رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هيفاء أبوغزالة: استضافة مصر«COP 27» أعطت زخمًا لقضية التغيرات المناخية

هيفاء أبوغزالة
هيفاء أبوغزالة

انتهت فعاليات «المنتدى العربى للمناخ»، فى نسخته الأولى، تحت شعار «معًا لتعزيز إسهام المجتمع المدنى فى العمل المناخى والاستدامة»، الذى عقد بالقاهرة، وافتتحته السفيرة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بالجامعة العربية.

وعلى هامش أعمال القمة، حاورنا الأمين العام المساعد؛ للوقوف على أهمية ذلك المنتدى، وغيره من الأنشطة العربية الموجهة نحو المناخ وقضايا البيئة، وأكدت ضرورة التعاون من أجل تقليل حدة التأثيرات السلبية لتغيرات المناخ.

■ بداية.. ما الأهمية الإقليمية لـ«المنتدى العربى للمناخ»؟

- النظر لأوضاع المناخ ومشكلاته لم يعد رفاهية، فهناك تحديات على الدول العربية يجب الانتباه لها ومواجهتها، لذا كان من الضرورى تدشين هذا المنتدى.

نبحث مدى تأثير تغيرات المناخ على مجتمعات المنطقة العربية، وهى قضية تعتبرها جامعة الدول العربية أولوية، وسط مؤشرات تؤكد التأثير الكبير لتغيرات المناخ على الفئات الأكثر ضعفًا.

■ ما تقييمك لمدى اهتمام الحكومات العربية بالقضايا المناخية؟

- لا يمكن أن نغفل أن استضافة دولة بحجم مصر مؤتمر cop 27، أعطى للقضية زخمًا كبيرًا، فالكل ينظر لما يحدث هنا سواء دول الإقليم أو باقى دول العالم، لكن يجب ألا يكون هذا الاهتمام موسميًا، بل علينا وضع أجندة لإنقاذ الوطن العربى من الآثار المدمرة للتغير المناخى.

■ كيف تؤثر تغيرات المناخ على السكان؟

- النظرة للتغيرات المناخية حتى الآن نظرة بعيدة وسطحية يختزلها البعض فى التأثير على درجة الحرارة واحتراق الغابات، وهى حتمًا تأثيرات بليغة، لكن الإنسان هو أول من يتأثر، خاصة الأطفال.

الأطفال هم الفئة الأقل مسئولية عن تغير المناخ، وفى المقابل يتحملون العبء الأكبر لتداعياته السلبية، وهذه هى المرة الأولى التى سينشأ فيها جيل من الأطفال فى عالم أكثر خطورة، وذلك نتيجة لتغير المناخ والتدهور البيئى، وهذا من شأنه تهديد بقاء الأمة كلها.

■ ما الجهود التى تقدم فى هذا الصدد؟

- إننا كجهات معنية بقضايا التنمية الاجتماعية، ننتظر تحركًا جادًا من الحكومات، يتماشى مع درجة التحدى غير المسبوقة التى تواجه الجيل القادم مع دخول اتفاقية باريس للمناخ حيّز التنفيذ.

التغيّر المناخى سيهدّد حياة الملايين من الناس، ما لم تُتخذ تدابير للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين، تماشيًا مع الالتزامات الدولية، ومع ارتفاع درجات الحرارة من الأكيد سنشهد تراجعًا فى إنتاج المحاصيل الأساسية، ما سيؤدّى إلى ارتفاع الأسعار ويترك الفئات الأكثر ضعفًا عرضة لسوء التغذية الذى تنتج عنه تداعيات سلبية على صحة الطفل والمرأة. 

■ كيف نزيد من وعى سكان الوطن العربى بقضايا المناخ؟

- كلمة التوعية هى كلمة مخلة، فحاليًا يعلم الجميع تأثير التغير المناخى، بداية من المزارع الذى لم يعد يمارس عمله فى الحقل بسبب تأثير الحرارة عليه وتلف مزروعاته فى موسمها، وصولًا إلى الباحثين فى هذه القضية.

الجدير بالذكر أن التقارير الصادرة عن المنظمات والهيئات المعنية بقضايا المناخ على المستوى العالمى، تقدم أدلة للعواقب الاقتصادية والصحية الناجمة عن ظاهرة اللجوء الجديدة التى ستحدث فى العالم بسبب التغيرات المناخية، فهى تشير إلى التغيرات الاجتماعية التى ستحدث فى الدول، وبشكل خاص، التى ستستضيف اللاجئين، فضلًا عن زيادة تفشى الأمراض المختلفة والأوبئة التى ستتفاقم بسبب ازدحام اللاجئين فى المخيمات والمعسكرات التى سيقيمون فيها.

■ هل تستطيع القمم والمنتديات القضاء على التغير المناخى؟

- حتمًا لا، لكنها تؤخر من تأثيره، وأرى أن cop 27 الذى تستضيفه وترأسه جمهورية مصر العربية، فرصة لقادة العالم لمناقشة فرص المضى قدمًا لتعزيز العمل المناخى، واستكشاف الفرص والتحديات المناخية، وعرض الحلول المناسبة لها، وهو ما سينعكس إيجابًا على حياة الإنسان.

والجامعة العربية ليست بمعزل عن تلك القضية، فصدر مؤخرًا عن اجتماع مجلس وزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة فى دورته الثانية والثلاثين لعام ٢٠٢١، قرار بتكليف جامعة الدول العربية بإعداد وثيقة «الاستراتيجية العربية لتقييم احتياجات التمويل المناخى بالدول العربية وتسهيل الوصول إليه»، لتكون منهجًا استرشاديًا لتقييم احتياجات الدول العربية فى قضايا تمويل المناخ وتمكينها من الحصول عليه، كما تعمل جامعة الدول العربية على متابعة مقترح جمهورية مصر العربية بإنشاء اللجنة العربية العلمية لمتابعة التقدم المحرز حول قضايا المناخ.