رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدرسو وزملاء "شهيدة العلم" بزفتى يبتكرون عدة طرق للتبرع على روحها

شهد الدنديطي
شهد الدنديطي

ابتكر مدرسو وزملاء شهد الدنديطي، التي توفيت الأسبوع الماضي في حادث مأساوي بقرية سندبسط بمركز زفتى بمحافظة الغربية، وأُطلق عليها لقب "شهيدة العلم" بعض الأعمال الخيرية وأهدوها لروحها في عمل مجتمعي أثنى عليه أهالي محافظة الغربية ولاقى استحسان الجميع وسعى الجميع للمشاركة وإهداء الثواب والأجر للفقيدة.

 

فقام السعيد علي، مدرس الجغرافيا، بطبع خرائط وتوزيعها على الطلبة بالمجان، ودعى عمر عباده، مدرس اللغة العربية لتجمع شباب الدفعة من زملاء الراحلة، وقاموا بختم القرآن اليوم الجمعة، أمام قبرها بقرية سندبسط، وأهدوا الثواب لروحها، بينما قام عرو السبكي، مدرس اللغة الإنجليزية بعمل صندوق للم التبرعات على أن يدفع مثل ما يجد داخل الصندوق عقب انتهاء لم التبرعات وقبيل انطلاق الامتحانات، أما دنيا غنيم، مدرسة المواد الفلسفية، فقامت هي وكل طلابها بزيارة والدة الفتاة الفقيدة واتفقت على تناوب زيارتها يوميًا، فضلًا عن توزيع ميداليات مجانية تحمل اسم "شهد شهيدة العلم" تطلب الجميع بالدعاء لها.

 

وخصص بعض المدرسين، من الذين رفضوا ذكر أسمائهم، جزء من عائد حصص المراجعة لتكون صدقة جارية على روحها، بينما تم تصميم صندوق لجمع التبرعات داخل بعض أماكن الدروس لجمع بعض تبرعات أصدقاء الراحلة وقام أصدقائها وزملائها من الشباب والبنات بشراء سبح ألكترونية ومصاحف وكتيبات أدعية وأذكار لتوزيعها كصدقة جارية على روحها، بينما قام والدي زميلتين لها من المقيمين بالمملكة العربية السعودية بأداء عمرتين منفصلتين للفقيدة.

 

وكان الحزن قد خيم على مركز ومدينة زفتى بمحافظة الغربية، وتجمع أهالى المركز والمدينة، وخرجت قرية سندبسط عن بكرة أبيها رجال وسيدات وشباب وحتى الأطفال، خرجوا جميعًا متشحين بالسواد والحزن في مشهد جنائزي مهيب، لتوديع شهد محمود الدنديطي، الطالبة بالثانوية العامة، والتي أُطلق عليها "شهيدة العلم" بعدما لقت حتفها في حادث أليم خلال ذهابها من قريتها سندبسط إلى مدينة زفتى، لتحصيل دروسها اليومية المعتادة، إلا أن القدر جعل رعونة سائق توك توك يتسبب في إنهاء حياتها بسيره بسرعة جنونية، ليصطدم بعربة كارو حديدية ليخترق الحديد جسدها النحيل وتلفظ أنفاسها الأخيرة على الفور وتُصاب زميلتها ورفيقتها شهد سامي الشاذلي، وتُنقلان إلى مستشفى زفتى العام، أحدهما إلى المشرحة والأخرى لتلقي العلاج.

البداية عندما استقلت الضحية شهد الدنديطي وزميلتها شهد الشاذلي، وكلاهما في العقد الثاني من العمر، استقلا مركبة توك توك لتصلان به إلى مقر الدرس الخاص بهما في مدينة زفتى في مسافة لا تتجاوز كيلومترين إلا أن التوك توك انطلق بسرعة جنونية واجتاز مركبتي توك توك من اليمين واليسار ثم فوجئ بعربة كارو حديدية مفتوحة الجوانب أمامه، فاصطدم بقوة فى العربة، أمام أحد المستشفيات الخاصة داخل القرية، فتوفيت الفتاة على الفور، جراء الصدمة حيث اخترق الحديد جسدها، وأصيبت الأخرى وتم نقلها لتلقي العلاج.

 

وتقول تسبيح حسام، زميلتهن في الثانوية العامة بمدرسة الشهيد مختار كامل بزفتى: "كنا معً واتفقنا على اللقاء مساءً في الدرس القادم، واتفقنا أيضًا على حضور حصص المراجعة التي حجزناها معًا عند كافة المدرسين بالمدينة"، وقبل أن تتركاني هي وزميلتنا شهد الشاذلي، عانقتني عناق الفراق وكأنها تودعني رغم اتفاقنا على اللقاء مساءً ووعدنا باللقاء في حصص المراجعة اليوم. ولكن القدر كان أسرع منا ورحلت بسبب جنون سائق متهور غير مسؤول. أضاع فرحة أسرتها بل وجيل كامل منا، جعلنا لا نصدق ما حدث، حتى أن المدرسين قد أجلوا حصص المراجعة، فجميعنا لا نستطيع رؤية حتى أنفسنا في المرآة.

نادرين محمد، طالبة في كلية الآداب ومساعدة في مركز دروس في مدينة زفتى، تقول إن شهد لم تكن مجرد طالبة متميزة، بل كانت مثالًا يحتذى به للتفاؤل والثقة، وكانت دائمًا تنصح زملائها وكأنها أكبر منهم بعقود زمنية. كنت أنتظر حضورها هي وزميلاتها حتى نتحدث ونمرح معها، ونستفيد من كلامها المنمق. أطالب بوضوح القوانين المتعلقة بمركبات التوك توك، فالتهور والجنون وعدم المسؤولية هي شعارات الجميع منهم، باستثناء القلة التي يخشى الله فيها. لذلك، يجب وضع حد لمركبات التوك توك حتى يصبح الأمر ملحًا وقاطعًا.

الأمر لم يختلف كثيرًا، والحزن يكاد يفطر الجميع، تقول مديرة مدرسة الشهيد مختار كامل بزفتى، عندما كنت بجوار مستشفى زفتى العام في موعدي مع أماني لاشين، مديرة مدرسة الشهيد مختار كامل الثانوية للبنات. سمعت من خلف سور المستشفى صوت امرأة مقهورة على متوفى، تقول من قلبها كلام يبكي الحجر. دعيت للمتوفية ولم أكن أتخيل أبدًا أنها إحدى بناتي، وعندما علمت أنها شهد ابنة مدرستي، قررت على الفور أن أكون أحد المغسلين لها. فقمت بالاشتراك مع بعض المتطوعات في غسل جثمانها.

وتقول مديرة مدرسة الشهيد مختار كامل بزفتى: عندما وصلت ودخلت على والدتها وسمعت صوتها، تذكرت نفس الصوت الذي سمعته أمس وكان خلف سور المستشفى. لم أستطع السيطرة على دموعي من الحزن والأسى عليها، وتحدثت مع والدتها ودعوت الله أن يزيدها صبرًا وأن يصبرها والدها وأخواتها. كما أدعو الله للطالبة في المدرسة التي كتبت على رقم جلوسها عندما استلمته، أن يوفقها بإذن الله بنسبة 98%، ولكن القدر كان له رأي آخر، وأطالب فورًا بتنظيم استخدام توك توك ووضع ضوابط له حفاظًا على سلامة الجميع.

وأفادت أجهزة الأمن الغربية، بأن شرطة النجدة تلقت بلاغًا بوقوع حادث تصادم بين توك توك كان بداخله فتاتان، يدرسان بالصف الثالث الثانوي في مدرسة الشهيد مختار كامل بزفتي، وعربة كاروه، مما أسفر عن وفاة شهد محمود الدنديطي، 18 عامًا، طالبة في الثانوية العامة، وإصابة شهد سامي الشاذلي، 18 عامًا أيضًا وطالبة في الثانوية العامة بنفس المدرسة، وتم نقلها إلى غرفة العناية المركزة في مستشفى زفتى العام، وتماثلت للشفاء، في حين تم إيداع جثة الضحية في ثلاجة المشرحة في مستشفى زفتى العام تحت تصرف النيابة العامة.

وتلقى اللواء محمد عمار، مدير أمن الغربية، إخطارًا من قسم شرطة زفتى بوقوع حادث بين عربة كارو وتوك توك، على الطريق الواصل بين قرية سندبسط ومدينة زفتي، نتج عنه وفاة فتاة طالبة بالصف الثالث الثانوي، وإصابة الأخرى وتم نقلها إلى العناية المركزة بمستشفى زفتي العام. وكانتا يستقلانه للذهاب إلى مدينة زفتى لاستكمال اليوم الدراسي. وجاري ملاحقة سائق التوك توك المتسبب في الحادث بمعرفة رجال الأمن، وتم وضع الجثة تحت تصرف النيابة العامة.

وحسب شهود عيان، فإن التوك توك كان يسير بسرعة جنونية واجتاز مركبتي توك توك من اليمين واليسار، ثم فوجئ بعربة كارو حديدية أمامه، فاصطدم بها بقوة، مما أدى إلى وفاة الفتاة على الفور جراء الصدمة، حيث اخترق الحديد جسدها.

345664396_269594548869750_8527684408963600497_n
345664396_269594548869750_8527684408963600497_n
66666666666666
66666666666666
02411944-773C-4C29-9087-3A142C54776E - قص
02411944-773C-4C29-9087-3A142C54776E - قص
68a53fce-1386-466d-a907-7dfaed749f8b
68a53fce-1386-466d-a907-7dfaed749f8b