رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ علم الوعظ: الشخص الغيار لا يجروء على المواجهة

كنيسة
كنيسة

قال القمص مكاري القمص تادرس شحاتة، أستاذ علم الوعظ بالكليات الإكليركية والمعاهد اللاهوتية، عن الشعور بالغيرة: «الأدب الشرقي القديم يقول إنه مسكين هو الإنسان الغيار إذ أنه لا يهدأ، فهو يعشق المديح، لذلك يعلق بصره على الآخرين ويترصدهم ويركز جدًا مع كلامهم وملبسهم ونجاحهم  وخطواتهم وعلاقاتهم وأراءهم ليعلق؛ لأنه يريد أن ينتقص دائمًا من موقفهم، ولا يجروء على المواجهة فيلجأ لقذف الكلام من بعيد، ولا يدخل في المناقشات ويختبىء، ويتخذ طرقًا من الأبواب الخلفية ليعطل الآخرين لكى لا يكشف غيرته».

وأضاف القمص «مكاري»، في تدوينة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»،  أن الغيرة لا تقدر أن تخبيء أنيابها الطويلة حتى لو حاول صاحبها أن يغلق فمه ليخفيها، وهكذا لا يعلو ولا يتقدم ويظل مفعولًا لا فاعلًا، ثم يأتي وقت لا يقترب منه الناس».

من جانبه، قال البابا الراحل شنودة الثالث، البطريرك الـ117 في كتاب «كلمة منفعة»، أن الغيرة هي اشتعال القلب والإرادة بنار، لعمل ما يعتقد الإنسان أنه الخير،  وقد يتحمس الإنسان وتملكه الغيرة بسبب شيء خاطئ، كما قال بولس الرسول عن ماضيه «من جهة الغيرة، مضطهد للكنيسة»، بينما نجد غيرة مقدسة كالتي قال عنها المرتل «غيرة بيتك أكلتني» نجد غيرة أخرى خاطئة، وغيرة «قاسية كالهاوية» ولهذا قال الرسول: «جيدة هي الغيرة في الحُسْنَى»، ذلك لأنه توجد غيرة غير سليمة، كالتي قال عنها الرسول لأهل رومية «أشهد أن لهم غيرة الله ولكن ليس حسب المعرفة».

وأضاف: « قد يغار الإنسان بجهل متحمسًا لمحاربة شيء، دون معرفة، دون تحقيق، دون تدقيق، لمجرد السماع، كما قال المسيح " تأتي ساعة..  يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله "! إنها غيرة ليست حسب المعرفة كغيرة شاول الطرسوسي التي قال عنها "ولكني رُحِمْت لأنني فعلت ذلك بجهل"