بعد زيادة الإصابات بكورونا في الصين.. ما علاقته بالفيروس المخلوي في مصر؟

لا تزال الإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي الشائع الذي يصيب الأطفال بصورة خاصة حديث يثيره المجتمع خاصة في الوقت الذي تزداد فيه أعداد الإصابة بفيروس كورونا في دولة الصين، في الوقت الذي يتساءل كثيرون حول هل من الوارد أن تعود سياسة الإغلاق بها مرة أخرى؟.

أكدت دراسة هولندية حديثة أن التباعد الاجتماعي والإغلاق بسبب فيروس"كورونا" قد أضعفا مناعة الأطفال، وهو ما تسببا في إصابتهما بالفيروس المخلوي التنفسي.

كما أوضحت الدراسة، أن هناك زيادة في عدوى الفيروس المخلوي التنفسي في الشتاء خصوصًا بين الأطفال، وحسب موقع medRxiv، أكدت أن الطفرات السنوية في العدوى من الفيروس المخلوي التنفسي متوقع انتشارها بين الأطفال الصغار، حتى نهاية موسم البرد والأنفلونزا وبداية فصل الربيع.

وعن رأيها قالت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري المناعة ورئيس  قسم البكتيريا جامعة عين شمس في حديثها لـ"الدستور" إنه من الوارد أن تكون هذه الدراسة صحيحة ولكن هذا أمر غير مؤكد.

ولفتت إلى أنه بالفعل هناك من الأطفال الذين يتعرضون للإصابة بفيروس كورونا، وبعدها يصبحون أقل مناعة عما كانوا قبل الإصابة مما يزيد فرص إصابتهم بالعديد من الفيروسات ومن ضمنها فيروس الالتهاب المخلوي، بينما أوضحت أن هناك أفراد آخرون لا يحدث معهم هذا الأمر.

وأكدت أنه في كل الأحوال على أولياء الأمور وخاصة الأمهات الحرص على وقاية أبنائهم خاصة في حال كانوا قد أصيبوا من قبل بفيروس كورونا، مشيرة إلى أنه يجب إجراء التحاليل الدورية بعد الإصابة لفترة لا تقل عن عام كامل لكي يتم الكشف عن عما إذا كان قد وقعت مضاعفات أم لا.

وأضافت أنه يجب في الوقت نفسه اتباع الإجراءات الاحترازية لمواجهة كل من فيروس كورونا وفيروس الالتهاب المخلوي، كما ذكرت أن فيروس الالتهاب المخلوي ليس بالفيروس الجديد.

طبيب صدر: يمكن أن يصيب الفيروس المخلوي المتعافي حديثًا من كورونا

كما أكد الدكتور طه عبد الحميد عوض أستاذ أمراض الصدر جامعة الأزهر، أن كلا من فيروس كورونا والالتهاب المخلوي يتشابهان فقط في الأعراض ما عدا آلام الصدر فإن التهاب التنفسي المخلوي لا يصيب الشخص بآلام الصدر ولكنه يصيب بآلام في الجسد بأكمله.

وتابع "عوض" في حديثه مع "الدستور" أن كل منهما يصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي مسببًا صداع ونهجان ورشح وسعال، أما عن الخطورة أوضح أن كلًا منهما قد يكون أخطر من الآخر، لافتًا إلى أنه لا يوجد لهما علاجًا ولكن  العلاج هو علاجًا لأعراضهما فقط.

أما عن زيادة فرص الإصابة بالفيروس المخلوي لمن أصيبوا بفيروس كورونا نتيجة نقص المناعة الذي تسبب لهم فيه، قال إنه بعد التعافي من الإصابة بفيروس كورونا بحوالي شهر يستطيع المريض أن يستعيد مناعته وتعود طبيعية مرة أخرى ويمكنه بالتالي مقاومة الأمراض والفيروسات، مشيرًا إلى أن قبل فوات هذه المدة فمن الممكن أن يصاب الشخص بالالتهاب المخلوي عقب إصابته بكورونا بالفعل.

تحول في الفيروس المخلوي

ونقلًا عن موقع medRxiv عن دانيال وينبرجر، الأستاذ المساعد في كلية ييل للصحة العامة: "لقد شهدنا تحولًا فى العمر فى وباء الفيروس المخلوي التنفسي مؤخرًا، فالأطفال الذين أصيبوا هذا العام والعام الماضى هم في المتوسط ​​أكبر سنًا بقليل من الأطفال الذين كانوا أصيبوا عام 2020، ولم تظهر إحصائيات دقيقة وقتها لانشغال العالم بكورونا، ولم نشهد وفيات لأن الأطفال الأكبر سنًا أقل عرضة لنتائج شديدة للغاية من الفيروس المخلوي التنفسي". 

وفي الوقت نفسه، تشير الدراسة إلى أن الفيروس المخلوي التنفسي وكورونا من الفيروسات التنفسية، ولذلك فإن بعض أعراضهما يمكن أن تتشابه، وبالنسبة للأطفال يسبب عادة أعراض طفيفة مثل الحمى وسيلان الأنف والسعال، وبالنسبة للبالغين المصابين فإن الأعراض قد تكون أشد، وقد تتضمن صعوبة في التنفس.

وفي تصريحات رسمية أوضح الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لكورونا بوزارة الصحة والسكان، أن أعراض الإصابة بالأمراض التنفسية عند الأطفال عدة مثل فيروس المخلوى، حيث تمثلت فى (صعوبة فى التنفس، حمى، رشح، قيء، احتقان بالحلق)، مشددًا على أنه يجب زيارة الطبيب المختص عند ظهور أى من تلك الأعراض على الطفل لتلقى الرعاية والعلاج المناسبين.

وأشار إلى امتلاك الوزارة منظومة ترصد وبائية قوية للأمراض المعدية، فى 27 منشأة، موضحًا أنه منذ عام 2020 تم رصد عدد من الحالات البسيطة التى تم تشخيصها ثم اختفى المرض، وفى أكتوبر ونوفمبر 2022 بدأ رصد الهجمة الموسمية لهذا الفيروس، مشيرًا إلى أن الأعراض المرضية للفيروس بسيطة إلى متوسطة لكن نسب انتشاره عالية.

وكان قد قال مسؤولون صينيون، إن نحو 90 في المائة من مواطني مقاطعة خنان، ثالث أكبر مقاطعة في الصين تعدادا للسكان، أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا.

وكشف المسؤول الإقليمي، كان كوان تشينغ، خلال مؤتمر صحفي، أن عدد الإصابات وصل إلى نحو 88.5 مليون شخص.

وتواجه الصين زيادة غير مسبوقة في عدد الإصابات بعد تخليها عن سياسات مكافحة انتشار كوفيد في ديسمبر.