رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسَين الشهيدَين فلورس ولفروس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسَين الشهيدَين فلورس ولفروس، اللذان كانا شقيقين وكانا يشتغلان بقطع الأحجار. اشتغل الأخوان ببناء معبد للأوثان في مدينة إيليريا، وبعد الانتهاء من البناء تحوّل كل من اشتغل بالبناء - ومعهم الأخوان - إلى المسيحيّة، فكسّروا التماثيل الوثنيّة وحوَّلوا المبنى إلى كنيسة مسيحيّة. قبض الوالي على الجميع وحكم على البعض بالدفن أحياء وعلى الآخرين بإغراقهم في بئر عميقة، فنالوا جميعًا إكليل الشهادة.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: بادري يا نفسي إلى التوبة. اتّحدي بالرّب يسوع فكريًّا. تنهدي صارخة نحوه: سامحني. أغفر آثامي لكي أستطيع أن أنال منك، أنت وحدك الصّالح الصَّفح والحياة الأبديّة.

كان موسى وايليا، المنارتان الملتهبتان، عظيمين في أعمالهما... إنهما من أوائل الأنبياء وكانا يخاطبان العليّ بدالة وحرية، وكانا يستمتعان بالقرب منه، يحاورانه ويحادثانه وجهًا لوجه، سائلين واثقين  وقد عاشا حياة مذهلة ومدهشة. غير أنّهما مارسا الصوم الذي قادهما إلى الله . فالصوم إذًا، مع الأعمال الصالحة يقود إلى الحياة الأبدية. 

بواسطة الصوم يُقصي الأبالسة كما لو كان الصّوم سيفًا، لأنّهم لا يستسيغون الأفراح. فهم يحبّون الإنسان السكّير والعربيد. ولكن إن رأوا وجه الصّائم فهم لا يستطيعون الوقوف بحضّرته؛ فيهربون بعيدًا جدًّا كما علّمنا الربّ يسوع بقوله: "إِنَّ هذا الجِنسَ لا يُمكِنُ إِخْراجُه إِلاَّ بِالصَّلاة والصّوم". لذلك تلقّينا التّعليم أن الصوم يمنح البشر الحياة الأبديّة.

إنّ الصوم يعيد، لمن يمارسه، البيت الأبويّ الذي نفي منه آدم. إنّ الربّ الّذي "يُحِبَ الإِنْسان"، أعطى الصوم للإنسان الذي خلقه، نظير أم تحضن بنيها أو سيّد عطوف رحيم. فقد حرّم عليه ثمار شجرة واحدة فقط من أشجار الجنة. ولو انّ الإنسان التزم الصّوم هذا، لكانت سكناه مع الملائكة. لكنّه رفض وعصى، فناله العقاب والموت، الأشواك والحسك وعرق الجبين والمرض والألم والحياة المرّة. وبما أنّ الصوم كان له فعاليّة في الفردوس، فكم الحري يكون هنا طريقًا للوصول للحياة الأبديّة.