رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما الدليل على وجود الله سبحانه وتعالى؟.. علي جمعة يجيب

د. على جمعة
د. على جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج أن يستدل عليه أحد فهو أظهر من كل الأكوان ومن الدليل، فما هو الدليل الذي يدل عليه، إذا كان هو الأصل؟ فأنت لا تعرف كيف تتصور الدنيا بدون الله، وأنت لا تعرف كيف تعيش بدون الله، وأنت لا تستطيع أن تشعر بوجودك بدون الله، فإذا قال أحد ما هو الدليل على وجوده، نقول له: أقم أنت الدليل على عدم وجوده، إذا كانت لديك القدرة.

وتابع “جمعة” عبر صفحته الرسمية،  قائلا: الله سبحانه وتعالى موجود بل هو واجب الوجود بل هو الوجود الحق، سبحانه وتعالى، وما سوى ذلك باطلٌ  فَانٍ  حَادِث له نهاية وله بداية، أما الله الذى لا إله إلا هو خالق السماوات والأرض فهو {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وهو {رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}، فإنه سبحانه {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}، فهو {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} ، {خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}، شَتَّانَ بَيْنَ مَنْ يَسْتَدِلُّ بِهِ فيقول لك: اتق الله، الله موجود، لا تظلمنى، ويتكلم هكذا - فالله حقيقة لا تحتاج إلى كلام - فهو منطلق من الله، أما الآخر فيا حسرةً عليه! إنه مازال يبحث عن الله .. فليبحث، وليستمر فى البحث، إنه حيران، قَدْ تُنْكِرُ الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ، وَيُنْكِرُ الْفَمُ طَعْمَ الْمَاءِ مِنْ سَقَمِ قطعا لا يَصحُ فى الأفهامِ شئ، إذا احتاج النهار إلى دليل، يقولون إن الإمام الرازى (والبعض ينسب ذلك إلى الآمدي) أَلَّفَ كتابا فيه أَلْفَ دليل على وجود الله، أى أنه ذكر ألف دليل على وجود الله، فأقاموا له احتفالاً .. وركب برزون ( فرس جميل مُزَيَّن) يدور به فى البلدة، وهى نيسابور (حالياً من بلاد إيران)، فرأت ذلك امرأة عجوز فقالت: لماذا هذا الاحتفال؟! فأجابوها إنه لأحد كبار العلماء لديهم ، حُجَّة الإسلام، إمام الأئمة، فخر الدين، ألَّفَ كتاباً أورد فيه ألف دليل على وجود الله، فقالت على الفور: أو كان عنده أَلْف شك على وجود الله كى يحضر لها ألف دليل يرد بها ليثبت وجود الله.

فسمعها الإمام المؤلف وهى تقول ذلك، فقال: اللهم إيمانا كعجائز نيسابور. لقد قام الإمام بتأليف الكتاب ردا على المتحيرين والخائبين، لكن فى نفس الوقت يطلب إيمانا كإيمان عجائز نيسابور الذين هم على الفطرة.

كيف عرفناه نحن؟

لقد عرفناه فى الرحمة، عرفناه فى النعمة، عرفناه فى استجابة الدعاء عرفناه باللطف الجارى بنا،عرفناه برفع المصائب عنا، عرفناه فى كل لحظة وفى كل نَفَس فى كل خطرة. وَإِلاَّ فَمَتَى غَابَ حَتَّى يُسْتَدَلُ عليه؟ أنت تستدل على الغائب وهو غائب، ولكنه قريب {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} فلا تَقُل أن الله بعيد، وَمَتَى بَعُدَ حَتَّى تَكُونَ الآثَارُ هِىَ الَّتِى تُوَصِلُ إِلَيْهِ. الله سبحانه وتعالى أظهر من الأكوان، وأظهر من الظهور.