رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير المركز الفرنسى للدراسات الاستراتيجية: الإخوان تعيش حالة من الخوف والارتباك

عقيلة دبيشي
عقيلة دبيشي

يبدو أن الخناق بدأ يضيق في جماعة الإخوان حول العالم، لا سيما مع إدراج كل من جزر القمر وباراجواي الجماعة في نطاق الجماعات الإرهابية والجماعات المحظورة.

دبيشي: إدراج باراجواي الإخوان على قوائم الإرهاب يضيق الخناق على الجماعة

وقالت الدكتورة عقيلة دبيشي، المحللة السياسية ومدير المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية، لـ"الدستور": إن قرار دولة باراجواي الشهر الماضي بإدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب من أهم القرارات التي اتخذت على مستوى السياسات الأمنية في باراجواي، فهذا من المؤكد أن هذا يضيق الخناق على الجماعة وعلى علاقاتهم ويمثل ضربة جديدة موجعة للجماعة الإرهابية.

وأكدت دبيشي أن حظر بارجواي قد يبدو إشارة قوية إلى أن البلاد تتجه لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وتمويله وحسب البيان الرسمي يتماشى مع توجيهات المنظمات الإقليمية والدولية، والاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة على وجه الخصوص، وكذلك الشركاء الذين ينشطون في الدولة التي تواجه الإرهاب والتطرف.

وأوضحت دبيشي أن هذه القرارات سوف تنعكس على مصادر تمويل الجماعة لأن هناك جزءًا كبيرًا من أموال الجماعة الإرهابية وتنظيمها الدولي في قارة أمريكا الجنوبية، مما يحد من قوتها وتأثيرها، كما أنه سوف يكشفها أمام العالم الإسلامي الذي تعول تلك الجماعات على خداعه وخداعها للجماهير بأنها تمثل الدين الإسلامي وهو ما يعنى تراجع حجم التأييد لها حتى بين الأقليات المسلمة في الدول البعيدة عن الشرق فالقرار هذه المرة من دولة في قارة بعيدة "أمريكا الجنوبية" مشيرة إلى أن هذه الجماعة مفتقدة كل شيء، الدين والوطن، فهى لا تؤمن بالوطن وتتاجر بالدين.

الجماعة تشعر بالارتباك والخوف 

وأوضحت أن قرارات حظر الجماعة في العديد من دول العالم تجعل الجماعة تشعر بالارتباك والخوف من الحظر والملاحقة، فهذا يهدد مشاريعها ويؤثر على مداخيلها وتمويلها، خاصة أنها اعتمدت على عدة دول كملاذ آمن لأنشطتها واستثماراتها كان كلها داخل أوروبا، فضلا عن كون الحظر الأوروبي يأتي تباعا مع تضييق على أنشطة الجماعة في تركيا، ما قد تسبب في شل حركة التنظيم وعدم تمكنه من ممارسة أي نشاط داخل أوربا، وقد كانت جماعة الإخوان خططت منذ عقود للسيطرة على عدة مفاصل في أوروبا وبين الجاليات العربية والمسلمة، وذلك عبر مراكز دينية وأخرى تعليمية لنشر التطرف بين المسلمين والعرب.

وأشارت إلى أن هناك روابط مشتركة بين الإخوان والتنظميات الإرهابية مثل داعش وبوكو حرام، حيث تتشابه معظم هذه الجماعات بالبعد الأيديولوجي، وكل الجماعات والتيارات التي تمارس الإرهاب وثقافة العنف كما تقترب كلها من نفس منهج العمل، هي تستهدف الشباب المحبط نتيجة الأوضاع السيئة من الناحية الاقتصادية والسياسية، وتشترك في أنها جماعات تتاجر بالأوطان والدين، وهي مفتقدة كل شيء كمان أن هذه الجماعات لديها نمط تفكير وعمل متشابه في مجالات التمويل من أعمال القرصنة وتهريب الأسلحة والاتجار بجميع أنواعها والأعمال غير المشروعة.

وأضافت: "بعد إقرار الاتحاد الأوروبي قانون مكافحة الإرهاب والتطرف بآليات جديدة؛ عززت عدة دول أوروبية إجراءات مكافحة الإرهاب والتطرف على أراضيها، وكانت منذ سنوات قد حظرت نشاطات وشعارات عدة منظمات إرهابية بينها جماعة الإخوان والذئاب الرمادية التركية وجماعة أنصار الدودية وغيرها وعلى الأغلب أن أي تنظيم مرتبط بتلك الجماعات سوف يواجه نفس المصير في كل الدول الأوروبية، بعد أن تيقظ العالم لمدى خطورة الدور الذي يلعبه التنظيم في نشر التطرف والإرهاب".

مصر نجحت في مكافحة الإرهاب والإخوان

وأكدت أن مصر لعبت دورا مهما في مكافحة الارهاب ومواجهة أنشطة الإخوان وهذا نجاح لمنهج ورؤية مصر اتجاه الإرهاب واستراتيجية حظرها ومحاربتها طوال السنوات الماضية، والذي بفضل تلك الاستراتيجية تنبه العالم الى خطورة جماعة الإخوان، وقرارات حظر الجماعة التي تتوالى حتى لو بأوقات زمنية متابعة إلا أنها تؤكد أن دول العالم المختلفة باتت تتفق مع الرؤية المصرية لتلك الجماعة وخطورتها على الأمن والسلم الدوليين وأيضًا على أمن وسلامة واستقرار الدول ومنها دولة باراجواي.

كما لعبت مصر دورًا مهمًا في محاربة جماعة الإخوان، لا سيما بعد فترة قصيرة من السلطة السياسية للجماعة في البلاد في أعقاب الربيع العربي.