رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الصعيد وبحرى والنوبة».. «قايمة المنقولات» خلافات بين الدعم والإلغاء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تصدر هاشتاج حوار القايمة مواقع التواصل تويتر وفيسبوك، مصحوبا بمطالبات إلغاء القايمة وأن يتكلف الرجل بكافة مصاريف الفرح والتجهيزات الخاصة بالمنزل فوافق البعض على هذا الاقتراح الذي يشمله الهاشتاج والنصف الآخر رفض مثل هذا الاقتراح معتمدين أن قائمة المنقولات ما هي إلا ضمان لحق الزوجة.

نستعرض خلال السطور التالية آراء من بلاد النوبة ووجه قبلي وبحري بشأن القايمة

 الوجه البحري

يتمتع سكان الوجه البحري بطابع مختلف فيما يخص قائمة "المنقولات الزوجية"، فهم يتمسكون بها كما لو أنها ستضمن الحياة الزوجية المريحة والهانئة لابنتهم، كما أن هناك بعض الرجال الذين لا يهتمون بها كثيرا لذلك يقوم أهل العروس بكتابة كل ما يحلو لهم بداخلها، وهناك البعض الأخر الذي يوليها اهتماما خاصا، ويرفض التوقيع عليها إلا بعد حضور الجهاز لمنزل الزوجية، وفي بعض الأحيان، لايقوم بالإمضاء إلا بعد موافقة أهل العروس على توقيع عقد الزواج.

في بعض الأحيان يقوم العريس بفعل ذلك حتى يضمن أن الأمور أصبحت على ما يرام وأن قائمة المنقولات الزوجية التي تعبر عن حياته من وجهة نظره قد صارت في يد أمينة.

وهناك بعض المحافظات في الوجه البحري لا تعترف بقائمة المنقولات الزوجية وأبرزهم مدينة الإسكندرية، وهنا يمكن ذكر واقعة كانت حديث مواقع التواصل الاجتماعي ومن كوارث “القايمة” على حد قولهم، وهو أن رجلا من محافظة قنا زوج ابنة لفتاة من الإسكندرية، وبالطبع لم يتم كتابة "القايمة" لأن المحافظة لا تعترف بذلك، وبعد فترة من الوقت حدثت زيجة ثانية بين ابنة رجل قنا، وابن رجل الإسكندرية، هنا طالب أبو الفتاة بكتابة المنقولات الزوجية، بناء على أعراف بلدهم فرفض الوالد بشدة، وقال “دي تمشي زي اللي قبلها”، وهنا اشتد الخلاف بين الطرفين ولم تتم الزيجة الجديدة وتم الطلاق بين الابن والابنة المتزوجين بالفعل.

أما محافظة دمياط فدائما لها طابع خاص، فعلى الرغم من اهتمامهم الجارف بقائمة المنقولات الزوجية، إلا أن الأمر يكون بالتراضي بين الطرفين وحضورهم، ومعرفة كل شخص ماله وما عليه، حيث قالت المواطنة سامية جودة إحدى القاطنين هناك:" عندما تزوج ابني العام الماضي كان لابد من كتابة "القايمة" حتى يضمن الطرف الآخر حق ابنته بالكامل، ومع ذلك كانت هناك تسهيلات فيما يتعلق بكتابة الذهب فيها وغير ذلك من المؤخر، وهذه الأمور ويكتب كل شيء بسعره الأصلي، كذلك كان الجهاز مناصفة بين العروس والعريس".

أما قرى محافظة دمياط فكان لهم رأي آخر في قائمة المنقولات الزوجية، حيث يتم كتابة كل شيء بداخلها مهما كان صغيرا وتافها، وبأسعار وهمية، حيث تقول مروة جمعة، إحدى القاطنين: "من الممكن أن تصل القايمة إلى 800 ألف جنيه على العريس، وتتم كتابة قيمة أخرى للذهب، حتى تحدث عملية تعجيز للعريس الذي يفكر في ترك العروس، حينما يفكر فقط في الغدر يدرك بأنه سيخسر كل شيء ومن الممكن أن يكون مدينا أيضا".

ويرى الكثيرون أن موضوع إسقاط القايمة فيه ظلم كبير للشباب "مفيش شاب في الدنيا يقدر يجيب شقة وعفش وجهاز يعدي الـ٣٠٠ الف جنيه يعني ما يعادل حرفيا الـ٧٠٠ ألف جنيه الشباب دلوقتي طالع عنيه طول اليوم علشان ٣٠٠٠ جنيه في الشهر"، وأنه من المهم أن تتم عملية الشراكة بما يرضي الله.

القايمة لدى الصعيد ووجه قبلي 

حمود الصعيدي: القايمة عندنا خط أحمر

أكد محمود سيد، 34 عاما، من أسيوط، أن قائمة المنقولات الزوجية من الخطوط الحمراء التي لا يمكن التجاوز فيها، مشيرًا إلى أنها الوسيلة الوحيدة لضمان حقوق الفتاة هناك، فهي تعد إيصال أمانة على الزوج أو الخطيب.

وأضاف أن الموضوع لا يتوقف على قائمة المنقولات، حيث أكد أنه يوجد الكثير من العادات خارج القائمة، والتي أشهرها "شنطة العروسة" وهي عبارة عن حقيبة تضم الكثير من الملابس، سواء داخل المنزل أو خارجه، وتتراوح ما بين الـ10 آلاف إلى 15 الف جنيه، بالإضافة إلى "الحاطط" وهي عبارة عن المخبوزات بكافة أنواعها تكفي لأكثر من شهر، وهي تضم الخبز والمعجنات، والتي تقدر بخمسة الاف جنيه.

"العشاء ونقطة العروسة.. عار لو مدفعتش".. نوه سيد، أن هناك ما يعرف بصينية العشاء، وتضم الكثير من اللحوم والدواجن والطيور بكافة انواعها، مشيرًا إلى أنه لابد من دفعها أو تقديمها من قبل العريس.

ياسر محمد: "الدهب والقايمة.. زي قسيمة الجواز في الاهمية"

قال ياسر محمد 40 عاما، من محافظة المنيا، أن قائمة المنقولات بالإضافة إلى الذهب من العادات التي لا يستهان بها في عدد من قرى الصعيد، حيث يرئ الاهالي هناك أنها لا تقل أهمية عن قسيمة الزواج.

وعن تريند إلغاء القائمة، أكد أن السوشيال ميديا السبب في نشر مثل هذه الأمور، مؤكدًا على أن الشرع شدد على أهمية "قائمة المنقولات الزوجية" فهي ضمان لحقوق الفتاة التي تترك بيت أهلها للذهاب لمنزله، خاصة في ظل الظروف الحالية التي يكثر فيها الانفصال والطلاق بشكل كبير.

ونوه محمد، أن الكثير من أهالي الصعيد يتزوجون من بعضهم البعض الأمر الذي يجعل مثل هذه العادات تتوارث، مشيرًا إلى أن الكثير من شباب الصعيد يفهمون ذلك، ومن العار الاستهانة بها.

النوبة مافيهاش قايمة .. والبعض : نطالب بها 

أما بلاد النوبة فالقرى الخاصة بها لا يكتبون قايمة على العريس بل الأخير عليه الجزء الأكبر من تجهيز المنزل أما المرأة المطبخ ومستلزماته والستائر والسجاجيد وعلى الرغم من مساعدة المرأة في التجهيز لا يتم كتابة قائمة وكذلك المؤخر والمهر زهيد للغاية.

لذا طالب البعض تحت مسمى «عايزين قايمة» حيث يريدون إضافة قايمة منقولات ويرون أن عدم وجودها يهدر من حق الزوجة، حيث أنهم يعتمدون على عدم وجودها مع عدم وجود مهر ايضًا، على الرغم من مساعدة المرأة في تجهيز المنزل حيث السجاجيد والستائر وكذلك خشب المطبخ وكل ما يحتاجه من أدوات لتجهيزه، لذا نجد أنه في حالة حدوث انفصال لا يوجد حق للزوجة ويتم ايضًا استرجاع الدهب منها في بعض حالات الطلاق.

يرى عمرو أحمد، شاب نوبي، أنه لابد من وجود قايمة منقولات في الزواج لضمان حق الست في حالة حدوث خلافات، فالأمر مختلف حاليًا عن قديمًا فكان هناك مجالس عرفية يتم عقدها في حالة الانفصال وكلًا من الرجل والمرأة يدرك حقه في النهاية ولكن الآن نجد أن المعظم لا يستمع إلى رأي المجالس والمرأة تُظلم في النهاية ولا تدرك حقها.

بينما رأت شيماء أحمد، فتاة نوبية، أنه لابد من وجود قايمة منقولات لضمان حق الزوجة وعدم المبالغة فيها أى بما يرضى الله، أي يتم تدوين العروسة ما أتت بها فعليًا ولا زيادة عن ذلك، وكذلك الدهب ما أتى به الرجل ولا يتم المبالغة كالمعتاد من بعض الأسر كتابة عدد جرامات من الدهب مبالغ فيه على غير ما جاء به الزوج.