رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

9 أعوام على استشهاد محمد مبروك.. لماذ اغتاله «الإخوان»؟

الشهيد محمد مبروك
الشهيد محمد مبروك

قبل 9 أعوام وتحديدا مساء 17 نوفمبر في منطقة مدينة نصر، كانت أيدي الخسة والندالة تحمل أسلحتها وتنتظر أمام منزل الشهيد محمد مبروك، بعد تدبير مخطط إرهابي قذر لاغتيال ضابط الأمن الوطني بغرض منعه من الشهادة في قضيتي التخابر واقتحام سجن وادي النطرون وخيانة المعزول محمد مرسي للوطن. 

دقائق قليلة مرت قبل أن تغرق دماء "مبروك" الطاهرة سيارته والأرض من حولها، بعد أن فتح المسلحون وابلا من الأعيرة النارية عليه فور خروجه من منزله متجها إلى عمله لوضع اللمسات النهائية على شهادته التي سيدلي بها في المحكمة ضد المجرمين. 

لماذا اغتالت الجماعة الإرهابية محمد مبروك؟ 

في تقريره عن الأحداث وباعتباره الضابط المسؤول عن رصد تحركات قادة الإخوان قبل ثورة يناير، كشف محمد مبروك أبوخطاب، المقدم بقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، تحركات عناصر الإخوان والتنسيق الذي كان قائما بينهم وبين أخرين قبل ثورة يناير من العام 2011 لدخول مصر واستغلال الثورة في إحداث فوضى تتيح للجماعة القفز على الثورة والإطاحة بالنظام الحاكم.

كانت شهادة الضابط مبروك التي دونها في تقريره، تتضمن تفاصيل لاجتماع للتنظيم الدولي للإخوان عقد في مدينة إسطنبول بتركيا وبرعاية المخابرات التركية قبل شهور من اندلاع ثورة يناير، حيث شارك فيه من جماعة الإخوان سعد عصمت الحسيني، عضو مكتب الإرشاد، واتفق فيه على تفاصيل الدعم المقدم للإخوان لحظة اندلاع الثورة كما رصد اجتماعا آخر في إسطنبول شارك فيه القيادي بالجماعة محمد البلتاجي وخلال هذا اللقاء تم الإتفاق بشكل نهائي على التفاصيل الدقيقة لدعم جماعة الإخوان وطرق التسلل الى الاراضي المصرية وأماكن تدريبها في معسكرات بمصر، وكيفية اقتحامها للسجون التي يتواجد فيها قادة الإخوان مثل سجن وداي النطرون والذي كان يتواجد به الرئيس المعزول محمد مرسي.

كما تم الاتفاق على عمل الفرقة 95 التي كان يقودها الإخواني أسامة ياسين والتي تولت مهمة قنص وقتل الثوار في ميدان التحرير ومحاولة إلصاقها بالنظام الحاكم.

وقبل ثورة يناير أيضا بشهور، تم رصد محادثات تم تسجيلها بين الإخواني محمد مرسي العياط والإخواني العضو في التنظيم الدولي أحمد عبدالعاطي الذي كان يقيم أثناء الاتفاق على ذلك بدولة تركيا، وكشفت هذه المحادثات مدى التنسيق بين أطراف الخطة، إذْ يشير أحمد عبدالعاطي في اتصال بينه وبين مرسي أنه أطلع مَن عنصر استخباراتي أجنبي على تفاصيل ذلك المخطط والذي كان يقتضي إشعال ثورة في مصر والقفز عليها للوصول للحكم.

وعقب اندلاع ثورة يونيو 2013 والإطاحة بحكم الإخوان، كشفت شهادة المقدم محمد مبروك التي دونها في تقريره واعتمدتها المحكمة بعد اغتياله، تفاصيل قضية التخابر وهروب قيادات جماعة الإخوان من السجون، وكشفت شهادته -بالمعلومات الموثقة- تفاصيل وأسرار حجم المؤامرة التي خططت لها الجماعة ونفذت جزءا كبيرا منها على أرض مصر، كما كشفت العلاقة بين قيادات الجماعة مع عناصر مخابرات عدة دول أجنبية من أجل إحداث تغييرات جذرية في نظم الحكم بالمنطقة العربية عن طريق موجات متتالية من "الفوضى الخلاقة".