رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل لن تصل لعمر خورشيد.. معرض الكتاب (17)

عزيزي عمر خورشيد
افتقدتك كثيرًا وافتقدت البوح لك
لاحظت في الآونة الأخيرة أنني أبثك همومي. لكنك تدرك أن المصاب أليم وأن ما يحدث يكون رغمًا عني!.
أدرك أنها "سنة الحياة" وأن ما حدث كان مقدرًا، لذا لا نقول إلا ما يرضي الله.
لا أخفي عليك لم يكن أكبر همي في الفترة الماضية فراق أمي فقط.
قدر الرفض وعدم الاستيعاب.. وتقبل أمر عدم وجودها!
أخبر المقربين أن ما حدث لا يعدو كونه كابوس بشع وأنها موجودة لم تمت.
يخيروني أنها ماتت وأن علي أن أتماسك وأن أبدا من جديد رغم الفراغ الكبير الذي تركته في حياتنا.
فقد كانت أما بحق
تشاركنا أدق تفاصيل يومنا لاسيما أنا كوني وحيدتها.
عزيزي عمر خورشيد
لم أشعر بالوحدة قط طوال عمري ربما لأني محاطة بقلوب تحبني على رأسهم أمي وأسرتي بكل أفرادها لا سيما ابنة أخي ذات الست سنوات، تلك التي تعتبرني أختا لها!
تسعد لرؤياي، تبتهج وتشرق ملامحها وتركض لتحتضني.
تخبر الجميع بفخر أنني أختها..!
تحضر أصدقاءها لنتعارف وتخبرهم أني أختها لأؤكد لهم ذلك.
ربما رؤيتها واحتضانها هذه الأيام يداوي قلبي الموجوع..!
كنت أمازحها أثناء وجود أمي وأتساءل بتعجب: أمازال هناك من يحب عمته؟ 
لتضحك أمي فيشرق الكون لتبسمها!!
عزيزي عمر خورشيد
لم تتخل عني صديقة الممر خلال محنتي، تلاحقني بالسؤال والمقابلات، تغرقني في أحاديث ومواضيع شتى، أعلم أنها تقصد الهائي وتشتيت انتباهي، تأخذني بعيدًا عن دائرة الحزن.. وأظنها نجحت في ذلك لحد كبير..
كذلك صديقي الفيلسوف، يفعل كل ما في استطاعته، لإخراجي من تلك الدوامة.
أتعافى بهم وبفضل الله وحوله وقوته.
لم أكن أتصور أن فقدان أمي سيكون له هذا الأثر الكبير في نفوسنا جميعًا.
هكذا هن الأمهات تأثيرهن يدم حتى لو رحلن منذ عشرات السنوات..
يقول أحد الأصدقاء ممن فقد أمه وهو طفل- منذ فقدها وأنا أشعر بالبرد-
ومازال حتى وقتنا هذا أترقب وجودها- عندما أعود لمنزلنا- أراها تنتظرني دومًا!
رحم الله كل من فارقونا وجمعنا بهم وغفر لهم. وكتب الله السعادة لكل من يتابعنا ويقرأ حروفنا ويشعر بألمنا. 
عزيزي عمر خورشيد
أسعدني أمر خاص حدث معي دون ترتيب مسبق.
أبحث منذ عام وأكثر عن أنينة عطر خاصة. 
ابتعتها من أحد المولات الشهيرة - لهذا العطر ذكرى خاصة جدًا وغالية على قلبي.
لم أترك مكانًا خلال هذه السنة والنصف إلا وبحثت عنه!
أخبروني أنهم أوقفوا استيراده وبدائله لم ترقني ولم تكن بذات الجودة أو التأثير.
ناهيك عن الأسعار الخيالية التي تناسب مواطن بدرجة رجل أعمال!
قادتني الصدفة البحتة للقيام بزيارة غير مرتب لها إطلاقًا.
لإحدى المحال الحديثة الافتتاح - مع أرق صحبة- صحبة إخوتي.!
ألح أخي الأصغر أن يأخذنا في جولة لهذا المكان الفخم ..!
ذهبنا معه، وانفصلنا حيث توجه كل منا لجهة.
وقفت أمام قسم التجميل وتفقدت الأرفف بنظرة سريعة ودون اكتراث..!
 ثم توقفت أمام بعض زجاجات العطر.. لفت نظري وجود زجاجة عطري ما أبحث عنها.. لوهلة ظننتها مزحة.. أو قطعًا نوع مشابه في نفس شكل الزجاجة.
اقتربت منها وبدأت في اختبارها لأفاجئ بما أبحث عنه..!
أعدت تشممه بسعادة مفرطة، قرأت ما مكتوب على الزجاجة من الخارج أو العبوة الخارجية وملامح وجهي كلها سعادة.. إنها هي.. أجل هي..!!
لم أتردد لحظة.. ابتعته.
احتضنتها طوال الطريق بفرحة كبيرة، كالطفل الذي يحتضن لعبته.
سعدت كثيرا أني وجدته.. عطري المفضل شريكي في أدق وأحب الذكريات.
أتشممه كلما مررت أمامه.. ربما سر سعادتي هو سر ارتباطه بالموقف..!
لكل رائحة عطر ذكرى خاصة..
العطور الشيء الوحيد الذي يحكي عشرات القصص والأسرار، وكلها جميلة بل الأجمل على الإطلاق.
لو كنت أعرف من العبقري مكتشف هذا الخليط العطري لأ عطيته وسام التميز دون تردد. يكفي أن عطره يسعد المئات بل الملايين حول العالم مثلي..!
أمتن كثيرًا للصدفة التي جعلتني أعثر عما أحب تمامًا كما جمعتني بمن أحب.!
عزيزي عمر خورشيد
بالحديث عن الحب
أحب أن أخبرك أننا بصدد استقبال أكبر حدث ثقافي..!
تفصلنا عنه بضعة أيام
معرض القاهرة الدولي للكتاب .أحب أن أصفه بالمهرجان الأحب إلى نفوس عشاق الورق ورائحة الورق والكتب.. المهرجان الأرقى على الإطلاق 
البطل الوحيد فيه الحرف والفكرة..
كنت أزوره في السابق كأحد القراء وأنا طفلة برفقة أمي الحبيبة.
كنت أتخيل إن يومًا ما - سيزين اسمي أحد الكتب- وأن يوضع في أرفف أحد الأجنحة..!
كان مجرد حلم لطفلة في التاسعة من عمرها... ترى الدنيا الكبيرة من ثقب إبرة .
لا تتخيل أن هذا الثقب سيتضاءل مع الوقت وأن الأحلام خلقت لتحقق.. 
وتحقق الحلم وأصبح لي كتاب واثنان وأكثر حتى أصبح لدي رصيد من الروايات والكتب المتنوعة ما يجعلني أفتخر بكوني صاحبة قلم ومؤلفة روايات.
أكتب عن الحب والفراق، عن الغد، عن الحلم، عني وعنكم وعن الحياة.!
عزيزي عمر خورشيد
أشارك هذا العام بتجربة جديدة وحلم جديد روايات للجيب.
حلم طالما تمنيت المشاركة به. أتمنى أن ينال رضاكم جميعًا..
فمن يقرأ كثيرًا يعيش كثيرًا
داخل كل كتاب حياة تنادينا.. لأنها يجب أن تعاش.. من يقرأ كثيرًا يفهم كثيرا ويدرك قيمة الحياة أكثر فأكثر..
عزيزي عمر خورشيد
كن بخير لأكتب لك.