إلى أن يتم لجمه، فهو عدو لا يفهم إلا لغة القوة، وهذا يتطلب وحدة الموقف العربى والفلسطينى والدولى لإلزام الاحتلال باحترام القرارات الدولية والقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى». 

وحول الموقف المصرى من الأزمة وجهودها فى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، قال: «نحن نقدر الجهود المصرية، خاصة قمة القاهرة للسلام، التى سعت فيها بقوة مع الأشقاء العرب فى الوقوف مع الشعب الفلسطينى، خاصة فى الجزء الإنسانى، وإدخال المساعدات إلى غزة، والجزء الأكثر أهمية هو إعادة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية سياسية وقضية حقوق ثابتة للشعب الفلسطينى على الطاولة مجددًا، والتأكيد أن عدم حل هذه القضية هو جذر وأساس المشكلة، وهذا جانب مهم تمت الإضاءة عليه فى هذا المؤتمر».

وأشار إلى أنه يجب استثمار البيئة السياسية التى خلقها المؤتمر لمواصلة الضغط لإبقاء المعبر مفتوحًا، وإدخال المساعدات دون قيد أو شرط إلى قطاع غزة، ومواصلة التحرك فى الإطار الدولى، لكشف زيف الدعاية الإسرائيلية فى هذا الخصوص والتأكيد على أن ما تقوم به الولايات المتحدة هو ازدواجية فى المعايير.

وشدد الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح، على أن قمة القاهرة للسلام، التى استضافتها مصر بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى وبمشاركة ٣٤ دولة بتمثيل رفيع المستوى للنظر فى الأحداث الجارية- أعادت القضية إلى المشهد الدولى والإقليمى بشكل قوى، «وهذا ما لمسناه من خلال كلمات القادة والرؤساء الذين شاركوا بالقمة».

وأضاف أن القمة وضعت على جدولها قضية وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات وإيجاد مسار سياسى يفضى لإنهاء الاحتلال، ووقف حالة التصعيد المتكررة كل فترة زمنية، وتحقيق حالة من الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وتابع: «القمة نجحت من خلال إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، وشكلت موقفًا عربيًا وإقليميًا باتجاه حقوق الشعب الفلسطينى، والتأكيد على حل الدولتين رغم وجود بعض المواقف المعدة مسبقًا التى ترى بالعين الإسرائيلية، متناسية حجم الجرائم التى ترتكبها دولة الاحتلال بحق المدنيين الأبرياء، وتنظر فقط لما حدث يوم ٧ أكتوبر، متناسية ما يقارب من خمسة آلاف شهيد وآلاف المصابين معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير أكثر من ٣٥٪ من مساكن قطاع غزة».

وأشار إلى أنه رغم ذلك تعمل الدول العربية، وعلى رأسها مصر، على إبقاء الملف الفلسطينى على الطاولة، ودعم جهود الإغاثة، ومحاولة التوصل لوقف إطلاق النار مع كل الشركاء والمنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والدول الكبرى الداعمة للاحتلال، لاستمرار فتح معبر رفح وإدخال المساعدات بشكل متواصل ودائم.