رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا نفعل حين «تتطرف دولة» وكيفية المواجهة؟ .. منتدى أبو ظبي للسلم يجيب

منتدى أبو ظبي للسلم
منتدى أبو ظبي للسلم

 

 

يواصل ملتقى أبوظبي التاسع لتعزيز السلم فعالياته بحضور كثيف من علماء الأديان والباحثين وتنوعت المحاور التي تركزت عليها مقاربات «عولمة الحرب وعالمية السلام.. الشراكات والمقتضيات»، وعقدت أربع محاضرات بعنوان "أزمة النظام العالمي والتحديات الأمنية الجديدة" و"التحديات الحيوية للسلم العالمي" - (الغذاء- الصحة- البيئة)، و"ضرورة الشراكات لتحقيق السلم العالمي". إلى جانب ثلاث ورش، حول "القيادات الدينية والروحية والسلم العالمي" و"المرأة ومقتضيات السلم العالمي".

 

وقال المفكر والكاتب اللبناني عبد الوهاب بدر خان، إن السلام ليس موضوعا يومياً في الإعلام فالصحافة مشغولة بالحرب. عندما تكون الحروب على مستوى كبير كالذي في أوكرنيا لا يكون هناك ذكر للسلام، والتالي مثل هذا الملتقى مهم ولا بد من الأصرار عليه. وكل مراقب سياسي يجب أن يربي مثل هذه الثقافة وأن يدعم تعميمها أكثر لا لتنحصر على مستوى المجتمعات بل لتشمل الدول أيضا. لمسنا كابوس الإرهاب منذ سنوات قليلة، وقد حوربت (داعش) دولياً، ولكن ما الذي يمكن القيام به حين "تتطرف دولة"، كيف يمكن مواجهتها؟ هل تتم مواجهتها عبر مؤسسات السلام والأمن الدولية؟).

 

وذكر المتحدث أن الحديث عن السلاح النووي بات شيئا عادياً وهو أمر ينذر بخطر كبير لذا يجب التحلي بالمسؤولية، مشيرا إلى أن هناك تحديات أخرى مثل نقص الغذاء وصعوبة التنقل أو انعدام الطاقة، وقال" هذه تحديات أمنية تثير نزاعات كبرى داخلية وخارجية. لا أحد يفكر في تداعيات الأزمة الغذائية ربما نحن مهمومون لكن من هو صاحب السلطة الذي يمكن أن يحد من التحديات؟ الحروب الصغيرة تخلق الحروب الكبيرة".


وعقدت "ورشة المرأة ومقتضيات السلم العالمي" واستهلت الورشة عقيلة أحمد،  فقالت إن الخطوة الأولى التي يمكن أن تساعد النساء على القيام بدورهن تتأسس على الاعتراف بهن أولاً، وتقدير اسهاماتهن على مر التاريخ، مشيرة إلى أنها تعمل في المملكة المتحدة مع نساء مسلمات لكي يصبحن سفيرات للسلم، ثم سردت بعض القصص الدالة على التأثير السلبي للصور النمطية حول المرأة المسلمة، وقد أشارت إلى حادثة انفجار في لندن سنة 2017  حيث تم تصوير أمراة مسلمة وهي تسير بجوار موقع الانفجار وتتكلم في هاتفها، وتم تدوال الصورة على الإنترنت للتدليل على لامبالاة تلك المرأة لما وقع كونها مسلمة.

وذكرت أن معظم النساء المسلمات يشعرن بالخوف من أن يتم استهدافهن ولكنهن مع ذلك يظهرن تضامنهن ويردن التأكيد على أنهن بريطانيات.  مشيرة إلى أنها تعلمت من عملها أن النساء يقمن بعمل كبير ويقمن علاقات مهمة في المجتمع. وفي هذا السياق حكت عن مجموعة من المبادرات العملية والإعلامية التي قامت بها رفقة زميلاتها لإظهار الأدوار 

وتحدثت الدكتورة رحيمة عبد السلام  وهي خبيرة في الشراكات والسلام بالولايات المتحدة، عن الدور الملهم الذي تقوم به النساء لتعزيز ثقافة السلام، منادية بضرورة إشراك النساء في صناعة السلم المجتمعي، وقالت إننا بحاجة للالتزام بعملية صنع قرار شمولية لا تستثنى المرأة ولا بد من مظهر حقيقي لمشاركة فاعلة للنساء في القيادة.

وعلقت ماي كانون على العوائق  التي تقلل من حضور المرأة في المبادرات المتعلقة بالسلام، وقالت إن التحدي الأول يتمثل في أن لدى النساء التزامات متعددة يأتي في أولها " أننا نأتي بالأطفال ونعتنى بهم وعادة لا يتم ذكر الجهد الذي تبذله المرأة في هذا الجانب، كذلك لدينا التزامات أخرى في الأسرة والمجتمع ولدينا عراقيل اقتصادية وثمة نساء يعانين من نقص التعليم كما يخشين العنف.

ودعت  أسماء كفتارو، عضو المجلس الاستشاري النسائي للموفد الأممي، إلى تنقية المناهج الدراسية من كل ما يسيء إلى النساء ، ونادت بإدارج كل ما يتم الحديث عنه اليوم من برامج تمكين وقوانين داعمة للمرأة في المقررات المدرسية، وهي روت مجموعة من الوقائع لإظهار كيف تساهم التفسيرات الخاطئة  والآراء الفقهية في معاداة النساء المسلمات.