رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نضال ممدوح تكتب: كرامات الأولياء وشفاعتهم تتحقق في "سره الباتع"

مقام
مقام

في الحلقات الأولى من مسلسل “سره الباتع”، وعندما يحكي “حامد” عن شغفه وعشقه للسلطان حامد، وكيف بدأت ولماذا صار متيما ومؤمنا بكرامات السلطان. 

ويحكي لنا حامد، كيف وهو طفل صغير بعد، وكيف مس المرض والده، فجده نذر نذرا للسلطان ودعا حامد لأخذ 7 شمعات وإيقادها في ضريحه، إلا أن حامد ابتاع بنقود الشموع حلوى يحبها، وبعد قليل مات الأب.

يذهب حامد من جديد إلى السلطان ليدعو بالنجاح في الامتحانات وهو ما حدث بالفعل. وعندما ترقد أم حامد مريضة، يرتعد حامد ألا يفي بنذره هذه المرة فتموت الأم كما حدث مع الأب. وبالفعل يبر حامد بنذره ويشعل الشمعات السبع للأم التي تقوم من مرضها بصحة وعافية، ليشب حامد وقد أصبح من أولياء السلطان الذي سمي على اسمه.

قد يرى البعض أن عالم الأضرحة والأولياء مجرد خرافات ومعتقدات شعبية تتوارثها الأجيال، وقد يراها البعض الآخر حقائق جرت بالفعل وأن للأولياء كرامات تشبه المعجزات، وهي الأمور التي لم تحسم لأي من الطرفين، سواء المنكر أو المؤمن بهذه الكرامات وشفاعة الأولياء.

ولعل كل منا قد مر بحكاية ما مع عالم الأولياء وشفاعاتهم، وكنت ــ صاحبة هذه السطور ــ ممن مروا بتجربة كهذه وإن كنت وقتها صغيرة السن ولم أفهم عن الكرامات والأولياء.. ألخ إلا أنني مازلت أتذكر حادثة تخص شقيقتي الصغري.

كانت شقيقتي قد جاوزت الثالثة من عمرها إلا أنها لا تستطيع المشي، حاول والدي مع الأطباء والعلم الذي أكد علي أن شقيقتي سليمة عضويا وأن قدميها بخير تمام وليس هناك أية أسباب جسدية تمنعها عن المشي والتأخر عن خطواتها الأولى هذه ما هي إلا مجرد فروق فردية بين الأطفال، فمنهم من يتحدث كلماته الأولى قبل أن يمشي، ومنهم من يخطو خطواتها الأولي قبل أن تظهر أسنانه اللبنية ومنهم .. ومنهم .. ألخ .

ــ حكاية شقيقتي والسعفات الثلاث

مضت شقيقتي دون مشي بعدما استنفد والدي كل الطرق العلمية والطبية، هنا فكرت أمي في الأولياء وطقوس تناقلت إليها من جدتي التي بدورها تناقلتها من جدتها. وكان يوم جمعة فطلبت مني أمي أن آخذ شقيقتي وأجلسها أمام باب المسجد بعد أن ربطت قدميها بثلاث سعفات من سعف النخيل، ووضعت في “حجرها” ثلاث حبات من البلح، وأمرتني أمي بأن أطلب من أول الخارجين من صلاة الجمعة بأن يفك ربطة عقدة السعف عن قدمي أختي ويأخذ من حجرها البلح ويأكله وقد كان. لم يمض شهر إلا وكانت شقيقتي تملأ البيت بخطواتها وتمشي وكأنها لم تكن قد تأخرت كل هذا الوقت حتى ظننا أن بها مرض ما.

ــ أصل طقس الربط بسعفات النخيل الثلاث

في كتابه ــ وهو رسالة دكتوراه ــ “تحت القبة شيخ .. حكايات الأولياء”، يذكر الباحث دكتور إبراهيم عبد العليم حنفي أصل الربط بالسعف، مشيرا إلي: هو طقس تؤديه العامة في يوم الجمعة في مقام سيدي علي الروبي تبغي منه طرد الأرواح الشريرة عن الأطفال الذين تجاوزوا سن الثلاث سنوات وعجزوا عن السير فتعتقد أن الأرواح الشريرة تسيطر علي أدائهم الحركي. فتمسك كل أم بطفلها وتربطه بثلاث سعفات في أحد أعمدة المقام أثناء صلاة الجمعة ثم تضع في يديه ثلاث تمرات من البلح الرطب لعل أفئدة من المصلين بالمكان المقدس اكتسبت بركات الولي تفك السعفة الأولي وتأخذ تمرة وتأتي ثانية وثالثة تكرر ما فعلته الأولي، فيعتقد في ذلك أن عقدة الطفل سوف تنفك بفك السعفات الثلاث لاعتقادها أن سعف النخيل يظهر الأشياء المختفية والغائبة.

ويلفت “حنفي” إلي: لذا تهتم العامة بأداء هذا الطقس في مكان مقدس ليساعدها علي تحقيق رغبتها، ألا وهو القصاص الذي يوقعه الولي بالأرواح الشريرة بواسطة الخادمة.

يا فاكك المربوط، ومصحيه م الجن

صحي ابني، فكك الأسرار ياللي النعش طار بيك

احم ابني من اللي في جسمه 

همه فاض وعار

فك فك فك