رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير: ماذا يريد الرئيس الروسى من الحرب فى أوكرانيا؟

بوتين
بوتين

قال مسئولون أوكرانيون إن القوات الروسية قصفت خط المواجهة بأكمله في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، في إطار ما يبدو أنه تقليص لطموح الكرملين لتأمين القسم الأكبر من الأراضي التي يدعي خضوعها للسيادة الروسية.

وقال حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو في لقاء تليفزيوني، إن أعنف قتال وقع بالقرب من بلدتي بخموت وأفدييفكا. 

وأضاف في وقت مبكر من اليوم الجمعة، إن خمسة مدنيين قُتلوا وأُصيب اثنان في أجزاء تسيطر عليها أوكرانيا من دونيتسك خلال اليوم السابق.

وأضاف "تُقصف الجبهة بأكملها"، مشيرا إلى أن القوات الروسية تحاول أيضا التقدم نحو ليمان، التي استعادتها القوات
الأوكرانية في نوفمبر تشرين الثاني، وهي إحدى انتكاسات ميدان القتال التي عانت منها روسيا خلال الأشهر القليلة المنصرمة.

وقال شاهد من رويترز إن القوات الأوكرانية ردت بإطلاق وابل من قاذفات الصواريخ في بخموت وأجزاء أخرى من منطقة دونيتسك المجاورة للوجانسك.

وقال أوليكسي أريستوفيتش أحد مستشاري الرئيس الأوكراني في منشور مصور "كثف الروس جهودهم في دونيتسك ولوجانسك".

وأضاف "إنهم الآن في مرحلة نشطة جدا لمحاولة تنفيذ عمليات هجومية. لا نحرز تقدما، ولكن بدلا من ذلك ندافع أمام مشاة العدو وندمر معداتهم حيثما حاولت التقدم".

وفي تقرير صدر في وقت مبكر من اليوم الجمعة، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها هاجمت مواقع روسية ونقاط حشد جنود في ست بلدات على الأقل في جنوب أوكرانيا.

وأورد التقرير أيضا أن خسائر روسيا بلغت 240 مصابا وثلاثة مخازن أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة.

ولم يتسن لرويترز التحقق من تقارير ساحة المعركة.

هل تغيرت أهداف الحرب؟
قدم الرئيس فلاديمير بوتين أقوالا متضاربة عن أهداف الحرب ولكن من الواضح الآن أن الأهداف تشمل بعد التوسع في الحدود الروسية على خلاف ما أعلنه من أهداف في بداية الغزو في 24 فبراير، عندما وصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة"، إذ قال وقتها إن موسكو لا تعتزم احتلال أراض أوكرانية.

وكرر بوتين اليوم الجمعة اتهامه بأن الغرب "يستغل" أوكرانيا، ويستغل شعبها "كوقود للمعركة" في الصراع مع روسيا، وقال إن رغبة الغرب في استمرار هيمنته على العالم تزيد من مخاطر الصراع.

وقال بوتين في رسالة مصورة لقمة وزراء الدفاع من منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة من الدول السابقة في الاتحاد السوفيتي "إنهم يتعمدون زيادة الفوضى ومفاقمة الوضع الدولي".

وقال الكرملين أمس الخميس، إنه عازم على تأمين الجزء الأكبر من الأراضي في شرق أوكرانيا وجنوبها على الأقل، ولكن يبدو أنه تخلى عن الاستيلاء على أراض أخرى في الغرب والشمال الشرقي كانت أوكرانيا قد استعادتها.

وأعلنت روسيا في أكتوبر تشرين الأول أنها ضمت أربع مناطق بعد إجرائها ما يسمى باستفتاءات رفضتها أوكرانيا والغرب وأغلب دول الأمم المتحدة ووصبتها بأنها زائفة وغير شرعية.


بينما أوضحت روسيا أنها تريد السيطرة بالكامل على دونيتسك ولوجانسك، وهما منطقتان ناطقتان بالروسية في أغلب أجزائهما ويعرفان معا باسم دونباس، لم توضح موسكو مساحات الأراضي التي ستضمها من منطقتي زابوريجيا وخيرسون.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قواته ستتمكن في النهاية من طرد روسيا من كل الأراضي التي سيطرت عليها بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

واتهم جهاز أمن أوكرانيا رجل دين مسيحيا أرثوذكسيا كبيرا اليوم الجمعة بالمشاركة في نشاط مناهض لأوكرانيا من خلال دعم السياسيات الروسية في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.

ودعمت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا الغزو، وتقول كييف إن بعض رجال الدين في أوكرانيا ربما يكونون يتلقون أوامر من موسكو.

وأفادت وكالات أنباء روسية أنه بموجب تشريع جديد متشدد، أدانت محكمة روسية اليوم الجمعة السياسي المعارض إيليا ياشين بنشر "معلومات زائفة" عن الجيش. ومن المقرر النطق بالحكم في وقت لاحق اليوم.

وناقش ياشين في مقطع فيديو عبر يوتيوب أدلة كشفها صحفيون غربيون عن جرائم الحرب الروسية. وتنفي موسكو ارتكاب جرائم حرب.
 

*تبادل أسرى
في موقف نادر من التعاون وسط الحرب، حررت روسيا لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني جرينر مقابل إطلاق سراح تاجر الأسلحة فيكتور بوت.

وهبطت طائرة تحمل جرينر في الولايات المتحدة في وقت مبكر من اليوم الجمعة، تقريبا بعد عشرة أشهر من احتجازها في روسيا بتهم تتعلق بالمخدرات، بينما أظهرت صور التلفزيون بوت في أثناء عناق والدته وزوجته له بعد الهبوط في موسكو.

ولكن الكرملين قال إن تبادل الأسرى ينبغي ألا يُنظر إليه على أنه خطوة لتحسين العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن، مضيفا أنها ما زالت "في حالة مؤسفة".

وقال البيت الأبيض إن تبادل الأسرى لن يغير من التزاماته نحو شعب أوكرانيا.

وأفادت وكالة تاس الروسية للأنباء نقلا عن مصدر لم يُذكر اسمه إنه كان من المتوقع أن يلتقي ممثلون روس وأمريكيون في إسطنبول اليوم الجمعة لبحث مجموعة من "المسائل الصعبة" بما يشمل التأشيرات وأعداد الموظفين في السفارات.

ومرر مجلس النواب الأمريكي قانون دفاع أمس الخميس يمد أوكرانيا بمساعدات أمنية إضافية في العام المقبل بقيمة 800 مليون دولار على الأقل.

واتهم فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور في وقت متأخر من أمس الخميس القوات الروسية بترك ألغام أرضية وشراك ومتفجرات بالمباني والسيارات والبنية التحتية في أماكن رحلت عنها بسبب الضغوط العسكرية الأوكرانية.

وقال زيلينسكي: "هذا ربما يكون أعنف وأكثر مراوغة من الإرهاب بالصواريخ"، خلال كلمة لتأبين أربعة شرطيين قتلتهم الألغام في منطقة خيرسون.

وأضاف: "هذا بسبب عدم وجود منظومة مضادة للألغام بوسعها القضاء على جزء من هذا التهديد على الأقل، مثلما تفعل منظوماتنا المضادة للطائرات".