رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على كواليس انفصال الكنيسة الكاثوليكية عن الروم الأرثوذكس

الكنيسة
الكنيسة

تحدث الأنبا نيقولا أنطونيو مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي، ووكيلها للشؤون العربية، عن أسباب الانشقاق الكبير بين الكنيستين الخلقيدونيتين الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية الغربية في عام 1054.

وقال في تدوينة له: «إن أبرز الخلافات التي أدت الانشقاق هي  قضية «أولوية البابا»، حيث استند الغرب اللاهوتي في هذا الفهم إلى أن البابا هو خليفة القديس بطرس الذي عده السيد المسيح «الصخرة - الأساس» لكنيسة المسيح، كما جاء في الإنجيل المقدس وتحديدا بشارة متى الرسول، وايضا  قضية بعض الممارسات الكنائسية للكنيسة الكاثوليكية الغربية، أما القضية المحورية التي كانت السبب غير المُعلن من جهة الكنيسة الكاثوليكية للانشقاق فهي قضية سياسية، تتمثل في ضغط الكنيسة الكاثوليكية على الكنيسة الأرثوذكسية للتخلي عن إبراشيات جنوب إيطاليا التابعة لها لصالحها، أي لصالح الكنيسة الكاثوليكية».

وأضاف: «ففي ربيع السنة 1053 كتب لاون متروبوليت أخريدة ورئيس أساقفة بلغاريا رسالة إلى السينكلوس يوحنا أسقف تراني في جنوب إيطاليا، ونائب البطريرك المسكوني فيها يوجب تجنب البدع الغربية مثل "استعمال الفطير"، "صوم السبت"، "أكل الدم المخنوق"، وغير ذلك من الممارسات الكنائسية، كما ترجم الرسالة من اليونانية إلى الاتينية سكرتير البابا لاون التاسع هومبرتو مورموتييه كاردينال سيلفة كانديدة، فأهمل ودسَّ فيها فجاءت ترجمته أشد عنفاً وأسوأ أثراً من الأصل اليوناني». 

وتابع: «ومن دسائسه أنه أضاف اسم البطريرك المسكوني إلى الرسالة فجعلها تصدر عنه وعن رئيس أساقفة بلغاريا، وكان لاون التاسع يجهل اليونانية فاعتمد ترجمة هومبرتو واستشاط غيظاً وأمر بالرد عليها، وفي مطلع عام 1054 وصل وفداً برئاسة الكردينال الألماني هومبرت، إلى القسطنطينية، وكان أن استقبل الامبراطور الوفد بحفاوة في حين رفض البطريرك مقابلته، وطالت إقامة الوفد البابوي في القسطنطينية، وجرت في أثنائها أحاديث كثيرة، تحولت مع الوقت إلى مساجلات عنيفة، دارت حول توافه ضاعت في خضمها المسائل الكبرى المطروحة».

وأردف: «في هذه الأثناء، كان البابا لاون التاسع قد توفي في 19 أبريل من 1054 من دون أن يكون نبأ وفاته قد بلغ القسطنطينية، وفي السادس عشر من شهر يوليوعام 1054، أقيم احتفال كبير في كبرى كنائس القسطنطينية، وهي كنيسة «آجيا صوفيا» (أي الحكمة الإلهية) حضره كبار رجالات الكنيسة والدولة، وعلى رأسهم الامبراطور البيزنطي. فدخل الوفد البابوي الكنيسة، وألقى الكردينال هومبرت خطاباً ندد فيه "بتمرد البطريرك على سلطة البابا"، ثم وضع على الهيكل الكبير صك الحرمان الخاص بالبطريرك، وانسحب، وبعد أيام قليلة، عقد البطريرك كيرلاريوس مجمعاً كنسياً في القسطنطينية، صدر عنه صك حرمان الغربيين جميعاً، وعلى رأسهم بابا روما».  

واختتم قائلًا: «بدت القطيعة إلى حين كأنها نهائية إلا أنها لم تكن كاملة، لا بين القسطنطينية وروما، ولا بين روما وسائر العالم الأرثوذكسي الخلقيدوني، وكان من بطاركة القسطنطينية الذين خلفوا كيرلاريوس من عاود الاتصال بروما، كما جرت محاولات جادة وعامة، فيما بعد لإعادة الوحدة إلى أفضل مما كانت عليه الحال».