رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل باتت الظروف مواتية لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان؟

لبنان
لبنان

يعيش لبنان حالة فراغ رئاسي بعد تعذر انتخاب رئيس جديد، وغياب التوافق بين القوى السياسية المكونة للبرلمان، رغم شغور المنصب منذ نهاية أكتوبر الماضي بانتهاء الولاية القانونية للرئيس السابق ميشال عون.

قال الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني الدكتور علي عبدو، إن انتخاب رئيس جديد للبلاد بات أمرا ملحا، الأمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، نظرا للتداعيات الكارثية على الدولة والمجتمع اللبناني، في ظل استمرار الفراغ الرئاسي، رغم أن العلاقات الدولية اليوم تمر بمرحلة حرجة ودقيقة بين الدول العظمى، ورغم التقاربات الإقليمية الحذرة التي تدعو للتفاؤل، من المفترض أن تترك تداعيات إيجابية على دول المنطقة كافة، وفي القلب منها لبنان.
وأضاف عبدو لـ"الدستور"، أنه من الواضح أن التباينات كبيرة جدا بين الدول الكبرى على أكثر من ملف في الشرق الأوسط، في ظل المتغيرات التي تطرأ على الجغرافيا السياسية، وهو ما يدفع ممثلي هذه الدول لوضع العراقيل، واستخدام أدوات الضغط بكل السبل المتاحة، على الأقل حتى تتضح صورة معالم المرحلة المقبلة، ومسار النظام العالمي.
وتابع قائلا: مع الأسف، لبنان من الدول التي لم تستطع صنع كيان مستقل، أو منع التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية؛ نظرا لخصوصية الواقع اللبناني عبر التاريخ، والقيادات اللبنانية اليوم مدعوة لاستغلال ما تحدثنا عنه بإيجابياته وسلبياته، وتسخيره لخدمة المصلحة الوطنية. 
 

الدكتور علي عبدو

وأوضح عبدو، أن الظروف الإقليمية والدولية وإن كانت غير متوافقة مع المصلحة الوطنية للبلاد، إلا أنها ستتوفر حتما إذا توافرت الإرادة اللبنانية الصادقة، والرؤية الواضحة، في هكذا استحقاق دستوري، وغيره من الاستحقاقات الوطنية، ويجب تغليب المصلحة الوطنية رغم صعوبة هذا الأمر نظرا لضعف أو عدم تحصين الساحة الداخلية أمام التدخلات الخارجية، أو تشابك المصالح بين القوى الوطنية والأطراف الخارجية.
وأشار المحلل السياسي اللبناني، إلى أن العلاقات الدولية قائمة على المصالح، وإذا قاربنا الموضوع من قبيل المصلحة الوطنية، سنجدها تقتضي خلق الظروف المناسبة لانتخاب رئيس جمهورية، وهو طريق معبد بالصعوبات؛ نظرا لغياب التجانس والتقارب، والخلافات الواضحة بين الفرقاء السياسيين، وعدم تجاوب البعض مع التدخلات الخارجية.
وواصل قائلا: لم يعد بالإمكان الحديث عن توقيت انتخاب الرئيس الذي كان متوقعا في هذه الظروف الإقليمية السانحة، وتحديدا بعد رفض أطراف بعينها أي دعوة للحوار أو التلاقي على مرشح صنع في لبنان، خصوصا بعد دحض أي جهود لرأب الصدع بين اللبنانيين، وأي طرف لا يملك العدد المطلوب من الأصوات في البرلمان لإيصال مرشحة.
واختتم تصريحاته بالقول: الفراغ الرئاسي، وعدم حصول أي فريق من المكونات السياسية على إمكانية الدفع بمرشح، دول تفاهمات وتنازلات متبادلة، ليصبح الرابح الوحيد هو الشعب اللبناني، ووضع استراتيجية وطنية منقذة لهذا البلد، في ظل ازدياد أعداد المستفيدين من هذا الفراغ الحاصل.