رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعطيل تدفق الغذاء وشلل محطات الحبوب.. كيف تزيد الحرب الروسية فى أوكرانيا من المجاعة؟

أرشيفية
أرشيفية

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الحرب الروسية في أوكرانية تؤدي إلى تفاقم المجاعة العالمية، حيث تحظر موسكو معظم الشحنات من أوكرانيا، أحد أكبر منتجي القمح في العالم ، كما أن هجماتها على شبكة الطاقة في البلاد تؤدي أيضًا إلى تعطيل تدفق الغذاء.

حرب روسيا وأوكرانيا والغذاء

قالت الصحيفة: يتم  تفتيش السفن الضخمة التي تحمل القمح الأوكراني وحبوبًا أخرى على طول مضيق البوسفور في إسطنبول  قبل الانتقال إلى الموانئ في جميع أنحاء العالم.

ولكن انخفض عدد السفن المبحرة عبر هذا المضيق الضيق، الذي يربط موانئ البحر الأسود بمياه أوسع، عندما غزت روسيا أوكرانيا قبل 10 أشهر وفرضت حصارًا بحريًا، وتحت الضغط الدبلوماسي، بدأت موسكو في السماح لبعض السفن بالمرور، لكنها استمرت في تقييد معظم الشحنات من أوكرانيا، التي صدّرت مع روسيا في يوم من الأيام ربع القمح العالمي.

شلل محطات الحبوب

وفقًا للصحيفة الأمريكية، فانه في الموانئ الأوكرانية القليلة العاملة، فإن هجمات الصواريخ والطائرات دون طيار الروسية على شبكة الطاقة الأوكرانية تؤدي بشكل دوري إلى شل محطات الحبوب حيث يتم تحميل القمح والذرة على السفن.

لقد أصبحت أزمة الغذاء العالمية المستمرة من أكثر العواقب بعيدة المدى للحرب الروسية، حيث ساهمت في انتشار المجاعة والفقر والوفيات المبكرة.

الدور الأمريكي لوقف المجاعة 

وقالت الصحيفة: في وسط هذه الأزمة، تكافح الولايات المتحدة وحلفاؤها لتقليل الضرر وينظم المسئولون الأمريكيون جهودًا لمساعدة المزارعين الأوكرانيين على إخراج الطعام من بلادهم من خلال شبكات السكك الحديدية والطرق التي تربط أوروبا الشرقية وعلى المراكب التي تسافر عبر نهر الدانوب.

ولكن مع حلول فصل الشتاء القارس، وتضغط روسيا على الهجمات على البنية التحتية لأوكرانيا، فإن الأزمة تزداد سوءًا. يتفاقم نقص الغذاء بالفعل بسبب الجفاف في القرن الأفريقي والطقس القاسي بشكل غير عادي في أجزاء أخرى من العالم.

حيث يقدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 345 مليون شخص يعانون أو معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي أكثر من ضعف العدد المسجل في عام 2019.

قال أنتوني بلينكين، وزير الخارجية الأمريكي، الشهر الماضي في قمة مع القادة الأفارقة في واشنطن: "نحن نتعامل الآن مع أزمة انعدام أمن غذائي هائلة". 

وقال إنه نتاج الكثير من الأشياء، كما نعلم جميعًا، بما في ذلك عدوان روسيا على أوكرانيا.

نقص الغذاء

قالت الصحيفة: يتسبب نقص الغذاء وارتفاع الأسعار في دمار في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا والأمريكتين ويشعر المسئولون الأمريكيون بالقلق بشكل خاص بشأن أفغانستان واليمن اللتين دمرتهما الحرب. 

وحتى في البلدان الغنية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، أدى ارتفاع التضخم المدفوع جزئياً إلى اضطرابات الحرب إلى حرمان الفقراء من الطعام.

وقالت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أو USAID: "من خلال مهاجمة أوكرانيا، سلة خبز العالم، يهاجم بوتين فقراء العالم، ويزيد الجوع العالمي عندما يكون الناس بالفعل على شفا المجاعة".

ويشبه الأوكرانيون الأحداث بالمجاعة الكبرى، عندما دبر جوزيف ستالين مجاعة في أوكرانيا الخاضعة للحكم السوفيتي قبل 90 عامًا والتي أودت بحياة الملايين.