رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرصد الأزهر: 6500 مستوطن اقتحموا باحات الأقصى يوليو الماضى

المسجد الأقصى
المسجد الأقصى

أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن نحو ٦,٥٥٨ مستوطن اقتحموا ودنسوا باحات الأقصى المبارك خلال يوليو الماضي، ليسجل رقمًا قياسيًا هو الأعلى منذ بداية العام الجاري في شهر واحد.

وسلط مرصد الأزهر، في تقريره الشهري حول الانتهاكات التي يتعرض لها الأقصى المبارك، والمخاطر الصهيونية المُحدقة والمُتربصة به، الضوء على أسوأ محطات الاقتحام خلال يوليو، والتي تزامنت مع الاحتفالات الصهيونية بذكرى يُطلقون عليها "ذكرى خراب الهيكل"، والتي جاءت في ٢٧ من يوليو، حيث اقتحم في هذا اليوم فقط أكثر من ٢,٠٠٠ مستوطن، تحت حماية مشددة من سلطات الاحتلال، وبدعم وتحريض واسعين من منظمات الهيكل المتطرفة.

وشهدت باحات الأقصى المبارك عددًا من الطقوس الصهيونية الاستفزازية، مثل: طقس يُدعى "بركة الكهنة"، نفذته مجموعة من المستوطنين بشكل جماعي، يوم ١٦ يوليو، في الجهة الشرقية من الأقصى، وكذلك طقس الانبطاح، أو كما يُطلقون عليه "السجود الملحمي"، كما أدى مستوطنون رقصات تلمودية، رافعين أصواتهم بالصراخ والغناء في طقوس لا تتناسب مع قدسية المكان.

وينبه المرصد إلى خطورة تصاعد نشاطات منظمات الهيكل داخل الأقصى، والتي كان آخرها إطلاق برنامج تحت مُسمى "قيادة خط البداية"، تلقى خلاله أكثر من ٥٠٠ طالب صهيوني سلسلة من المحاضرات المليئة بالأكاذيب والمغالطات حول الأقصى المبارك، والتي تسعى تلك المنظمات إلى ترويجها وزرعها في النشء الصهيوني، وتعدى الأمر إلى تمكين هؤلاء الطلاب من اقتحام الأقصى وتلقي شروحات ودروس تكميلية داخل باحاته المشرفة.

أما أخطر ما تم رصده خلال يوليو الماضي كان تقريرا نشرته القناة ١٢ الصهيونية، جاء فيه أن ٥ أشهر فقط تفصل ملايين الصهاينة عن اقتحام الأقصى المبارك، وذلك من خلال السعي إلى إحراق بقرة حمراء على جبل الزيتون، ليتطهر بها ملايين الصهاينة ويتمكنوا بعدها من اقتحام الأقصى دون مانع ديني، وفق التعاليم اليهودية.

وكشف التقرير عن تعاون عدد من الوزارات داخل حكومة الاحتلال، من خلال رصد ميزانيات ضخمة لتمويل مشروع يهدف إلى إزالة المانع الديني الذي يحول دون مشاركة الكثير من المستوطنين في اقتحام المسجد الأقصى، وكذلك من أجل تنفيذ رؤية صهيونية متطرفة بإقامة هيكلهم (المزعوم) على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، حيث أشارت القناة إلى أن حكومة الاحتلال قامت بإجراء تسهيلات استثنائية في عملية استيراد "خمس بقرات حمراء اللون"- تم اختيارها بعناية وفقا لما تنص عليه الكتب الدينية اليهودية- على متن طائرة من ولاية تكساس الأمريكية.

يُشار إلى أن مؤسسة الحاخامية الرسمية في الكيان الصهيوني تتبنى الرأي القائل بتحريم دخول اليهود إلى جبل المعبد- يُقصد هنا الأقصى- دون تحقق شرط الطهارة من نجاسة يُطلقون عليها "نجاسة الموتى"، وهي في التشريع اليهودي مصدر النجاسة الكبرى، تطال كل من لمس ميتا، وتنتقل من شخص لآخر عن طريق اللمس، وطقوس التطهر منها لا تتحقق إلا من خلال رماد بقرة حمراء خاصة وعلى يد كاهن معين، لهما ضوابط معينة حددهما التشريع اليهودي.

أمّا من يقتحمون باحات الأقصى حاليًا فينسبون إلى تيار الصهيونية الدينية، والتي لا تجد حرجًا في اقتحام باحات الأقصى دون أداء طقس التطهر، وتعد الاقتحامات بمثابة تمهيد ضروري ومقدمة واجبة لبناء هيكلهم المزعوم.

وأوضحت القناة العبرية أن هناك منظمتين تقفان وراء البحث المحموم عن البقرة الحمراء، أولاهما منظمة تدعى "نبني إسرائيل" التي تتكون من مسيحيين إنجيليين وتيار يميني متطرف بقيادة رجل يدعى تساحي ميمو، والثانية هي "معهد الهيكل" الذي يرأسه الحاخام "يسرائيل أرييل" الذي يُعدُّ الحاخام الروحي للوزير المتطرف إيتمار بن غفير، كما يُعدُّ الرجل الثاني في حركة "كاخ" اليمينية المتطرفة برئاسة الحاخام مئير كاهانا.

وحذر مرصد الأزهر من خطورة هذا المشروع الذي سيقضي على المانع الديني الذي بموجبه يمتنع الكثير من المستوطنين عن القيام باقتحام المسجد الأقصى، ومن ثم سيزيد من عدد المستوطنين الذين يقومون باقتحام المسجد الأقصى، وهو الأمر الذي يتخذه الاحتلال ذريعة لتقسيم الأقصى المبارك زمانيًا ومكانيًا، بل ربما يُقدم على بناء الهيكل المزعوم في موقع مسجد قبة الصخرة.

كما شدد المرصد على أن المسجد الأقصى بكامل ساحاته هو حق للمسلمين وحدهم دون غيرهم، مؤكدًا رفضه القاطع أي مشروع صهيوني يستهدف تقسيم المسجد المبارك، أو فرض واقع جديد داخل ساحاته، معتبرًا أن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني بكافة أذرعه اعتداء صارخ على الأمة الإسلامية، الأمر الذي من شأنه أن يوجِب اتخاذ موقف موحد وحازم يضع حدًا لتدنيس المسجد الأقصى المُبارك، مجددًا تحذيره من أن هذا العام- وفقًا للإحصائيات والأرقام- سيكون واحدًا من أسوأ الأعوام على الأقصى المبارك.