رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير: 40% من سكان العالم يعيشون فى مناطق نادرة المياه

علي إسماعيل
علي إسماعيل

قال الدكتور علي إسماعيل، أستاذ الأراضي والمياه بمركز البحوث الزراعية وخبير المياه، إنه سيتطلب توفير الغذاء لعشرة مليارات نسمة بحلول عام 2050 زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة 60%، وزيادة استهلاك المياه بنسبة 15%. وإلى جانب هذا الطلب المتزايد، فإن الموارد نادرة بالفعل في أجزاء كثيرة من العالم؛ إذ تشير التقديرات إلى أن 40٪ من سكان العالم يعيشون في مناطق نادرة المياه، وأن حوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي معرض لهذا التحدي. 

وأضاف أنه بحلول عام 2025 سيعيش حوالي 1.8 مليار شخص في مناطق أو بلدان تعاني ندرة مطلقة في المياه. وأن الأمن المائي يمثل تحديًا رئيسيًا، وإن لم يكن متناميا أمام كثير من البلدان في الوقت الراهن، وتعتبر المياه مدخلا حاسما للإنتاج الزراعي، وتلعب دورا هاما في الأمن الغذائي. 

وأوضح إسماعيل أنه تمثل الزراعة المروية في العالم 20% من إجمالي الأراضي المنزرعة طبقا لتقارير البنك الدولي ومنظمة الغذاء العالمية "الفاو" وتساهم بنسبة 40% من إجمالي الغذاء المنتج في جميع أنحاء العالم، بينما يأتي أكثر من 50% من الغذاء من الزراعات المطرية والباقي من المياه الجوفية والمعالجة، مما يعني أن ملياري شخص في جميع أنحاء العالم يعتمدون على المياه الجوفية اعتمادا كليا. 

وأوضح إسماعيل أنه تعد الزراعة المروية في المتوسط ضعف إنتاجية وحدة الأرض على الأقل مقارنة بالزراعة  المطرية والبعلية، وبما يدعم الإنتاج الزراعي المكثف مع نظم الري الحديثة واستخدام التكنولوجيا والأسمدة في ظل التقدم العلمي والزراعة الذكية، مما يسمح بمزيد من تكثيف الإنتاج وتنويع المحاصيل. فمن الأهمية  النظر إلى تعزيز الأمن المائي العالمي على خلفية تزايد الطلب وندرة المياه وتزايد عدم اليقين وزيادة الظواهر الجوية الشديدة العنف نتيجة التغيرات المناخية وعلى ذلك ستحتاج البلدان إلى الاستثمار في تعزيز المؤسسات وإدارة المعلومات وتطوير البنية التحتية لتطوير وتحديث منظومة ادارة المياه واستغلالها بالصورة المثلي والاقتصادية. 

وأوضح أنه تكمن الحاجة إلى أدوات مؤسسية كالأطر القانونية والتنظيمية والحوافز الإيجابية والسلبية لتحسين تخصيص الموارد المائية وتنظيمها والحفاظ عليها. ومن الضروري إنشاء نظم للمعلومات من أجل رصد الموارد وتوزيعها وإدارتها، واتخاذ القرارات في ظل عدم اليقين وتحليل الأنظمة وإنشاء أنظمة الرصد والإنذار المبكر الخاص بالأرصاد الجوية الهيدرولوجية. مما ينبغي معه دراسة ضخ استثمارات في التكنولوجيات المبتكرة لتعزيز الإنتاجية والحفاظ على الموارد وحمايتها وإعادة تدوير مياه العواصف ومياه الصرف وتطوير مصادر المياه غير التقليدية، بالإضافة إلى البحث عن فرص لتعزيز تخزين المياه وإعادة الاستخدام وقت الحاجة مثل إعادة شحن الخزنات الجوفية، بما في ذلك إعادة تغذية مكامن المياه الجوفية وتحسين نوعية مياها، وإن ضمان النشر السريع والتكيّف الملائم وتطبيق مثل هذه التطورات سيكون أساسا لتعزيز الأمن المائي العالمي.