رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطالب السودانيين من قمة دول جوار السودان: الوقف الفورى للاشتباكات وتمرير المساعدات

السودان
السودان

تنطلق قمة دول جوار السودان فى القاهرة، غدًا الخميس، لبحث سبل إنهاء الصراع الحالى والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة لتسوية الأزمة فى البلاد بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى.

وأكد خبراء وسياسيون سودانيون أهمية القمة نظرًا للملفات الرئيسية والملحة التى ستركز عليها، خاصة وقف إطلاق النار وإيجاد آلية لحل النزاع، بجانب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ودعم اللاجئين والفارين من الحرب.

حمدى حسن: أبرز النتائج المرجوة إعلان «الدعم السريع» قوة متمردة

قال حمدى حسن، سياسى سودانى، إن النتائج المتوقعة للقمة متنوعة؛ إذ تعتمد أولًا على شكل الدعوة لها وهو شكل إيجابى ومقبول، لتكون قمة للعصف الذهنى من أجل التوصل لرؤية للحلول المطلوبة.

وأضاف أنه إذا تم عقد القمة بتجرد كامل، فستكون نتائجها قوية جدًا بغض النظر عن طبيعة هذه النتائج، وستكون نتائجها على أفضل ما يكون إذا توافقت مع الرأى العام السودانى السائد، بأن «الدعم السريع» قوات متمردة على الدولة، وينبغى حسم أمرها بما هو مناسب. 

وبخصوص الملفات التى ينبغى أن تركز عليها القمة، قال: «الحدث يُعقد من أجل وقف الحرب، لذا ينبغى التركيز على تجريم قوات الدعم السريع، ومن ثم التوصل لرؤية يتم تبنيها بواسطة المجتمعين الدولى والإقليمى».

وأكد أهمية الدور المصرى فى حل الأزمة، متابعًا: «العلاقة بين مصر والسودان لها خصوصيتها شعبيًا وحكوميًا، ومصر لها صوت قوى بالأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى، لذلك ما ستخرج به هذه القمة يمكن أن يغير الموقف الكلى للمجتمعين الدولى والإقليمى». وشدد على أن استمرار الحرب يعنى استمرار أزمة اللجوء لكثير من السودانيين إلى دول الجوار، وهى الدول التى تتأثر بأعباء لا تحتملها.

وتابع: «ما يمكن أن تقدمه دول الجوار من أجل إنهاء الأزمة، هو توحيد الرأى حول تجريم قوات الدعم السريع، ومن ثم الضغط عليها لوقف القتال وضمان عدم وصول أى إمداد عسكرى لها، وعدم إيواء قادتها وتوحيد الرأى الدولى عامة حول ذلك»، مشيرًا إلى أن الأمل معقود على أن تكون مصر السند الإقليمى والدولى القوى للسودان.

وعن توقعاته للمشهد خلال الفترة المقبلة، قال «هى فى الحقيقة أمنيات أكثر من أن تكون توقعات، بأن يتوحد الرأيان الإقليمى والدولى حول تجريم قوات الدعم السريع، ومن ثم الضغط عليها بكل السبل والوسائل لوقف القتال، وهناك سيناريو آخر متوقع لاستمرار الحرب، لكن مع انتصار الجيش السودانى بعد إضعاف قوة قوات الدعم السريع وتشتيتها».

مالك الخليفة: السعى لاستئناف العملية السياسية 

أشار الدكتور مالك الخليفة، إعلامى وخبير استراتيجى، إلى أن الدور المحورى والاستراتيجى الذى تقوم به مصر فى المحيطين العربى والإفريقى كبير فى كل الأزمات الإقليمية، خصوصًا بالنسبة للسودان. وأضاف: «نجد أن مصر لها اليد العليا فى حل كل الأزمات منذ الاستقلال حتى اليوم، فمصر تلعب دورًا محوريًا دون مناصرة جهة على أخرى أو حزب على آخر، وتؤدى دائمًا دور المحايد دون التدخل فى الشأن الداخلى السودانى». ورأى أن الشارع السودانى كان يتوقع دخول الشقيقة مصر على خط الأزمة، منذ الأسبوع الأول لاندلاع الحرب، لأن لها مكانة خاصة لدى الشعب السودانى وقياداته العسكرية والسياسية. وقال إن أبرز الملفات التى ستتناولها مفاوضات القاهرة، هو الإيقاف الدائم للحرب وإنهاء مظاهر العسكرة فى كل المدن فى العاصمة والولايات، وإعلان حالة طوارئ لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لكل المتضررين؛ جراء هذه الحرب اللعينة. وشدد على أهمية الوصول إلى صيغة مناسبة لتوحيد ودمج قوات الدعم السريع وكل جيوش الحركات المسلحة، فى جيش قوات الشعب المسلحة، حتى يكون هناك جيش واحد قوى وطنى.

وتابع: «الأهم من ذلك، العمل على إكمال العملية السياسية التى كانت متواصلة قبل اندلاع الحرب اللعينة»، مشيرًا إلى أن استمرار الحرب ستكون له انعكاسات سيئة على دول الجوار، خاصة الجارة مصر، فى ظل أزمات اقتصادية عالمية، وفى ظل أن دخول اللاجئين بأعداد كبيرة إليها، قد يربك حسابات القاهرة، وهذا أيضًا يندرج وينعكس على دول الجوار الأخرى. وقال «استمرار الأزمة سيأتى بنتائج كارثية تؤدى إلى حرب أهلية قبلية وإثنية، ما يؤدى إلى إنهاء الدولة السودانية وانقسامها إلى عدة دول، خاصة أن السودان يعانى هشاشة اقتصادية وأمنية».

وعن نتائج قمة الإيقاد التى عقدت فى أديس أبابا، الإثنين الماضى، قال: إنها انتهت فقط ببيان وإدانة وشجب، مرجعًا ذلك لغياب الطرف الآخر، وهو الحكومة السودانية، متوقعًا أيضًا غياب «الدعم السريع» عن مفاوضات القاهرة، ما قد يؤدى إلى فشلها، مطالبًا الحكومة المصرية ببذل أقصى الجهد لإشراك كل الأطراف لضمان نجاح المحادثات.

الرشيد حسب الرسول: حماية المدنيين من الانتهاكات والقصف

أكد المحلل السياسى السودانى، الرشيد حسب الرسول، أن دول الجوار تلعب دورًا مهمًا لإنهاء الأزمة فى السودان، خاصة مصر، لعمق العلاقة بين البلدين، مشيرًا إلى أن الشعب السودانى ثابت على موقفه الرافض للحرب، ويعلق آماله على الجهود الدولية والإقليمية الساعية لوقف الاقتتال.

وقال «حسب الرسول»: «مؤتمر قمة دول الجوار السودانى من الممكن أن يدفع بالمبادرات إلى الأمام إذا تجاوز حالة التجاذب بين مصر وإثيوبيا، خاصة بعد تصريحات أبى أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبى، فى اجتماعات اللجنة الرباعية للإيقاد بأديس أبابا، الإثنين الماضى»، مضيفًا: «ستكون لهذه القمة نتائجها إذا ضمنت مشاركة ممثلين عن طرفى الحرب فى السودان».

وتابع: «من الضرورى أن تعمل القمة على تنسيق الجهود الدولية والإقليمية لتوحيد المبادرات عبر منبر تفاوضى موحد، يمثل فيه الملف الإنسانى الأولوية.. لا بد من النظر إلى الأوضاع الكارثية التى أفرزتها الحرب والتى تكشفها التقارير المحلية والدولية». وذكر: «يجب النقاش بصورة جادة حول إمكانية فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية ووقف الانتهاكات بحق المدنيين وضرورة وقف القصف العشوائى بالأسلحة الثقيلة وسلاح الجو، وكذلك خروج قوات الدعم السريع من المرافق العامة والخدمية وبيوت المواطنين وفق آلية مراقبة دولية».

ولفت إلى أن ما يفعله طرفا الحرب من انتهاكات بحق المدنيين بات يصنف ضمن جرائم الحرب، لذلك على الطرفين احترام القوانين الدولية والالتزام بما وقعا عليه فى جدة».

وأشار السياسى السودانى إلى أنه «تجب مناقشة آلية الوقف الدائم لإطلاق النار، وصولًا لحل سياسى يحترم خيارات وتطلعات شعب السودان فى التحول المدنى الديمقراطى وجيش مهنى واحد يبعد بنفسه عن السياسة والاقتصاد».

وقال إن مصر لها دور فاعل، سواء على الصعيدين العربى أو الإفريقى، ويعتبر موقفها من الصراع الجارى فى السودان مهمًا وذا تأثير كبير، خاصة على دول الإقليم.

وأكد: «منذ اليوم الأول للحرب تأكد الجميع أن استمرارها يهدد أمن واستقرار المنطقة، وذلك لموقع السودان المنفتح على سبع دول إفريقية بحدود برية، وبالتالى فاحتمال انتقال الصراع لبعض دول الجوار يمثل أحد المهددات، كما يشكل تدفق اللاجئين عامل ضغط على اقتصاديات دول الجوار، وكذلك ملف مرور بترول جنوب السودان، وملف سد النهضة، وغيرها من الملفات التى يزيد من تعقيداتها استمرار الحرب».

وأوضح أن إنهاء الأزمة يعتمد بشكل أساسى على توحيد الجهود والمبادرات الدولية والإقليمية، ودمجها فى خارطة طريق ورؤية موحدة تحترم خيارات وتطلعات الشعب السودانى، تبدأ بإيقاف الحرب وتنتهى باستعادة مسار التحول المدنى الديمقراطى.

وأضاف: «دور مصر مهم، ومن الضرورى تجنب الانحياز أو الانتصار لأحد طرفى الحرب، وكذلك يجب ألا يكون ملف الأزمة فى السودان محل تجاذب بين دول الإقليم فى خلافاتها الثنائية».

وبشأن سيناريوهات إنهاء الأزمة فى السودان، قال «حسب الرسول» إن طرفى الصراع يصران على خيار الحسم العسكرى رغم الكلفة العالية التى يدفعها السودان شعبًا وأرضًا، مضيفًا أن تحول الصراع الحالى إلى حرب أهلية يهدد وجود الدولة ووحدتها، ما يلقى عبئًا كبيرًا على القوى السياسية والمدنية وكل أطياف الشعب السودانى فى التوحد ضد هذه الحرب وعدم الانحياز لأى من طرفيها ورفض نتائجها وإيقافها فورًا، ومحاسبة من أشعلها».