رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ستتحرك فلسطين للحصول على اعتراف دولى فى الأمم المتحدة؟ «خاص»

فلسطين
فلسطين

يشارك نحو 150 من قادة العالم الأسبوع المقبل في نيويورك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تهزها الانقسامات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما تسعى فلسطين للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة لمواجهة تعنت إسرائيل.

وتناقش الجمعية العامة للأمم المتحدة، العديد من الملفات والقضايا وخاصة أن العالم يشهد توترا غير مسبوق، ومن بين تلك الملفات القضية الفلسطينية وسعي السلطة الفلسطينية للحصول على عضوية دولة فلسطين بالأمم المتحدة.

وتحدثت «الدستور» مع مجموعة من الخبراء والسياسيين الفلسطينيين للتعرف على المحاولات والجهود الفلسطينية فى هذا الملف المهم.

 

الحرازين: أبومازن التقى الرئيس السيسى وعددًا من القادة قبل التوجه لنيويورك

أكد الدكتور جهاد الحرازين القيادى بحركة فتح والباحث السياسي، أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس أبومازن، تبذل جهودا كبيرة لأجل تحقيق طموحات وحقوق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة بعاصمتها القدس وفق الثوابت الوطنية.

وأضاف الحرازين، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه جرت العديد من اللقاءات والاتصالات بين الرئيس أبو مازن والعديد من قادة دول العالم والمنطقة لأجل دعم الرؤية الفلسطينية القائمة على الحق والوقوف بجانب مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني وخاصة أن أكبر محفل دولي سينعقد خلال هذه الأيام فى دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوية والتى تعد أكبر تجمع سياسي دولي تشارك به كل دول العالم الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ77.

ولفت الحرازين إلى أن الرئيس عباس حرص على لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك الأردنى عبد الله الثاني ومن قبل المستشار الألمانى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والتركى والقبرصى والأمريكى والأيرلندى والرومانى والجزائرى والتونسي، وكذلك برؤساء العديد من الأحزاب والبرلمانات ورؤساء وزراء العديد من الدول ووزراء خارجيتها قبل توجهه لنيويورك.

وأضاف الحرازين أن الرئيس أبو مازن وصل الأحد إلى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة وقادة دول من أمريكا اللاتينية ومن آسيا وإفريقيا وأوروبا فى ظل حالة من الحراك والعمل السياسى والدبلوماسى النشط لاغتنام هذا المحفل ونقل الحقيقة حول ما يعانيه الشعب الفلسطينى من إجراءات واعتداءات وجرائم الاحتلال المستمرة والمتواصلة والقرصنة على الأموال الفلسطينية ومواصلة الاستيطان الذى هو جريمة وفق القانون الدولى.

وأوضح الحرازين أن الرئيس الفلسطينى سيركز على مطالبته بالعضوية الكاملة بالأمم المتحدة ودعوة دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية والعمل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإطلاق عملية سلام برعاية الرباعية الدولية تفضىي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في ظل استمرار جرائم إسرائيل والعمل على إطلاق سراح الأسرى الذين هم بالأساس أسرى حرب وإلزام إسرائيل بالاتفاقيات الدولية والقانون الدولى والدولى الإنسانى والمواثيق والأعراف الدولية لأن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية والاحتلال سيؤدى إلى انفجار المنطقة بأسرها مما يؤثر بالسلب على المجتمع الدولى.

وأكد الحرازين، أن الرئيس أبو مازن سيكثف من اتصالاته ولقاءاته مع أكبر عدد ممكن من قادة العالم ورؤساء المجموعات الدولية مجموعة دول عدم الانحياز والـ77 والصين كأكبر مجموعتين دولتين وكذلك مع قادة وممثلي كافة الدول لحشد الدعم لصالح القضية الفلسطينية ولصالح الحق الفلسطيني ولجلب الاعتراف بدولة فلسطين.

 

الرقب: يجب التقدم بالطلب كل عامين كنوع من المقاومة الدبلوماسية 

من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعتي القدس والأقصى والباحث السياسى الفلسطينى، إنه بعد محاولة الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة عام 2012 والحصول على عضوية دولة مراقب، لم تحاول القيادة الفلسطينية التجربة لأنها كانت تدرك أن الفيتو الأمريكي سيفسد أي جهد.

وتابع الرقب، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن دولة فلسطين ستحاول التقدم مرة أخرى قبل نهاية هذا العام بطلب من مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ورغم إدراك القيادة أن هذا الطلب وأن  تمريره بالخط الأزرق سيجابه بفيتو أمريكي إلا أن التجربة مهمة لتحقيق هدفين الأول إحراج قيادة البيت الأبيض والثاني إعادة القضية الفلسطينية للمشهد الدولي.

وأوضح الرقب، أن هناك دولًا كثيرة لم تحصل على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة من أول مرة ومنها من حصل على العضوية بعد أكثر من 10 مرات، متابعا: "أرى أن نتقدم بالطلب كل عامين أقل تقدير يعتبر نوع من المقاومة الدبلوماسية بإحراج المجتمع الدولي الذي كان سبباً في مساتنا".

 

صافى: هناك جهود مستمرة للاعتراف بفلسطين

فيما أكد الباحث والسياسي الفلسطينى الدكتور ماهر صافى، أن الجهود والتحركات الفلسطينية مستمرة في الأمم المتحدة للاعتراف بفلسطين.

وأضاف صافى، فى تصريحاته لـ"الدستور"، أن هناك بوادر وتلميحات من الرئيس  الفلسطيني محمود عباس بتأجيل تقديم طلب حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة الذي كان من المفترض تقديمه خلال أعمال الدورة الجديدة للمنظمة الدولية التي ستعقد في نيويورك.

وأوضح صافى أن الإدارة الأمريكية تعتبر أن المشروع الفلسطيني قد يؤثر في جهودها من أجل استرداد الثقة بين الجانبين تمهيدا لإعادة إطلاق عملية السلام مستقبلا.

وأكد صافى أن الجانب الفلسطيني مصمم على تقديم طلب الحصول على العضوية الكاملة بعد 10 سنوات من حصولنا على مكانة دولة غير عضو  مراقب  وهذا حق كفلته لكننا نعمل بهدوء، وسوف يقدم  الطلب في اللحظة المناسبة بعد حصولنا على الدعم الكافي من الدول الأعضاء.

وأشار صافى إلى أن الإدارة الأمريكية من المؤكد ستلجأ لاستخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الفلسطيني في حال تقديمه، مستدركا: "وهذا المتوقع من الإدارة الأمريكية ضد المشروع الفلسطيني، وهذا ما تعودنا عليه من هذه الإدارة التي تعمل دوماً لصالح إسرائيل". 

وأوضح أنه لضمان نجاح الطلب الفلسطيني يجب الحصول على أصوات 9 دول من مجموع أعضاء المجلس الـ15، وعدم استخدام أي دولة من الأعضاء الدائمين حق الفيتو.

ولفت إلى أنه في عام 2011، قدمت فلسطين مشروع قرار مماثل إلى مجلس الأمن، لكنه لم يحصل على 9 أصوات مما أدّى إلى إسقاطه، وفي العام التالي قدمت فلسطين طلباً إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة جهة الاختصاص للحصول على مكانة دولة غير عضو مراقب، وفاز بأغلبية أعضاء الجمعية (138 عضواً) في حين عارضته 9 دول فقط على رأسها الولايات المتحدة، وامتنعت 40 دولة عن التصويت.

 

عماد عمر: ورقة ضغط على إسرائيل وتحريك مسار المفاوضات مع الفلسطينيين

وفى السياق، أكد الدكتور عماد عمر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن هناك خطوات حثيثة يجريها الفلسطينيون من أجل الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة بكل هيئاتها ومؤسساتها، وذلك في إطار خطوة جادة لحماية حل الدولتين وتحريك مسارات السلام والمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وأوضح عمر، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذه الجهود لن يكتب لها النجاح إذا لم تكن هناك موافقة أمريكية عليها لأنها سوف تواجه بفيتو أمريكي يُفشل كل الجهود الدولية والعربية التي تتعاطف وتقف إلى جانب الفلسطينيين.

ولفت عمر إلى أن فرص الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية أصبحت غير واقعية على أرض الواقع في ظل الاستيطان والتهويد لأراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية وأنها أصبحت لا تصلح لأن تكون كيانا فلسطينيا مكتمل فيه أركان الترابط والتواصل ليكون جزءا من الدولة الفلسطينية، مؤكدا أن هذه الخطوة ربما تشكل ورقة ضغط على إسرائيل في إطار تحريك مسار المفاوضات مع الفلسطينيين.