رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث كنسي: هناك مفاهيم خاطئة بشأن احتفالات عيد الصليب

الصليب
الصليب

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، بثاني أيام عيد الصليب.

وقال البحاث الشماس مينا ابراهيم، في دراسة له على خلفية الاحتفالات بالعيد:«من الأخطاء الشائعة أن نقول إن الكنيسة تحتفل باكتشاف الصليب مرتين والحقيقة والصواب، أنهما عيدان مختلفان الأول اسمه اكتشف الصليب على يد الملكة هيلانة 326 م، والثاني عودة ورفع الصليب على يد الملك هرقل سنة 628 م».

وأضاف:«الاحتفال الأول ويسمى عيد اكتشاف الصليب  فى اليوم السابع عشر من شهر توت، والذى بدأ سنة ٣٢٦م على يد الملكة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير؛ لأن هذه القديسة - وقت أن قبل ابنها قسطنطين الإيمان بالمسيح- نذرت أن تمضى إلى أورشليم فأعد ابنها البار كل شيء لإتمام هذه الزيارة المقدسة. ولما وصلت إلى أورشليم ومعها الجنود وسألت عن مكان الصليب لم يُعلمها به أحد، فأخذت شيخًا من اليهود وأرشدها إلى المكان الذى يُحتمل وجود الصليب فيه بمكان الجلجثة (مكان الصلب). فأشارت بتنظيف الجلجثة، فعثرت على ثلاثة صلبان، وذلك في ٣٢٦ م، وأرسلت جزءًا منه إلى ابنها قسطنطين مع المسامير، وأسرعت فى تشييد الكنائس».

وتابع:«والاحتفال الثانى ويسمى عيد رفع الصليب الذى تقيم فيه الكنيسة تذكار الصليب فى اليوم العاشر من برمهات، وكان على يد الإمبراطور هرقل فى٦٢٨م، وذلك أنه لما ارتد الفرس منهزمين من مصر إلى بلادهم أمام هرقل، حدث أنه عند مرورهم على بيت المقدس دخل أحد أمراء الفرس كنيسة الصليب التي شيدتها الملكة هيلانة».

وواصل:«فرأى ضوءًا ساطعًا يشع من قطعة خشبية موضوعة على مكان مُحلى بالذهب، فمد يده الأمير إليها فخرجت منها نار وأحرقت أصابعه؛ فأعلمه المسيحيون أن هذه قاعدة الصليب المقدس، كما قصوا عليه أيضًا أمر اكتشافه، وأنه لا يستطيع أن يمسها إلا المسيحى، فاحتال على شماسين كانا قائمين بحراستها».

واستطرد:«أجزل لهما العطاء على أن يحملا هذه القطعة ويذهبا بها معه إلى بلاده مع من سباهم من شعب أورشليم، وسمع هرقل ملك الروم بذلك، فذهب بجيشه إلى بلاد الفرس وحاربهم وخذلهم وقتل منهم كثيرين. وجعل يطوف تلك البلاد يبحث عن هذه القطعة فلم يعثر عليها؛ لأن أمير الفرس كان قد حفر فى بستانه حفرة، وأمر الشماسين بوضع هذا الصندوق فيها وردمها ثم قتلهما1K.

واختتم:«رأت ذلك إحدى جواريه، وهى ابنة أحد الكهنة، وكانت تتطلع من طاقة بطريق الصدفة، فأسرعت إلى هرقل الملك وأعلمته بما كانت قد رأته فقصد ومعه الأساقفة والكهنة والعسكر إلى ذلك الموضع وحفروا فعثروا على الصندوق بما فيه فأخرجوا القطعة المقدسة سنة ٦٢٨م. ولفوها في أقمشة فاخرة وأخذها هرقل إلى مدينة القسطنطينية وأودعها هناك باحتفال عظيم، واعاده الى الكنيسة المقدسة ويسمى عيد رفع الصليب».