رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الأزهر: التكنولوجيا غير المنضبطة سبب الصورة المغلوطة عن الإسلام

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن الواقع يؤكد أن العالم يشهد العديد من التحولات العميقة؛ نتيجة النمو المتسارع في حجم البيانات والمعلومات، والتي أدت بدورها لظهور عدد كبير من العلاقات والنشاطات المختلفة على المستوى العالمي، ومن أبرز هذه التحولات التكنولوجيا الحديثة التي جعلت العصر الحالي عصر الثورة الرقمية والإلكترونية التي تمارس نشاطها في فضاء إلكتروني ما زال يحتاج إلى قواعد حاكمة وضوابط هادية؛ حتى يمكننا استثماره الاستثمار الأمثل.

وأضاف "الضويني"، في كلمته نيابة عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، خلال فعاليات مؤتمر "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني.. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة"، اليوم السبت: إننا لا نكون مبالغين إن قلنا: إن التعامل مع لوحة مفاتيح الحاسوب أو الشاشات الذكية بضغط أزرار أو بلمس أيقونات، هو في حقيقة الأمر ضغط على مكانة مجتمعات وهوية أمم ومقدرات شعوب، ولمس لمشكلات أكثر حساسية وتعقيدًا وأثرًا.

وأوضح أن هذا العطاء المعاصر يعد من آثار التكنولوجيا الحديثة في أحد وجوهه نعمة من نعم الله على الخلق، وحق النعمة أن تشكر.

ولفت إلى أن شكر هذه النعمة يكون باستعمالها استعمالًا صحيحًا يخدم الإنسانية مادة وروحًا، ويوصلها إلى سعادتها دنيا وأخرى، وإحدى آليات شكر هذه النعمة توظيفها في الخطاب الديني، بما يؤكد أن التجديد ليس أمرًا مشروعًا أو جائزًا أو مقبولًا فحسب، بل هو حق من حقوق العقل المسلم وضرورة حياتية للإنسان المسلم، وبدونه تحدث الفجوة بين الشريعة ومقتضيات الواقع ومتطلباته.

وقال إن يسر الدين الإسلامي ومرونته وصلاحيته لكل زمان ومكان تقتضي أن يكون الخطاب الديني مناسبًا للعصر، ومستخدمًا ما يناسب من وسائل مشروعة، تضمن نقل الدعوة إلى الله وعرضها على المدعوين بأفضل الطرق والوسائل.

ونوه بأن الفضاء الإلكتروني استطاع أن يختزل الجهد الكبير ويجعل العالم كغرفة واحدة، إضافة إلى تأثيره البالغ والجاذب للناس، وسهولة استخدامه إلى آخر ما يمكن أن يتمخض عن هذا المؤتمر من اجتهادات المختصين والمتخصصين.

وأوضح أن الداعية بحكم وظيفته والأمانة التي تحملها مُطالب بأن ينوع أساليب دعوته، وأن يتبنى من الأدوات ما يعينه على أداء رسالته؛ فالإسلام لم يجعل وسائل الدعوة محدودة ولا جامدة، بل جاء بالإطار العام للمنهج، وترك لنا النظر فيما هو مقنع.

وذكر أن الفضاء الإلكتروني قد يتحول إلى نقمة إذا أسيء استخدامه، وما الإرهاب الإلكتروني منا ببعيد! وهو نوع خطير يصعب تعقب فاعله ومنشئه ومروجه، خاصة حين يعمل على نشر الشائعات وتحريف المفاهيم، وبث الأكاذيب والأباطيل والشبهات التي تشوه جمال الإسلام، وتأخذ الشباب بعيدًا عن سعته إلى ضيق فهم وأحادية فكر وضلال رأي.

وتابع: ما الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في أذهان الغرب ببعيد، والجميع يعلم أن هذا الضلال المبين الذي ألصق بالإسلام زورًا وبهتانًا هو نتيجة عملت عليها التكنولوجيا غير المنضبطة والإعلام الموجه والأقلام المسمومة والألسنة الزائفة والعقول المستأجرة.

واختتم أن هذا الفضاء جرأ غير المؤهلين من الناس أن يتولوا أشرف مهمة، وأجل رسالة، فهم يتصدرون للفتوى في واقع الناس على غير علم، فيأخذونهم إما إلى التطرف أو الانحلال.