رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رائدة القصة القصيرة.. رحيل الكاتبة إحسان كمال بعد صراع مع المرض

إحسان كمال
إحسان كمال

رحلت عن عالمنا الكاتبة الرائدة إحسان كمال عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد تدهور حالتها الصحية ونقلها للعناية المركزة خلال الفترة الماضية؛ بحسب الكاتب الصحفي مصطفى عبدالله.

وقال «عبدالله» على صفحته على فيسبوك: «أنعى للكاتبات العربيات، وللكُتَّاب والنقاد وللمشتغلين بصناعة الدراما التليفزيونية في مصر، رحيل كاتبة القصة القصيرة الرائدة الأستاذة إحسان كمال، صاحبة أنجح أفلام التليفزيون في زمن ازدهار "قطاع الإنتاج والحائزة على العديد من الجوائز والتكريمات الأدبية، وآخرها احتفاء وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم بها في المجلس الأعلى للثقافة في احتفالية المبدعات المصريات الرائدات؛ حيث أهدتها درع المجلس قبل عدة أعوام وهي تلازم كرسيها المتحرك».

واستطرد: «الحقيقة أنني أحس بالتطهر في هذه اللحظة، وأنا أعلن هذا النبأ المؤلم الذي كانت أسرتها قد رأت أن تؤجل إذاعته أيامًا حتى لا يتفاجأ ابنها "طارق" في إيطاليا، أو ابنتي "بسمة"، التي هي حفيدتها، في غربتهما بهذا الخبر المؤلم، هكذا اتفقت ابنتها الصحفية "عزة سعد"، وابنها المهندس "أحمد سعد" على تكتم نبأ وفاتها، بل وأخبار تردي حالتها الصحية وانتقالها إلى الرعاية المركزة».

وأوضح: «إحسان كمال واحدة من أبرع من كتبن القصة القصيرة الإنسانية في جيلها، وهو ما لفت إليها أساتذة النقد فتناولوها في دراساتهم وكتبهم وأطروحاتهم الأكاديمية، بل وكتبوا مقدمات بديعة لمجموعاتها القصصية، ومنهم على سبيل المثال الدكاترة: عبدالقادر القط، ونبيلة إبراهيم، ونهاد صليحة، ومحمود الحسيني، وعبدالحميد إبراهيم، وسوسن ناجي، فضلًا عن الأديب يوسف الشاروني الذي أرَّخ لها ونشر مختارات من قصصها في كتابه "الليلة الثانية بعد الألف"، وإحسان كمال من تلك الطليعة التي أسهمت في وضع اللبنات الأولى في اتحاد كتاب مصر، وكانت عضو مجلس إدارته، كما أسهمت مع زميلاتها في تأسيس جمعية الكاتبات المصريات».

وذكر: «كانت رحمة الله عليها، فخورة بأن قصصها تُرجِمَت إلى عدد كبير من اللغات الحية في العالم، وتبقى أهم ترجمة كانت تعتز بها هي التي أنجزتها المستعربة الروسية الكبيرة "فاليريا كربتشينكو"، ودائمًا كانت تُصَرِّح بأنها تكتب الأدب الإنساني لا الأدب النسوي، حتى ولو كانت المرأة هي بطلة أغلب قصصها، لكن الرجل، أيضًا، يظل حاضرًا بمعاناته الإنسانية ووجعه الحياتي في أعمال قصصية وتليفزيونية كثيرة لها مثل: "رجل اسمه عباس"، "حل يرضي جميع الأطراف"، "من القدم إلى الرأس"، و"مربعات السعادة"، ولعل أبشع صورة لرجل رسمتها تسجلها قصتها الأيقونة "سطر مغلوط"».

وأضاف: «رحمك الله يا صديقتي الغالية، قبل أن تكوني جدة بناتي، ولن أنس هدية عيد ميلادي التي كنت تحرصين على إسعادي بها في كل عام.. وكلي أمل في أن أعمالك الخيرة في الدنيا، وما اتسمت به من براءتك الطفولية في تعاملك مع البشر من حولك سيكون سببًا في أن يغفر لك المولى عز وجل ذنوبك كلها، ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة التي ندعو الله أن تستقرين فيها».

إحسان كمال كاتبة قصص قصيرة وروائية مصرية، ولدت في 13 ديسمبر 1934 بالعسيرات مركز جرجا، وحصلت على دبلوم في 1951 من مدرسة الفنون التطريزية، ونشرت أول أعمالها جاء الشتاء بمجلة الإذاعة في 1958، كانت عضوة مؤسسة لجمعية الكاتبات المصريات وعضوة جمعية الأدباء ونادي القصة ونائب لرئيس الصالون النسائي الأدبي. ترجمت بعض أعمالها للغات عالمية.

لها أكثر من 200 قصة قصيرة ومجموعات قصصية ومن بينهم: سجن الملكة: مجموعة قصصية، 1965.
أحلام العمر كله: مجموعة قصصية، 1971، أقوى حب: مجموعة قصصية، 1982، ممنوع دخول الزوجات: مجموعة قصصية، 1988، سطر مغلوط، وخيط لا ينقطع: مجموعة قصصية، 2013.

ومن الجوائز التي حصلت عليها: جائزة نادي القصة، وسام المجلس الأعلى للفنون والآداب، جائزة إحسان عبدالقدوس للقصة القصيرة، جائزة نجيب محفوظ، وجائزة محمود تيمور.