رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موكب للأمراء وأوامر بالإفراج عن المساجين.. مظاهر الاحتفال بالعيد فى الدولة العثمانية

العيد أيام الدولة
العيد أيام الدولة العثمانية

العيد هو موسم البهجة والسعادة عند الأطفال والكبار فى كل العصور، وعرفت مصر في أيام الدولة العثمانية، طقوسًا خاصة في عيد الفطر، من إطلاق المدافع وموكب الأمراء حتى الاحتفالات الشعبية التي اشتهرت بها أهلها منذ فجر التاريخ.

موكب لأمراء الدولة

ووفقًا للرحالة والمستكشف العثماني، أوليا جلبي، الذي دون رحلته في أرجاء الدولة العثمانية، في كتابه المعروف "سياحت نامه" ويعني "كتاب الرحلات" المكون من عشرة أجزاء، يحكي فيه باستفاضة عن احتفال المصريين بالعيد، فيذكر أن الاحتفالات تبدأ في قصر والي مصر العثماني منذ آخر ليلة في شهر وتظل مظاهر الاحتفال ممتدة على مدار الـ 3 أيام من العيد.

ويبدأ الاحتفال عندما يقيم رئيس الفرقة الموسيقية التابعة لقصر الوالي العثماني في القاهرة، سرادقًا كبيرًا في ميدان القصر، للعزف، مع تقديم المشروبات المتنوعة للمستمعين وعلى رأسهم القهوة حتى فجر العيد، ثم الصلاة والتي تضم موظفي الديوان وبعض الأعيان في الدولة.

وتنطلق مدافع القلعة، طوال أيام العيد الثلاثة في أوقات الصلوات الخمسة، ومن طقوس اليوم الأول، بأن يذهب أمراء الدولة وكبار رجالها إلى القلعة في موكب حافل ثم يتوجهون لجامع الناصر محمد بن قلاوون داخل القلعة لأداء صلاة العيد، ثم يقدمون تهنئة للباشا.

القهوة المشروب الرسمي

 تستمر الاحتفالات في اليوم الثاني، حيث يتم تحضير القهوة التي كانت بمثابة المشروب الرسمي للأمراء وأعيان الدولة، بجانب الحلوى والمشروبات المتنوعة، كما يأمر الباشا بالإفراج عن بعض المساجين.

الاحتفال الشعبي بالعيد

يتزين جميع الناس في العيد، ويظهرون في أبهى حُلة، ويبدأ الاحتفال الشعبي عندما تخرج الأسر المصرية لأداء صلاة العيد في المساجد بملابس العيد الجديدة، وقد تم تجهيز كحك العيد وباقي الحلوي لتناولها وتقديمها للأقارب والزوار ثم يخرج المواطنون في بهجة وسعادة للتنزه في شوارع مصر.

زيارة المقابر

ولم ينسَ المصريون في كل العصور، موتاهم، فقد اعتاد بعض الناس على زيارة المقابر للتصدق على أرواح موتاهم، ويخرج الشباب في جماعات للنزهة في النيل، وتشهد بركة الفيل والأزبكية وجزيرة الروضة ازدحامًا هائلًا طوال أيام العيد.

خروج النساء من بيوتهن في العيد

كما يتزين نساء القاهرة ويخرجن من بيوتهن يوم العيد دون ممانعة من أزواجهن، وهو ما دونه الرحالة أوليا جلبي، حيث يشترطن أثناء عقد زواجهن حق الخروج من منزل الزوجية يوم العيد، من دون المبيت خارج المنزل، ووصف أوليا جلبي الحياة في القاهرة في عيد الفطر بأنها "هبة إلهية للأعيان والأشراف والعوام قاطبة".