رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معرض القاهرة الدولى للكتاب.. التحليق بجناحى إيزيس وعين حورس

سعدت بمشاركتى فى العديد من الفعاليات بمعرض القاهرة الدولى فى دورته الـ٥٤، فقد كان لى شرف اختيارى مع الصديقين العزيزين: أحمد أبوخنيجر وطارق الطاهر، لتحكيم جائزة أحسن كتاب فرع القصة القصيرة، وقد تقدمت للمسابقة ٥١ مجموعة قصصية، وقد اتفقنا قبل بداية التقييم على وضع عدة معايير لتقييم الأعمال القصصية المشاركة، منها تميز المستوى الأدبى، وأن تنتمى حقيقة إلى أدب القصة القصيرة، مع تثمين روح التجديد والتفرد.

وقد رصدنا عدة ملاحظات منها: وجود بعض من المجموعات التى لم تحقق المعايير الدنيا للكتابة القصصية، حيث شاب بعض المجموعات خلط بين القصة القصيرة وبعض الأشكال السردية مثل: المقال، الخواطر، المسرح.. ورغم ذلك اتسمت غالبية المجموعات بمستوى أدبى جيد.

وكان من اللافت للانتباه عن الأعمال التى اتسمت بمستوى أدبى جيد، هو أعمال صادرة عن المؤسسات القومية للنشر مثل الهيئة العامة للكتاب، والمجلس الأعلى للثقافة، وأعتقد أن هذا يعود لتولى كتاب معتبرين مسئولية اختيار هذه الإصدارات، مما يجعلنى أوجه التحية والتقدير لمديرى هذه السلاسل، مثل الكتاب الأول، وإبداعات قصصية وغيرهما، وأثمن دور الدولة فى دعم نشر فن القصة القصيرة. 

وقد اتفقنا بعد عدة مداولات على فوز مجموعة أوراق الغريب للكاتب محمود عياد، الصادرة عن سلسلة إبداعات قصصية الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. 

وقد تميزت هذه المجموعة بتنوع أساليب السرد داخل قصصها، والتجديد والتجريب فى المتن السردى، مع الالتزام بروح الأدب القصصى، ودقة اللغة واقتصادها فى التعبير مع غناها فى الدلالة والمعنى، وتجلى إلهامات والتماعات الخيال، مع براءة وطزاجة الطرح لموضوعات وأفكار قصص المجموعة.

وقد أتاحت لى تجربة تحكيم جائزة القصة القصيرة، التمعن فى قراءة عدد كبير جدًا من القصص، والاستمتاع بعدد كبير منها، التى سيكون من أولويات اهتمامى نشر المتميز منها فى صفحة مرايا الإبداع هنا فى جريدة «الدستور»، كى يتم التعريف بكتّابها والاحتفاء بكل ما هو جيد وجديد فى مجال كتابة القصة القصيرة. 

وقد شاركت فى حفل توزيع الجوائز الذى أقيم فى القاعة الرئيسية بالمعرض، ولدىّ اقتراح للمنظمين للمعرض ولوزارة الثقافة، أن يقام حفل توزيع الجوائز فى السنوات التالية فى مكان أكثر اتساعًا وتنظيمًا، مثل دار الأوبرا المصرية فى مسرحيها الكبير أو الصغير، أو فى الأوبرا الجديدة فى مدينة الثقافة والفنون فى العاصمة الجديدة التى من المقرر افتتاحها العام الحالى. وأن يتم توجيه الدعوة للمثقفين المصريين والعرب والأجانب المشاركين فى المعرض لحضور الحفل، وأن يلى توزيع الجوائز حفل فنى لأوركسترا القاهرة السيمفونى، أو فرقة باليه أوبرا القاهرة، أو فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية، أو الفرقة القومية للفنون الشعبية، بحيث يكون الحفل وتغطيته الإعلامية نقطة جذب لدعم أهمية ومكانة معرض القاهرة الدولى للكتاب وجائزته السنوية، التى هى الجائزة القومية الثانية بعد جوائز الدولة. 

إن معرض القاهرة الدولى للكتاب قد رسخ مكانته التاريخية عبر سنوات من الاستمرار والدأب منذ بدأت فعالياته الأولى عام ١٩٦٩، واستطاع التغلب على كل المعوقات والظروف القاسية، وأثبت فى موقعه الجديد فى مركز مصر للمعارض الدولية، قدرته على جذب متابعيه ورواده أينما كان، وارتقى مستوى التنظيم والإدارة فى دور العرض للناشرين الذين زادوا على الألف ناشر مصرى وعربى وأجنبى، وفى الفعاليات الثقافية التى زادت على الخمسمائة فعالية فى الفكر والرواية والقصة والشعر والفن، إلى الدرجة التى تجعلنا نفخر بهذا الحدث الثقافى الكبير، ونطمح فى أن يحقق المعرض مزيدًا من النجاحات، وأن يحلق منظموه فى آفاق أرحب من التجديد والابتكار والإبهار، وليكن دليلهما جناحا إيزيس وعين حورس بما يعكس قدرة مصر شعبًا وقيادة على أن تكون دومًا سيدة الزمان.