رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القارئ عبدالناصر حرك: أفتخر بتشبيهى بالشيخ غلوش.. ولقب ملك المقامات أطلقه علىّ الجمهور (حوار)

القارئ عبد الناصر
القارئ عبد الناصر حرك

- والدى أول من اكتشف موهبتى ودعا الله أن أكون مثل الشيخ راغب غلوش

- الشيح شعيشع بشرنى بقبولى في الإذاعة وقالى: «فرح والدتك»

- تعلمت المقامات الموسيقية لأسخرها للقرآن.. وعلى القراء الالتزام بأحكام القرآن 

ساهمت نشأته في تعلقه وحبه للقرآن والاستماع إلى القراء الكبار منذ صغره، فجده كان قارئا وحافظا للقرآن، ووالده محب للقراء القدامى، ويحرص على التواجد في جميع المناسبات التي يحضرها كبار القراء، ودعا الله أن يكون ابنه قارئًا بارزًا.

قال القارئ عبدالناصر حرك، إنه حفظ القرآن صغيرًا وتأثر بالعديد من القراء، ولكنه وضع بصمته الخاصة وأثقلها، وشبهه الكثير بالقارئ راغب مصطفى غلوش، لحبه له، وهو يعتز ويفتخر به.

وأضاف، خلال حواره لـ«الدستور»، أن الجمهور الذي يستمع للقارئ هو من يطلق الألقاب، ولا مانع أن يكون لدى القارئ علم بالمقامات الصوتية والموسيقية، ولكن دون أن يؤثر على قدسية القرآن.  

وتطرق في الحديث إلى محطة تقديمه بالإذاعة، وكيف كان ذلك بتوجيه من الشيخ أبوالعينين، بالإضافة إلى قراءته عدة مرات أمام الرئيس الراحل حسني مبارك وثنائه عليه، ورحلة انطلاقه للكثير من  دول العالم لتلاوة القرآن الكريم .. وإلى نص الحوار:

 

بداية.. حدثنا عن نشأتك وكيف حفظت القرآن الكريم؟

ولدت في قريتي شبرا اليمن مركز زفتى بمحافظة الغربية في عام 1977، ووالدي كان عاشقا لقراء القرآن الكريم، فرأى فيّ موهبة الصوت الحسن وترديد الابتهالات والقرآن في سن السابعة، فحرص على أن أحفظ القرآن الكريم، فحفظت القرآن على يد جدي الشيخ سيد حرك وكان قارئا كفيف البصر، وتوفاه الله قبل أن أتم حفظ القرآن على يديه، فذهبت إلى الكُتاب وأكملت الحفظ على يد الشيخ عبد الغني سرحان وجودته بعد ذلك على يد الشيخ أحمد الهلباوي، أتممت حفظه كاملًا في الحادية سن 11سنة، فنشأت في بيت يحب القرآن وأشقائي أيضا حافظين للقرآن، فأحببت القرآن وسار نهجي، ودرست بالأزهر الشريف حتى تخرجت فى كلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بالمنصورة.

 


كيف كان للشيخ راغب غلوش تأثير غير مباشر عليك فى بداية طريقك.. ولماذا شبهك البعض به؟

والدي كان مستمعا ومحبا لقراء القرآن الكريم، وكان دائمًا يدعو أن يكون بين أولاده قارئ قرآن مثل الشيخ راغب غلوش، لأنه كان دائم المجيء لقريتنا في المناسبات وكان يحبه كثيرًا، وقال لي والدي وأنا صغير «يارب أشوفك يا عبدالناصر مثل الشيخ راغب» وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة وأراد الله أن يستجيب لدعاء والدي وأن أكون قارئا، وأعطاني والدي شريط قرآن للشيخ غلوش وكنت حينها في سن صغيرة فسمعته وتعلقت به وبصوته، فسرت على نهجه وسلكت طريقه، وعندما كبرت أردت أنا أضع بصمتي على قراءتي مثل ما فعل الشيخ راغب، فكان يحاكي الشيخ مصطفى إسماعيل، وبعد ذلك استقل بشخصيته وأدائه الخاص، وأنا فعلت مثل ذلك، أحاكيه وتأثرت به، لكن أصبح لي طريقتي الخاصة، وكان الكثير يشبهني بالشيخ غلوش في الصوت، ولكنني لم أكن أقلد، لأنه لا يمكن أن يصل شخص بصوته للصوت الأصلي لشيخ آخر.


قرأت عدة مرات أمام الرئيس الراحل مبارك كيف تم اختيارك؟


أثناء دراستي في المرحلة الإعدادية بالأزهر الشريف، كنت من الأصوات الحسنة، اختارتني مديرية الأوقاف للتقدم في مسابقة وزارة الأوقاف وكنت من الأصوات الحسنة، ومن يجتاز هذه المسابقة يصعد للقراءة أمام رئيس الجمهورية، ففزت بالمركز الأول، وتم اختياري وقرأت أمام  الرئيس محمد حسني مبارك في ليلة القدر، وكان ذلك في عام 1991، ولصغر سني لم أكن مدركا أو خائفا، وأثنى على قراءتي، تحدث معي وشجعني على الاستمرار في قراءة القرآن، وكرمت في هذا الاحتفال من ملوك وأمراء السعودية، وبعد ذلك قرأت 4 مرات أخرى أمام الرئيس الراحل حسني مبارك في احتفالات الإسراء والمعراج والمولد النبوي من خلال وزارة الأوقاف، وحينها كنت كبرت والتحقت بالكلية واستشعرت حينها الرهبة للجلوس أمام الحضور والجمع الكبير، كما قرأت أيضًا في عزائه.

 

ما مدرسة التلاوة التى تحب أن ينتمى أسلوبك إليها؟

عندما كبرت وعلمت بعلم المقامات الموسيقية، بدأت أبحث وأستمع لجميع القراء وأحببت الشيوخ القدامي، فكنت أميل للشيخ مصطفى إسماعيل، الشيخ محمد رفعت، وأستمع إلى الشيخ محمد عمران والشيخ محمود محمد رمضان، والشيخ حصان، والشيخ المنشاوي، والشعشاعي وأحاكي بعضهم وأضيف في قراءتي وطريقتي، فكل منا له بصمة خاصة في صوته واللفظ الصحيح هو المحاكاة وليس التقليد، فعلى كل قارئ أن يبحث عن بصمته ويثقلها بالقراءة السليمة والمقامات الصوتية.


من من القراء الكبار قرأت معهم؟

بعد قراءتي أمام الرئيس مبارك انهالت علىّ الدعوات بالمناسبات وكنت حينها لا أتعدى 15عامًا، وقرأت مع قراء عظام مثل الشيخ الشحات محمد أنور، والشيخ حصان، والدكتور نعينع، والشيخ غلوش، والشيخ محمد الليثي، وجميعهم كانوا يثنون على قراءتي ويشجعونني وكنت أستمع لهم ولتوجيههم لي وأعمل به.


كيف تعلمت المقامات الموسيقية؟

تعلمت المقامات من بعض المتخصصين الذين لديهم علم بالموسيقى، ولكنها ليس بدراسة النوتة، حيث أرى أن القرآن الكريم له قدسيته ولا يمكن تشبيهه بدراسة الموسيقى، والشيخ المنشاوي والشيخ عبد الباسط لم يدرسوا المقامات أكاديميًا، فالقرآن نفسه هو مقام، ومعروف أن هناك عدة مقامات تستخدم عند قراءة القرآن مع الحفاظ على الأحكام والتجويد، دون أن يكون هناك أي خلل في القراءة، ولا يجب أن يكون المقام على حساب التجويد، بل أسخره للمعني القرآني ولا أسخر المعني القرآني للمقام، ولا أميل بأن يغلب المقام على القراءة والأحكام، فالقرآن بطبعه خاشع وعلينا أن نتباكى فى القرآن، ولا مانع أن يكون لدينا فكرة ونتعرف على المقامات.

 

أطلق عليك عدة ألقاب منها ملك المقامات كيف ترى ذلك؟

هناك عدة ألقاب أطلقها الجمهور، منها ملك المقامات، ومحرك القلوب وغلوش الصغير، وأبرزها ملك المقامات، وجاء ذلك بسبب جمعي في عدة قراءات بين 3 و4 مقامات في آية واحدة، وهو ليس أمرا سهلا، وهذا كان السبب في هذا اللقب، فهناك مقامات مدخلها صعب مثل مقام الكرد ولا يأتي إلا إذا كان القارئ كما يقال «متسلطن»، والكثير من القراء لا يعرفون ذلك، وعندما سافرت إلى بعض الدول كان يقال من يريد أن يستمع لمقام الكرد يسمعه من الشيخ عبد الناصر حرك، وأتمنى أن أكون امتدادا لعمالقة القراءة بهذا المقام مثل الشيخ علي محمود، والشيخ محمد محمود رمضان.


من شجعك على الالتحاق بالإذاعة ومتى اعتمدت بها؟


شجعني للتقديم في الإذاعة الشيخ أبوالعينين شعيشع رحمه الله، حينما كان ضمن اللجنة التي كانت تختبرني للقراءة أمام رئيس الجمهورية، وعندما سمعني أثنى على صوتي وقال لي: «لديك خامة صوت جيدة عليك أن تقدم لاختبارات الإذاعة عقب تخرجك فى الكلية فصوتك صوت إذاعي تستحق أن تكون في الإذاعة» وأخذت بوصيته وبعد وصولي لسن التقديم للإذاعة، قدمت الطلب وانتظرت دوري فى الاختبار ولم أقبل من أول مرة، وأذن الله  أن أقبل وأصبحت معتمدا في الإذاعة، والشيخ أبو العينين شعيشع هو الذي بشرني بقبولي في الإذاعة وقال لي «روح يا عبد الناصر فرح والدتك قبلت بالإذاعة»، وأصبحت قارئا معتمدا في الإذاعة والتليفزيون منذ عام 2012.

 

ماذا عن رحلاتك للقراءة بالخارج وما أبرز الدول التي زرتها؟


 

زرت العديد من الدول بالعالم وسافرت لما يقرب من 44 دولة عربية وآسيوية وأوروبية وإفريقية أبرزها: زيمبابوى. المغرب، الهند، باكستان، كردستان، لبنان، تركيا، العراق، الكويت، السعودية، فرنسا، النرويج، بريطانيا، كندا، إندونيسيا، جنوب إفريقيا وغيرها، وكانت بداية الرحلات عندما خضت مسابقة تابعة الأوقاف في عام 2008 بعد انضمامي الإذاعة ومن خلال هذه المسابقة سافرت 4 سنوات للخارج لإحياء شهر رمضان للخارج، لدول بلجيكا بوركينا فاسو، موزمبيق أستراليا، وتضم زيارات هذه الدول المشاركة بمسابقات وإحياء ليال دينية في رمضان وغيرها، وفي عام 2013 عقدت جامعة فيضان بولايه أحمد آباد بالهند مؤتمرًا وحفل كبير مليونيًا وتم اختياري لمنحي من خلالها الدكتوراه الفخرية كأفضل قارئ خدم القرآن لهذا العام، وأستقبل الكثير من الدعوات سنويا ولكن لا أقبلها جميعها، لأن لمصر لها حق على، ويجب أن أتواجد في بلدي.

 

 

هل هناك دور للكتاتيب فى خروج جيل جديد من القراء؟

الكتاتيب ما زالت متواجدة، وهناك دعم كبير لها من وزير الأوقاف وشيخ الأزهر، وفي قريتي يوجد 4 كتاتيب، وأردت أن أساهم  في تحفيز الأطفال على حفظ القرآن، كجزء من رسالتنا بخروج  جيل جديد من القراء فأنشأت مسجدا في قريتي وأطلقت مسابقة قرآنية يشارك فيها الأطفال من الكتاتيب، وكرمت الفائزين ومنهم بناتي اللاتي كانت من ضمن الفائزين.


ذكرت أنك نشأت فى منزل قرآنى فمن من أسرتك يحذو حذوك؟

أشقائي أصواتهم حسنة، وحافظون للقرآن الكريم، فمنهم من يؤذن وآخر منشد ومبتهل، فضلا عن بناتي،  فلديّ 3 بنات مريم حافظة نصف القرآن، وميار ثلث القرآن وتعشق الرنشاد ولها صوت جميل، والصغيرة ما زالت في سن الحضانة وتحفظ في جزء عم.

 

هل القراء الجدد استطاعوا تكملة مسيرة القراء القدامى؟ 
 

ما زال الخير في مصر وقرائها، ولا شك أن القراء القدامى العظام هم من نتعلم منهم، وأستحضر جملة قالها لي الشيخ شعيشع مازحًا «انتوا مش عارفين تسحبوا البساط من تحتنا» وذلك بالنسبة للإذاعة فما زال القراء القدامى هم الأساس، وما زلنا نتعلم من المدارس القديمة، والإذاعة بها لجنة موقرة تتابع القراء وجميعنا نخدم كتاب الله، وعلى القراء الجدد أن يكونوا على علم بأحكام القراءة ولا يتخذوا من منصات التواصل الاجتماعي وسيلة للشهرة دون علم فالقارئ يجب أن يكون منضبطا، فهناك شباب ينشغلون بالمقام أكثر من المعنى والخشوع، فيجب التنبيه أن القرآن له قدسيته واحترامه.