رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يبدأ 6 فبراير المقبل.. تاريخ صوم يونان في الكنيسة الأرثوذكسية

الكنيسة الأرثوذكسية
الكنيسة الأرثوذكسية

 تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في فبراير 2023 لبدء صوم يونان، إذ تبدأ الكنيسة الصوم صباح الاثنين 6 فبراير المقبل، ويستمر لمدة ثلاث أيام لينتهي بفصح يونان، والذي يحل في الخميس 9 فبراير 2023.

وتقيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في صوم يونان أو ما يعرف بصوم نينوي لعام 2023، القداسات اليومية، وتقيم أكثر من قداس على مدار اليوم لمشاركة أكبر قدر من الشعب القبطي.

- تاريخ صوم نينوي

وقال القمص باسيليوس صبحي، كاهن كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، في مقال له عن «تاريخ صوم نينوي»، أنه ورد في مقدمة قطمارس الصوم الكبير أن هذا الصوم دخل للكنيسة القبطية في عهد البابا ابرام بن زرعة السرياني (976-979م) الـ62 من بابوات الكرازة المرقسية، وذلك بعد أن أتم الله في عهده معجزة نقل الجبل المقطم سنة 978 تقريبًا، لافتًا إلى أنه ذكر العلامة جرجس ابن العميد الملقب بابن المكين (1273) في كتابه مختصر البيان في تحقيق الإيمان الشهير باسم الحاوي أن البابا ابرآم "أراد بذلك اتفاق كنيسة القبط مع كنيسة السريان في هذا الصوم لائتلاف المحبة، كما يوجد بينهما الائتلاف في الأمانة الأرثوذكسية".

 كما أوضح ابن المكين السبب الذي من أجله وُضِع هذا الصوم في فترة ما بعد عيد الغطاس المجيد وفي غضون أيام رفاع الصوم الكبير، تنبيهًا للنفس بالتوبة وضبط الشهوات تمهيدًا لاستقبال الصوم الأربعيني.

- أصله في كنيسة المشرق السريانية

وتابع كاهن كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، من المعروف أن هذا الصوم قديم جدًا في كنيسة المشرق السريانية التي كان ينتمى لها هذا البابا القديس، إلا أن الآراء تباينت في أصله وتاريخه، وفيما سوف نستعرض ملخص لهذا التاريخ. ففي بادئ الأمر كان ستة أيام تُفرَض على المؤمنين في وقت الشدة، ويُستدلّ على ذلك من ميامر القديس مار آفرام السرياني (+373م)، حيث ورد عنوان الميامر ما ترجمته عن السريانية: "مقالات مار آفرام في الطلبات التي تقام في زمن الغضب"، ولكن هذا الصوم أُهمِل عبر الأجيال.

واستطرد في القرن السادس الميلادي أصبح ثلاثة أيام فقط تُصام سنويًا، وذلك بعد أن أصاب الناس في بلاد فارس والعراق وخاصة منطقة نينوى مرض الطاعون، وعلامته ظهور ثلاث نقط سوداء في كفّ الإنسان حالما ينظر إليها يموت فخلت مدن وقرى كثيرة من الناس، حتى اضطر الملك كسرى أنوشروان أن يستأجر رجالاً لدفن الموتى من كثرتهم، فقرّر رعاة الكنائس المشرقية في تلك البلدان أن يصوم المؤمنون لمدة ثلاثة أيام ونادوا باعتكاف، وتوبة قوية نسجًا على منوال أهل نينوى وسُمِّي "صوم نينوى" لأن المؤمنين الذين صاموه أولاً كانوا يقطنون في أطراف نينوى

وأشار القمص باسيليوس صبحي، إلى أنه بينما يذكر المطران مار ديونيسيوس ابن الصليبي في كتابه المجادلات أن واضع صوم نينوى هو مار ماروثا مفريان تكريت  وهو الذي فرضه على كنيسة المشرق في منطقة نينوى أولاً، ولكن مؤرِّخو الكنيسة الشرقية يذكرون أن سبب هذا الصوم شدّة طرأت على الكنيسة في الحيرة فصام أهلها ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ مواصلين الصلاة إتمامًا لوصية أسقفهم يوحنا أزرق فنجاهم الله من تلك التجربة، وهذا ما أكّده المفريان مار غريغوريوس أبو الفرج ابن العبري (+1286م) في كتابه "الكنيسة الشرقية".

- مدته في الكنائس الأرثوذكسية

 واختتم أن المصادر القبطية القديمة تذكره دائمًا باسم "صوم نينوى"، ولم يُعرَف باسم "صوم يونان" إلاّ حديثاً، ومدته في الكنيسة القبطية الارثوذكسية ثلاثة أيام فقط بينما دخل هذا الصوم في الكنيسة الأرمنية عن طريق الكنيسة السريانية أيضًا، ولكن يُعرَف عندهم باسم "صوم مسروب"، ومدته عندهم ستة أيام بينما لم يُعرَف أبدًا في الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية.