رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجل غيّر الصورة الذهنية لمصر فى عيون العالم

منذ أن كنت أقف بجوار زملائى الصحفيين والإعلاميين فى ميدان التحرير فى يونيو 2013، وأنا أرى فى هذا القائد العظيم رجلًا قُدر له ما لا طاقة له به إلا بحول الله وقوته سبحانه وتعالى، كنت أسأل نفسى مرارًا وتكرارًا بسؤال سجلته ذاكرتى الذهنية من لافتة كانت تجوب ميدان التحرير دون فوقها: ماذا لو كنت رئيسًا لمصر؟

كنت أقول لنفسى: «إلى مدى تكون جاهزية أى إنسان لتوليه رئاسة دولة فى ظروف أكثر من العصيبة؟ وكيف يستطيع أن يتحول من شخص اعتاد لسنوات على نوع خاص من المسئولية، إلى شخص مسئول عن احتياجات ومتطلبات وأمن وسلامة مائة مليون شخص؟ كيف يعيش مثل هؤلاء الرجال؟ وكيف يتحملون هذا الكم من المسئولية والضغوطات والتحديات والأزمات والمعوقات داخليًا وخارجيًا؟ وهل تمر بهم الأيام وهم محملون بكل هذه الأعباء فى سلام؛ أم هناك من ينتظر سقوطهم فى أسرع وقت، وإن لم يحدث افتعل ما لم يخطر على بال بشر من أجل أن يسقطوا؟.

كان رأسى يتلجلج من صعوبة تخيلى لحجم مسئولية المرشح لرئاسة جمهورية مصر العربية فى العام 2014، ولكن يقول الله سبحانه وتعالى فى الآية الكريمة رقم 23 من سورة آل عمران: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾، ووجدت أن هناك حكمة فى كل ما جرى قبل ذلك الوقت، وفى كل ما جرى بعد ذلك.

ليس ادعاء؛ ولا مداهنة، أن أذكركم بما قام به رئيس جمهوريتنا الرئيس عبدالفتاح السيسى على مدار تسع سنوات منذ توليه رئاسة مصر، لقد منحى القدر عددًا من السفرات خارج البلاد خلال هذه الفترة، زرت فيها دولًا أوروبية وإفريقية وعربية، وجمعتنى لقاءات عديدة بمثقفين وصحفيين وإعلاميين وفنانين فى هذه البلدان، واستمعت إليهم فى حديثهم عن الصورة الذهنية لمصر، التى تحولت بمقدار 360 درجة بعد أن تولى الرئيس السيسى رئاسة الدولة.

شعرت بفخر لكونى مصريا وأنا خارج حدود الوطن، لم أكن أشعر به قبل ذلك وأنا أهيم على وجهى فى شوارعه وميادينه منذ تسعينيات القرن الماضى وحتى العام 2013، فأنا فرد من جيل الثمانينات الذين عاشوا وملء ضلوعهم أمل فى التغيير والحرية والكرامة، ولقد حصلنا عليها بعد تولى «السيسى» رئاسة الجمهورية، ألا تذكرون كيف أصبح موقف المصريين فى الخارج بعد العام 2014، ألا تذكرون كيف أُعيدت هيبة الدولة المصرية دوليًا وإقليميًا بعد أن ظن ما ظن فيها الوهن والسقوط، ألا تذكرون الخطوط الحمرا التى وضعها الرئيس السيسى فى رأس كل من تسول له نفسه أن يتحرش بالحدود المصرى أوأمن مواطنيها وسلامتهم وسلامة أراضيها.

لقد سمعت الكثير والكثير من الإعجاب والإشادة بجهود الدولة المصرية فى إعادة اعمار أراضيها وبناء الجمهورية الجديدة فى فترة وجيزة، فى الوقت الذى كانت تحارب فيه الدولة الأشرار فى كل مكان والإرهاب فى سيناء الحبيبة، هل رأيتم كيف أصبحت الآن سيناء، وكيف باتت الدلتا، وكيف غدا الصعيد أيقونة عالمية بالمشروعات التنموية.

ربما كانت رحلتى الأخيرة إلى البلد الغالى والعزيز على قلوبنا نحن- المصريين- السودان الشقيق، وجاءت زيارتى الأخيرة للخرطوم فى يناير من العام 2021، وصادفت هذه الزيارة الإعلان عن تشكيل وزارى جديدة فى الحكومة الانتقالية لتسيير الأعمال، وقضيت ساعات طويلة من الارتقاب والانتظار والبحث عن أسماء الوزراء الخارجين من التشكيل والأسماء الجديدة المنضمة إلى الحكومة، وخلال هذه الساعات التى قضيتها فى التنقل بين مقر وزارة الإعلام السودانى ومجلس الوزراء فى الخرطوم، استقطعت مع زملائى الصحفيين السودانيين وقتًا للونسة- للحديث- عن عظمة الشعب المصرى وقائدنا «السيسى» الذى استطاع أن يخرج بمصر من الظلام إلى النور، ويقضى على الفوضى ويمضى بمصر إلى الاستقرار، ويحقق خطوات غير مسبوقة وصفها الرأى العالم الدولى بأنها إنجازات تنموية غير مسبوقة، وربما كان أبرز ما أتذكره من تعليق كان من صحفية سودانية قالت لى: «مصر دى كانت دايرة زول زى السيسى دا من زمان يا أخى، شوف كيف عمر بلادكم وما خلى فيها خراب».