رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاحتلال الإسرائيلى ينتهك حرمة «الأقصى» ويطلق النيران على المُصلين.. ومصر تندد بـ«المشاهد البغيضة»

الاحتلال الإسرائيلى
الاحتلال الإسرائيلى ينتهك حرمة «الأقصى»

نفذت شرطة الاحتلال الإسرائيلى عملية اقتحام مروعة للمسجد القبلى داخل المسجد الأقصى بالقدس، كما اعتدت على المعتكفين داخله بعنف شديد، مُحدثة فيهم إصابات بالغة، ولم يسلم من ذلك الاعتداء البشع المصلون من النساء والأطفال.

وأظهرت مقاطع فيديو لعملية الاقتحام، الهجوم المروع لجنود الاحتلال على المسجد وإطلاقهم الرصاص المطاطى وقنابل الصوت، وسط صرخات الأطفال والنساء، ومحاولات المعتكفين صدهم عن اقتحام باحات المسجد، ما تسبب فى إصابة نحو ٢٠٠ من المصلين بإصابات بعضها خطير.

وتسببت عملية الاقتحام فى إتلاف أجزاء من المسجد القبلى، وأجبرت شرطة الاحتلال المعتكفين على مغادرته بعد اعتقال عدد كبير منهم، من أجل السماح لعدد من المستوطنين بتقديم قرابين دينية داخل المكان. 

«الخارجية»: انتهاك الأماكن المقدسة يؤجج الغضب لدى الشعوب

أدانت مصر بأشد العبارات اعتداء الشرطة الإسرائيلية على المسجد، وما صاحب ذلك من اعتداءات سافرة أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين، بمن فيهم النساء، فى انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية. 

واعتبرت مصر، خلال بيان لوزارة الخارجية، أن مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطينى، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية على مستوى العالم. 

وطالبت السلطات الإسرائيلية بالوقف الفورى لتلك الاعتداءات التى تروع المصلين الذين اتخذوا من بيت الله سكنًا آمنًا فى أيام شهر رمضان المبارك، مُحملة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مسئولية هذا التصعيد الخطير الذى من شأنه أن يقوض من جهود التهدئة التى تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين.

عكرمة صبرى:  الاحتلال كسر أبواب المسجد واعتدى على النساء لتسليم المسجد للمستوطنين

قال الشيخ عكرمة صبرى، خطيب المسجد الأقصى، إن ما حدث يؤكد أن الاحتلال يتعمد تنفيذ جرائم وحشية ضد الفلسطينيين، لافتًا إلى أن الواقعة استمرار لمسلسل الاعتداءات والانتهاكات التى ينفذها خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف «صبرى»، لـ«الدستور»، أن المستوطنين يستغلون أعيادهم لمهاجمة المرابطين والمعتكفين، خاصة مع تزامن عيد الفصح اليهودى مع شهر رمضان المبارك، متابعًا: «يحاولون إدخال القرابين إلى المسجد الأقصى، لكنهم سيفشلون برغم بطشهم واعتداءاتهم حتى على النساء، وهذا الاعتداء الوحشى يتعارض مع حرية الإنسان ومع حرية العبادة والقوانين الدولية».

وأكمل: «هذه الأساليب لن تكسب الاحتلال أى حق فى الأقصى، فهو وقف خالص للمسلمين، كما أن بطشهم لن يقودهم إلى أى سيادة على المسجد»، لافتًا إلى أنه لم يكن موجودًا داخل المسجد وقت وقوع الاعتداءات، لكنه كان على تواصل مستمر مع المرابطين هناك، ومتابعة لحظية لتلك الاعتداءات الوحشية، قائلًا: «كسروا أبواب المسجد، وكذلك العيادة الصحية التابعة له».

وأشار إلى أن من حق الشباب الاعتكاف فى المسجد، ولا يحق للاحتلال التدخل فى الشئون الدينية للمسلمين، أو أن يقتحموه وبهذه الطريقة الوحشية، مؤكدًا أن هذا الاقتحام مرفوض بشكل كامل.

وقال: «قوات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت نحو ٤٠٠ شاب مقدسى دفعة واحدة، واستخدمت القوة والعنف المفرطين بحق كل من كان موجودًا داخل المسجد، وهو ما أدى إلى إفراغ الأقصى من المصلين»، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من ٢٠٠ مصاب جراء تلك الاعتداءات.

وأردف: «صلاة الفجر أقيمت بعد تلك الاعتداءات ولكن أعداد المصلين كانت قليلة للغاية، والفلسطينيون مُصرون على العودة للأقصى، وإقامة كل الصلوات به»، مكملًا: «نحن لن نتوانى عن ذلك، ولن يمتنع المقدسيون رغم ذلك البطش.. لن يستسلموا أبدًا».

وأشار إلى أن مصر والأردن احتجتا على تصرفات الاحتلال، لأنه لم يلتزم بالاتفاقات التى عقدت مؤخرًا فى الأردن وشرم الشيخ، كما أن الاحتلال يكذب على العالم ويدعى أنه يريد التهدئة على غير الحقيقة، مضيفًا: «من يريد تهدئة لا يقتحم الأقصى أو يمنع الناس من الوصول إليه، هدفهم البعيد هو السيطرة على المسجد».

وتابع: «الحكومة الإسرائيلية هى التى تحض المستوطنين على اقتحام المسجد، خاصة أنها تميل إلى العنف والتعصب والعنصرية، وأى شخص يرابط ويعترض طريق المقتحمين يتم اعتقاله وإبعاده عن الأقصى، وهى سياسة غير إنسانية أو قانونية، يتبعها الاحتلال ويقصد بها تفريغ المسجد لفتح المجال أمام المقتحمين.. ونؤكد أنه لن يكون لليهود أى حق فى الأقصى».

منظمة التحرير:  اتصالات مكثفة مع الأشقاء للتحرك عربيًا ودوليًا

أوضح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، أن القيادة الفلسطينية تجرى اتصالات مكثفة مع الأشقاء والعديد من الدول؛ لوقف عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك والمصلين.

وأضاف «الشيخ»، فى بيان، أمس، أن اقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال والاعتداء على المصلين بهذه الوحشية يتطلب التحرك العاجل فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا ووضع الجميع أمام مسئولياتهم فى حماية المقدسات والمصلين من بطش الاحتلال.

كانت قوات الاحتلال اقتحمت المصلى القبلى بالمسجد الأقصى- أمس الأول- واعتدت على المرابطين فيه بالضرب وبقنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطى؛ وهو ما أدى إلى تهشيم بعض أبوابه ونوافذه واشتعال النيران فى جزء بداخله.

كما اعتقلت القوات ما يزيد على ٤٠٠ مرابط؛ لتمهد لاقتحامات المستوطنين، صباح أمس، قبل عشية عيد «الفصح اليهودى» مساءً، والذى يستمر حتى ١٢ من الشهر الجارى. وأعلنت جماعات الهيكل عن مكافآت مغرية لمن يتمكن من ذبح قربان داخل المسجد الأقصى.

قيادى فى حركة فتح: التصعيد الإسرائيلى سيواجه برد فعل على الأرض

شدد دكتور أيمن الرقب، القيادى فى حركة فتح الفلسطينية، على أن الاحتلال ينغص على المسلمين صلواتهم فى رمضان، ويمنعهم من الاعتكاف لإتاحة الفرصة أمام المستوطنين بالاقتحام، وما حدث بالاقتحام الأخير يشعل النيران فى المنطقة، خاصة أن هناك اتفاقيات جرى التوصل إليها فى العقبة وشرم الشيخ بأن يلتزم الاحتلال بالتهدئة، ولكنه هو من صعد. وأضاف «الرقب»، لـ«الدستور»: «الهدف هو إقامة صلوات عيد الفصح اليهودى داخل باحات المسجد، خاصة أن إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومى الإسرائيلى، وعد بذلك، وهى جريمة تضاف لجرائم الاحتلال ضد شعبنا، واستمرار التصعيد من قبل الاحتلال، وبالتأكيد سيقابل برد فعل فلسطينى سواء على الأرض أو إطلاق صواريخ من غزة».

وتابع: «لدينا حكومة احتلال تصعد ضد الشعب الفلسطينى، وبيان كل من وزارة الخارجية المصرية ونظيرتها الأردنية أدان اعتداءات الاحتلال، وحمله المسئولية كاملة عن التصعيد، إذ إن إسرائيل هى التى بدأت بالاقتحام والاعتداء على المصلين، ورأينا كيف دنست القوات الباحات والمسجد».

شاهد عيان:  منعونا من إكمال الصلاة.. وقطعوا الكهرباء واعتقلوا الناس وضربوهم

أشار فخرى أبودياب، فلسطينى من سكان القدس، شاهد عيان، إلى أن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلى المسجد الأقصى كان مبيتًا، إذ كان الاحتلال يريد تفريغ المسجد، خاصة فى ظل تزامن رمضان مع عيد الفصح اليهودى.

وأوضح «فخرى»: «قوات الاحتلال اقتحمت المسجد بأعداد كبيرة، وعندما اقتربوا من المسجد القبلى جرى قطع الكهرباء ثم بدأوا تنفيذ العملية، وكان أغلب القوات يستخدم مناظير رؤية ليلية، وبعدها جرت إعادة جزء من الإضاءة للمسجد».

وأكد: «هناك مجموعات ومنظمات تريد فرض واقع مغاير وتقديم قرابين فى أعيادها، بزعم أن المسجد مكان مخصص لليهود، ومنذ بداية شهر رمضان تقتحم قوات الاحتلال المسجد- بشكل يومى- بعد صلاة التراويح وتخرج المعتكفين من المسجد».

وتابع: «الكثير من جماعات الهيكل كان يريد ذبح قرابين داخل المسجد بالقرب من مصلى قبة الصخر، بسبب أعيادهم، ولذلك تواجد آلاف الفلسطينيين بعد صلاة العشاء والتراويح، وبعد عدة ساعات، اقتحمت قوات كبيرة جدًا ساحات المسجد والمسجد القبلى، حيث يكون الاعتكاف داخله ودمروه، حتى العيادة الطبية جرى تحطيمها وخربوا مرافقها».

وأشار إلى أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطى، وقمعت ونكلت بكل من تواجد، حتى النساء والأطفال، واعتقلوا الكثيرين».

وأضاف: «قبل أذان الفجر قرر من تبقوا داخل المسجد تنظيف المكان من الدمار الذى لحق به، وتهيئته لإقامة صلاة الفجر، وبعد انتهاء الصلاة اقتحمت القوات المسجد مرة أخرى وبدأت بطرد من تبقى، وبإخراجنا جميعًا خارج المسجد عبر بوابة باب الأسباط من أجل أن تبدأ جماعات الهيكل اليهودية اقتحام الباحات، وهو ما حدث، ويعد اعتداءً سافرًا واستفزازًا لمشاعر الفلسطينيين وانتهاكًا لحركة المسجد الأقصى واعتداءً على رمز من رموز العقيدة الإسلامية».

وأوضح: «رأيت القوات الإسرائيلية تعتدى على من كان يصلى ويمنعونه من تكملة الصلاة.. هناك نية لتفريغ المسجد والبدء فى خطوات التقسيم الزمانى فى الفترة الحالية، وهى بداية بشكل عنيف للغاية»، مشيرًا إلى أن الاحتلال يرد تهيئة التقسيم ويستعد لاستنساخ ما قام فيه بالمسجد الإبراهيمى بالخليل. وقال: «بالنسبة لنا كمقدسيين، نحن نعيش رغم تضييق الخناق وتنغيص الحياة علينا من قبل قوات الاحتلال، لدفعنا إلى الرحيل وهجرة المدينة لإحلال المستوطنين، ويعملون على إفقادنا الأمان، وهدم المنازل وغيرها من الإجراءات القمعية، ونحن ندافع عن هوية المدينة رغم أن لدينا إمكانية أن نخرج منها، إلا أننا لن نترك القدس لأننا نعى سياسة التطهير العرقى التى يتبعها الاحتلال».

«لجنة شئون الكنائس»: أوقفوا العدوان الهمجى على دور العبادة

أدانت اللجنة الرئاسية العليا لشئون الكنائس فى فلسطين، أمس، العدوان الوحشى الذى قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد المسجد الأقصى المبارك، وضد المعتكفين داخله، وما رافقه من اعتداء وضرب وإطلاق للرصاص وقنابل الصوت وقنابل الغاز السام، ما أدى إلى إصابة واعتقال العشرات منهم، وسط مشهد من الترهيب والقمع والتنكيل الخارج عن كل القيم الإنسانية.

ودعت اللجنة، فى بيان، أصدره رئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزى خورى، كل الأطراف المسئولة عن حفظ الأمن والسلم فى العالم لوقف هذا الجنون الأعمى ومحاسبة المعتدى، ولجم العدوان الهمجى على أماكن العبادة، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا ومقدساته، وفى مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وكنيسة القيامة، وحق المصلين بممارسة عبادتهم بحرية واطمئنان وسلام.

وحيّت اللجنة «استبسال أهلنا فى الدفاع عن المسجد الأقصى، خاصة المعتكفين والمرابطين فيه، وأهلنا فى البلدة القديمة وأحيائها، وكل الذين يقفون سدًا منيعًا فى وجه أطماع المتطرفين الفاشيين الذين يريدون تنفيذ مخططاتهم فى المسجد الأقصى»، مؤكدة أن الشعب الفلسطينى لن يقف مكتوف الأيدى فى الدفاع عن مقدساته المسيحية والإسلامية.

«شئون القدس»: تل أبيب تصدّر أزمتها الداخلية

قالت وزارة شئون القدس الفلسطينية إن العدوان الهمجى والبربرى من قبل شرطة الاحتلال على المسجد الأقصى والمصلين فيه، هو وصفة لحرب دينية لا تخفى الحكومة الإسرائيلية سعيها لإشعالها، موضحة أن الاقتحام العدوانى الذى تم فجر أمس هو تنفيذ لمخطط مبيّت من قبل الحكومة الإسرائيلية، ووزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير.

وأوضحت الوزارة الفلسطينية، فى بيان، أمس، أن الاعتداء بالضرب المبرح على المصلين من رجال وكبار سن وأطفال ونساء فى إحدى ليالى شهر رمضان المبارك وفى المسجد الأقصى، هو استهتار فظ بمشاعر المسلمين حول العالم.

وتابعت: «الاعتداء الإجرامى على النساء وكبار السن والرجال والأطفال، هو محاولة لإشعال المنطقة برمتها، ومحاولة لتصدير الأزمة الداخلية الإسرائيلية إلى فلسطين».

مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية: «الأقصى» سيظل عصيًا على السيطرة

أكد السفير محمد مصطفى عرفى، مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية رئيس الدورة غير العادية لمجلس الجامعة، على مستوى المندوبين الدائمين، أن المسجد الأقصى سيظل عصيًا على السيطرة من سلطات الاحتلال، ومحاولاتها التقسيم الزمانى والمكانى له، فهو كان ولايزال وسيظل مكانًا حصريًا لعبادة المسلمين وحدهم ولا يحق لغيرهم مشاركتهم به.

وقال السفير عرفى، فى كلمته أمام مجلس الجامعة العربية الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين بحضور السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد، إن «اجتماعنا يعقد اليوم، فى دورته غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين كاستجابة سريعة ولازمة ردًا على الانتهاكات الخطيرة التى يتعرض لها القدس الشريف ولا يزال- على أيدى قوات الاحتلال الإسرائيلى».

وأضاف: «لقد انتهكت إسرائيل بشكل سافر وممنهج وخطير للغاية، مساء أمس حرمة المسجد الأقصى المبارك، فى تحدٍ سافر لمشاعر المسلمين فى جميع أنحاء العالم، والبالغ عددهم زهاء مليارى نسمة، أى ربع قوام البشرية كلها».

وأكد أنه لا شك أن ما حدث أيضًا يثير مشاعر غير المسلمين من أصحاب الديانات الأخرى، ومن ذوى الضمائر الحية، فلم تكن فلسطين قضية العرب المركزية فحسب، بل هى قضية الضمير الإنسانى برمته قضية الحق والعدل فى مواجهة الضيم والظلم.