رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لم الشمل».. القمة العربية «31» بالجزائر تسعى لإعادة الروح للجسد العربى

القمة العربية
القمة العربية

بعد غياب ٣ أعوام، انطلقت فعاليات الدورة ٣١ من القمة العربية فى الجزائر، تحت عنوان: «لم الشمل»، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعدد من قادة وزعماء العالم العربى.

ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الجزائر، وكان فى استقباله بمطار «هوارى بومدين» بالعاصمة الجزائر، الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون. وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضى، إن مشاركة الرئيس السيسى فى القمة العربية تأتى فى إطار حرص مصر على تدعيم أواصر علاقات التعاون والأخوة مع جميع الدول العربية الشقيقة، واستمرارًا لدورها المحورى فى تعزيز جهود دفع آليات العمل المشترك لصالح كل الشعوب العربية. 

وكشف عن أن قمة الجزائر تهدف إلى التشاور والتنسيق بين الدول العربية الشقيقة بشأن مساعى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وتعزيز المصالح العربية، خاصة فى ظل التحديات القائمة المتعددة على المستويين الدولى والإقليمى، التى نتجت عن جائحة فيروس «كورونا»، والحرب الروسية- الأوكرانية، وما فرضتاه من ضغوط مختلفة على الدول العربية. 

ويتضمن برنامج الرئيس السيسى عقد عدد من اللقاءات الثنائية مع أشقائه من القادة العرب، من أجل التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة، وتبادل الرؤى بشأن آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

المتحدث باسم الرئاسة الرئيس يتناول قضية سد النهضة وإنهاء التدخلات الخارجية

أكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضى، عن أن القمة العربية تكتسب أهمية كبيرة فى ظل تحديات كبيرة تواجه الدول العربية، سواء فيما يتعلق بقضية الطاقة أو إمدادات سلاسل الغذاء.

وقال المتحدث الرسمى، فى تصريح بالجزائر، إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القمة العربية ستعكس مواقف مصر خلال السنوات الماضية، التى تتمثل فى انتهاج مسار محدد فى مواجهة التحديات التى تواجه المنطقة، حيث يتمثل هذا المسار فى التمسك بمفهوم الدولة الوطنية ودعم الحكومات المركزية وإنهاء التدخلات الخارجية والميليشيات العسكرية والتمسك بسيادة الأراضى وتفعيل إرادة الشعوب، مشيرًا إلى أن تفعيل هذا المسار يحتاج إلى إرادة سياسية جادة وعمل جماعى عربى عربى، وعمل عربى دولى مشترك، والبعد عن أى مصالح.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس سيتناول، خلال القمة أيضًا، قضية «سد النهضة» من منظور أوسع للأمن المائى للدول العربية، مشيرًا إلى أن مصر ليست ضد بناء «سد النهضة» أو تنمية الدول، ولكن يجب أن يكون هناك قانون دولى يحكم الأنهار العابرة للحدود، موضحًا أن مصر دخلت فى مفاوضات مع إثيوبيا منذ ١٢ عامًا لوضع اتفاق قانونى ملزم لتشغيل السد.

وتابع المتحدث الرسمى أن التدخلات الخارجية تمثل عائقًا لكل الجهود الخاصة بتسوية القضية الليبية، كما كانت سببًا فى تأجيل عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية التى كانت مقررة فى شهر ديسمبر ٢٠٢١.

وأوضح السفير بسام راضى أن القضية الفلسطينية على رأس القضايا التى سيركز عليها الرئيس السيسى خلال مشاركته فى القمة، مشيرًا إلى أنها جوهر القضايا التى يسهم حلها فى فتح آفاق جديدة فى المنطقة، موضحًا أنه سيتم التركيز على الاتفاق على آليات محددة لتسوية القضية الفلسطينية.

وأشار المتحدث الرسمى إلى أنه ستكون هناك جلسة تشاورية بين الرؤساء المشاركين فى القمة لطرح الشواغل والأولويات لكل دولة. وحول العلاقات مع الجزائر، أوضح السفير بسام راضى أن مصر تقدر العلاقات الأخوية الممتدة مع الجزائر، كما أشاد بالعلاقات الثنائية والموروث التاريخى بين البلدين، موضحًا أن الجزائر كان لها دور تاريخى داعم لمصر خلال حرب ١٩٧٣، حيث استضافت فى نوفمبر عام ١٩٧٣ قمة عربية اتخذت خلالها قرارات تاريخية داعمة لمصر.

من ناحية أخرى، يعقد الرئيس السيسى قبيل بدء مشاركته فى القمة العربية لقاء مع أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عدد من اللقاءات الثنائية الأخرى.

رمطان لعمامرة: مقترح بتفعيل منظومة الوقاية من النزاعات وحلها

أعلن رمطان لعمامرة، وزير الشئون الخارجية الجزائرى، أن الرئيس عبدالمجيد تبون سيقدم للقمة العربية عددًا من الأفكار لإصلاح الجامعة العربية.

وأضاف «لعمامرة»، خلال مؤتمر صحفى قبل انطلاق القمة، أن الجزائر تولى موضوع إصلاح الجامعة العربية أهمية كبيرة، مبرزًا كذلك أهمية المجتمع المدنى الذى إذا ما أدى دوره كاملًا غير منقوص، سيدفع بالعمل العربى المشترك إلى الأمام، حسب قوله.

وقال كذلك إن عمل المجتمعات المدنية العربية له قوة كبيرة بفضل مشاركة النخب العربية والشباب والعنصر النسوى فيه، حيث إنه يفتح آفاقًا على عصرنة العمل العربى المشترك.

وبخصوص «إعلان الجزائر» الذى سيأتى فى ختام القمة العربية، قال إن له مكانة خاصة فى تطوير العمل العربى المشترك، وإنه لا يمكن استباق الأحداث بالحديث عما تضمنه هذا الإعلان.

وذكر أنه منذ اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسئولين، تم إثراء «إعلان الجزائر» وتعديله، لافتًا فى السياق ذاته إلى أن مجلس الجامعة على مستوى القمة، سيتخذ قراره بشأنه.

وشدد على أن الرئيس تبون يريد أن تكون هذه القمة محطة فارقة فى العمل العربى المشترك، بحيث تواجه تحديات كبيرة وجديدة ومتجددة، مضيفًا أن هذا يتطلب منا الشجاعة الحقيقية والحرص على تغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية.

وخلال رده على سؤال حول احترام الجزائر البروتوكول الدبلوماسى المعمول به خلال أعمال القمة، أكد «لعمامرة» أن الجزائر حريصة على أن تحترم البروتوكول بكل حذافيره، ولديها تجربة فى هذا المجال.

وأكد فى هذا السياق حرص الجزائر على توفير المناخ الضرورى والمسهل للعمل، فى ظل التفاهم والاحترام المتبادل، وفى ظل احترام الأصول الدبلوماسية التى طورها العمل العربى والموجودة فى عمل منظمات دولية أخرى.

وخلال تطرقه إلى ملف القضية الفلسطينية، أكد أن مبادرة السلام العربية لسنة ٢٠٠٢ ستكون من المخرجات الأساسية للقمة العربية، موضحًا أن الطرح العربى الشجاع والخلاق الذى اعتُمد فى بيروت سنة ٢٠٠٢ سيكون بكل تأكيد من المخرجات الأساسية فيما يتعلق بفلسطين والشرق الأوسط.

وأشار إلى أن هذه المخرجات ترتكز على ما نشعر به من مسئولية تجاه دولة فلسطين، والقائم أساسًا على إحقاق حقوق الشعب الفلسطينى بالكامل وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وعن مسألة فض النزاعات والوقاية منها، كشف «لعمامرة» عن أن من بين اقتراحات الرئيس «تبون» تفعيل منظومة الجامعة العربية الرامية إلى الوقاية من نشوب النزاعات والمساهمة فى حلها، لافتًا إلى أن هناك العديد من الاقتراحات الدقيقة التى سيتدارسها الرئيس «تبون» مع نظرائه فى أثناء اللجنة التشاورية خلال قمة القادة العرب.

حسام زكى: توافق تجاه مخرجات القمة قبل إعلانها رسميًا

أوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكى، أن اجتماعات القمة العربية تسير فى الإطار المرسوم لها كقمة لـ«لم الشمل العربى».

وقال إن الجزائر ستعمل على تحقيق هذا الهدف طيلة رئاستها القمة العربية، وليس فقط خلال يومى انعقاد القمة، مشددًا على التوصل إلى مخرجات إيجابية وتوافقية للقضايا المطروحة على قمة الجزائر من خلال الحوارات المكثفة والتشاور.

وأوضح أن القمة سيصدر عنها «إعلان الجزائر» الذى يتضمن الموقف العربى من القضايا المطروحة على جدول الأعمال، وقد أبدى وزراء الخارجية العرب ملاحظاتهم على بنود الإعلان خلال اجتماع تشاورى، والجزائر ستصيغه فى صورته النهائية.

وأعرب «زكى» عن ثقته فى قدرة الجزائر على صياغة وثيقة متوازنة ومقبولة من الجميع، مشيرًا إلى أن وزراء الخارجية العرب رفعوا مشروعات القرارات حول القضايا المطروحة على جدول الأعمال بعد أن توافقوا عليها ليقرها القادة العرب فى اجتماعهم.

وتوقع أن تنجح قمة الجزائر، منوهًا إلى أن كل القضايا التى طرحت تمت الموافقة عليها بالتوافق.

وتابع: «التوافق ليس سهلًا لأن هناك مصالح دول ووجهات نظر متباينة، وكل دولة لديها رأى فى موضوع ما، ولا تؤخذ هذه القضايا بالاستخفاف، وإنما بالجدية، فعندما تجتمع الدول وكل شىء يوضع على الطاولة، نجد أن المصالح ربما تتضارب وتختلف وجهات النظر»، مؤكدًا أنه لا يوجد أفضل من الحوار للوصول إلى مخرجات إيجابية وتوافقية حول هذه الأمور. وتابع أنه من الطبيعى فى سير القمم العربية أن تطرأ مشكلات، بعضها قد يكون مستعصيًا ولكن ينتهى بالتوافق، مشيرًا إلى التوافقات التى تمت خلال الاجتماعات التحضيرية، التى تخص موضوعات سياسية تمهد الطريق لنجاح القمة.

وعن نسبة تمثيل القادة العرب فى أعمال القمة، أكد أن هذه القمة تحظى بمشاركة ١٣ قائدًا عربيًا، إضافة إلى تمثيل معتبر من باقى الدول، وهو التمثيل الذى يعد طبيعيًا ومتعارفًا عليه نظرًا لأنه ليس كل القادة يحضرون القمم، وهو ما حدث بالفعل فى القمم السابقة.

واستطرد: «قرار الحضور لكل دولة هو قرار سيادى»، مشيرًا إلى أن من يحضر هو من يمثل الدولة، وجميع الدول حاضرة، والقمة بمن حضر.

رئيس البرلمان العربى: بداية مرحلة جديدة من التضامن لمواجهة التحديات

أشار رئيس البرلمان العربى، عادل بن عبدالرحمن العسومى، إلى أن القمة العربية الحادية والثلاثين بالجزائر تكتسب أهمية خاصة كونها تعقد بعد انقطاع دام ٣ سنوات، منذ قمة تونس ٢٠١٩، مما يجعلها بداية مرحلة جديدة من التضامن العربى وتعزيز مسيرة العمل العربى المشترك لمواجهة التحديات التى تعصف بالأمة العربية، مثمنًا جهود الجزائر للإعداد والتنظيم لأعمال القمة العربية ٣١.

وأكد أهمية تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية العربية لتحقيق التكامل بينها وبين الدبلوماسية الرسمية، بما يسهم فى تحقيق أهداف ومصالح الشعوب العربية.

قمة المناخ والأزمات العربية فى كل من سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال.. أهم الملفات

يناقش القادة والزعماء العرب، خلال قمة الجزائر، عددًا من الملفات المهمة والاستراتيجية التى تمس مصالح المنطقة العربية.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، إن القمة ستناقش تعزيز الصمود الفلسطينى، الذى سيكون قضية أساسية على أجندتها، وكذلك الأزمات العربية فى كل من سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال.

وأضاف «أبوالغيط»، فى تغريدة على موقع «تويتر»، أن القمة ستناقش أيضًا القضايا المتعلقة بالتصدى للتدخلات الإقليمية فى الشئون الداخلية للدول العربية.

وتتضمن أجندة الاجتماعات بنود مبادرة السلام العربية بشأن فلسطين، وملف التدخلات الإيرانية والتركية فى عدد من الدول العربية، والبرنامج الإيرانى النووى، واستراتيجية الأمن الغذائى العربى، والأمن المائى للدول العربية، بالإضافة إلى استعراض طلب استضافة المملكة العربية السعودية معرض إكسبو ٢٠٣٠، ودعم الدول العربية ملف المملكة الذى يحمل العديد من الأهداف التنموية المستدامة، التى ستعود على المنطقة العربية بالمزيد من النمو والرخاء والازدهار.

ومن المقرر أيضًا مناقشة عدد من المشروعات التى طُرحت خلال اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية، مؤخرًا، بعد تقديمها إلى القادة، ومن بينها مشروع قرار مقدم من مصر والسودان بشأن سد النهضة، وقرار آخر بشأن دعم قمة المناخ المرتقبة فى مصر «cop 27»، ومشروع قرار خاص بالأزمة السورية.

وبلغ العدد الإجمالى للقادة الذين تمت دعوتهم للمشاركة فى القمة العربية ٢٠ قائدًا، إلى جانب رئيس الجزائر كبلدٍ مضيف، ومن بين القادة الذين شاركوا بالفعل: عبداللطيف رشيد، رئيس جمهورية العراق، وعبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى لجمهورية السودان، ومحمود عباس، رئيس دولة فلسطين، ومحمد المنفى، رئيس المجلس الرئاسى الليبى، وعثمانى غزال، رئيس جمهورية جزر القمر، ونجيب ميقاتى، رئيس الوزراء اللبنانى، إلى جانب الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون.

وترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، وفد بلاده، الذى طرح خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة، السبت الماضى، ٣ مبادرات لتعزيز التعاون العربى.

وأعلن عبدالله بن طوق المرى، وزير الاقتصاد الإماراتى، دعم بلاده الكامل جهود العمل العربى المشترك من أجل النمو والازدهار، مضيفًا، فى كلمة ألقاها خلال اجتماع المجلس الاقتصادى والاجتماعى التحضيرى للقمة العربية: «يجب تكثيف العمل لزيادة التجارة العربية البينية».

ومثّل الشيخ تميم بن حمد، أمير دولة قطر، وفد بلاده، ليصبح أعلى مسئول خليجى مشاركة فى القمة، وسط اعتذار عدد من القادة عن عدم الحضور. 

وتصدر قائمة المعتذرين الملك محمد السادس، العاهل المغربى، لـ«اعتبارات إقليمية»، وفق ما أعلنه وزير الخارجية المغربى، ناصر بوريطة، الذى يترأس وفد بلاده. 

كما اعتذر الملك عبدالله الثانى، العاهل الأردنى، عن عدم الحضور، وأعلن الديوان الملكى الأردنى عن أن ولى العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثانى سيشارك فى فعاليات القمة.

وضمت قائمة المعتذرين، كذلك، ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، لأسباب صحية، وناب عنه الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودى.

واعتذر عاهل البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، عن عدم حضور القمة، وناب عنه رئيس مجلس الوزراء البحرينى، محمد مبارك آل خليفة.

وأعلنت الكويت عن أن ولى العهد مشعل الأحمد الجابر الصباح، هو الذى سيترأس وفدها فى القمة.

واتخذت سلطنة عمان خطوة مشابهة، وأوكلت مهمة رئاسة وفد مسقط إلى أسعد بن طارق آل سعيد، رئيس الوزراء لشئون العلاقات والتعاون الدولى.